“علماء الأمة” يدعون إلى العمل لإفشال “صفقة القرن”

دعت أكثر من عشرين هيئة ورابطة علمائية في العالم الإسلامي، في بيان حمل عنوان “بيان علماء الأمة حول ورشة البحرين الاقتصادية”، إلى العمل على إفشال “صفقة القرن”.
وقالت الهيئات الموقعة على البيان “إنَّ ورشة البحرين هي خطوة بالغة الخطورة في التآمر على القضيّة ‏الفلسطينيّة، فهي ورشة لترتيب إجراءات صفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية قضية الأمة في فلسطين”.
كما أكد البيان أن “ورشة البحرين ومِن ورائها صفقة القرن تهدّد الأمة الإسلامية في دينها ومقدساتها ووجودها، فهي ليست خطرّا على فلسطين وحدها بل على بلاد المسلمين كلّها”.
وذكر البيان بأنّ “القضيّة الفلسطينيّة، التي هي أرض القبلة الأولى ومسرى النبيّ صلى الله عليه ‏وسلم ومعراجه تشهد هذه الأيام مرحلة من أخطر مراحل الاستهداف؛ بغيةَ ‏تصفيتها عبر صفقات مشبوهة ومؤامرات تعصف في المنطقة.
وإنّ علماء الأمّة أفرادًا ومؤسسات يتابعون ببالغ القلق والأسى ما تتعرض له الأمة من التفرق والتمزق والاحتراب الداخلي، وما تتعرض له قضية القدس الشريف والأرض المباركة فلسطين من مؤامرات واضحة، ونيات كاشفة، بل خطوات عملية فاضحة، حيث اعترفت أمريكا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وتسعى لتنفيذ ما يسمى بصفقة القرن”.
وأضاف “وبدل الرفض والمقاومة لهذه المؤامرة نرى هرولة بعض قادة العرب وتسابقهم لخدمة الأعداء بالأموال والمؤتمرات، وآخرها مؤتمر البحرين المسمّى ورشة الازدهار مقابل السلام”.
وإزاء هذه الورشة يؤكّد العلماء الموقعون على هذا البيان على ‏الآتي:‏
أوّلًا: إنَّ فلسطين أرض إسلامية للأمّة جمعاء، وليست للفلسطينيين وحدهم، ‏ويجب على الأمة كلّها العمل لتحريرها من أيدي الصّهاينة المغتصبين، ولا يجوز ‏لأحد مهما كانت صفته ‏ومكانه أن يتنازل عن ذرة منها أو يقرّ بادّعاء حق ‏اليهود الصهاينة فيها.‏
كما لا يجوز شرعاً عقد أية اتفاقية مع العدو الصهيوني تقرّ أو تعترف بحقه في ‏إقامة ‏كيانه المغتصب على أرضنا المباركة أو أيّ جزءٍ منه؛‏ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَۘ بَعْضُهُمْ ‏أَوْلِيَاءُ ‏بَعْضٍۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ‏المائدة:51‏.
ثانيًا: يؤكد العلماء على أنّ الإنسان المعتز بكرامته ودينه لا يمكن أن يرضى ببيع شبر من أرضه ووطنه وكرامته وعزته واستقلاله للمحتل المعتدي، ولو بكل ما في هذه الدنيا؛ قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} المنافقون:8.
فإذا كانت الفطرة السليمة تأبى القبول بالذل وبيع الوطن، فما ظنك بالقدس الشريف الذي فيه المسجد الأقصى، قبلتنا الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثالث الحرمين الشريفين.
لذلك يحذر العلماء هؤلاء الحكام والسياسيين الذين يظنون بأنهم يرضون المحتلين ويهرولون بالمال والمؤتمرات لتحقيق غاياتهم، فإن الصهاينة والأمريكان لن يرضوا عنهم،
ويحذرهم العلماء من عذاب الله تعالى ومسؤوليتهم عندما يقفون عند الملك الجبار، قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} الصافات: 24،
ومِن لعنة الأجيال الحالية واللاحقة التي لن تغفر ولن تنسى.
ثالثًا: إنَّ ورشة البحرين هي خطوة بالغة الخطورة في التآمر على القضيّة ‏الفلسطينيّة، فهي ورشة لترتيب إجراءات صفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني وتصفية قضية الأمة في فلسطين.
ويؤكّد العلماء على أنَّ المشاركة فيها حرامٌ شرعًا وخيانةٌ لله ورسوله ‏والمؤمنين وخيانةٌ للأمانة والمقدسات ودماء الشّهداء.‏
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ ‏تَعْلَمُونَ} الأنفال:27‏.
رابعًا: يطالب العلماء الموقعون على البيان حكّام العرب والمسلمين بالانحياز إلى ‏الحق والعدل وإلى تطلعات شعوبهم، وذلك بإعلانهم رفض المشاركة في هذه ‏الورشة الخيانيّة، وإلَّا فإنَّهم سيسطرون أسماءهم في سجلّ العار في الدنيا والخزي ‏والخسران في الآخرة.‏

خامسًا: إنّ حضور ورشة البحرين والتّطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يجلب ‏نفعًا ولا أمنًا ولا ‏مصلحةً لأحدٍ من المشاركين، وما هو إلّا المزيد من الوهن ‏والضّعف وفقدان ‏مقوّمات الصمود والوجود، وهو عنوان الخور والهوان مهما ‏حاول فاعلوه إلباسه لبوس المصلحة.‏
قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي ‏قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا ‏دَائِرَةٌ ‏فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ‏أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي ‏أَنفُسِهِمْ ‏نَادِمِينَ‏} (المائدة: 52‏).
سادسًا: إنّ ورشة البحرين ومِن ورائها صفقة القرن تهدّد الأمة الإسلامية في دينها ومقدساتها ووجودها، فهي ليست خطرّا على فلسطين وحدها بل على بلاد المسلمين كلّها، وإنّ القدس والمسجد الأقصى هما واسطة العقد في هذه الأمّة، والدفاع عنهما ومواجهة ورشة البحرين هو دفاع عن سائر بلاد المسلمين.
سابعًا: يتوجّه العلماء ببالغ التحيّة إلى جميع الدّول والجهات التي رفضت ‏المشاركة في هذه الورشة، كما يؤكّد العلماء موقفهم الدّاعم للموقف الفلسطينيّ ‏الرسمي المتمثّل بالسلطة الفلسطينيّة الرّافض للمشاركة في هذه الورشة، كما يحيّي العلماء فصائل المقاومة الفلسطينيّة وسائر الحركات والمؤسسات والجماعات في العالم الإسلامي الرّافضة لهذه الورشة والعاملة على إفشالها.
كما اعتبر العلماء الموقعون على البيان أن التحرّك لإفشال هذه الورشة ومواجهتها واجبٌ ‏شرعًا، كلٌّ حسب تخصصه ومجاله، وعليه فإنّه يجب على كلّ قادرٍ على بذل ‏شيءٍ من الجهد ألّا يدّخره مهما كان يسيرًا، وأيًّا كان مجاله، سياسيًّا أو ‏إعلاميًّا أو إرشاديًّا أو تعليميًّا أو تعبويًّا أو غير ذلك، وهذا من ضروب النّفير ‏الواجب والجهاد المبرور.‏ قال تعالى: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ ‏خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (التّوبة:41).‏

الموقعون:
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
رابطة علماء المسلمين
رابطة علماء أهل السنة
هيئة علماء فلسطين في الخارج
رابطة علماء المغرب العربي
المجلس الإسلامي السوري
هيئة علماء المسلمين في لبنان
دار الإفتاء في ليبيا
هيئة علماء ليبيا
الحملة العالمية لمقاومة العدوان
هيئة علماء المسلمين في العراق
مركز تكوين العلماء في موريتانيا
رابطة أئمة وخطباء العراق
‏هيئة علماء السودان
‏الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان
جمعية علماء المسلمين في الجزائر
مجلس علماء جماعة الإخوان المسلمين في الأردن
رابطة علماء فلسطين
رابطة علماء أهل السنة تركيا
جمعية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التركية (أماد)
رابطة علماء فلسطين في لبنان
تيار أهل السنة في لبنان
وقف الإمام الأعظم أبو حنيفة للعلوم والدراسات في بغداد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *