حين يصفي السياسيون حساباتهم بأياد (مَـدْخليّـة)

 

بخلاف ما يعتقد البعض أن التيار المدخلي تيار معتدل بعيد عن العنف، فإن فتاوى ومواقف ودروس بل وأفعال كثيرة صدرت عن أبناء هذا التيار، وتورطهم في عمليات قتل واغتيالات، ومشاركتهم في الحروب الدائرة، منظمين في إطار فصائل وميليشيات، فندت هذا الظن الذي توهمه البعض لعقود.

فالتيار المدخلي يؤمن بتصفية مخالفيه ممن يعتبرهم -وفق تصنيفه- إخوانا مفلسين وخوارج مارقين عن الدين، وصوفية قبوريين مشركين، وغيرهم، ويعتبرون المخالف لهم، أخطر وأسوء وأكفر من اليهود والنصارى، بحسب تعبيراتهم، وهذه أبرز الميليشيات المدخلية الإرهابية، وأهم جرائمها:

قوة الردع الخاصة في ليبيا

وفق وزارة الداخلية الليبية في طرابلس، فقد حفر المختطفون للشيخ نادر العمراني، حفرة بطول إنسان وأفرغوا فيه “مخزن كلاشنكوف” على مرتين، ثم ردموا عليه التراب دون شفقة ولا رحمة.

وفي اعتراف مصور، لأحد الشباب المداخلة اسمه هيثم عمران عبد الكريم الزنتاني، بثه جهاز المباحث العامة، قال فيه أن “حكيم مقيدش قد أفرغ مخزن كلاشن في العمراني، وأتبعه الشيخ الصافي بنفس الطريقة ثم ردموا عليه التراب”.

والمختطفون القتلة، هم من قوة الردع الخاصة، وهي ميليشيا يقودها مدخلي يدعى، عبد الرؤوف كارة، وذلك بناء على فتوى أصدرها موتور يدعى “الشيخ الصافي” قضى فيها بإنزال “القصاص بالعمراني لرده على الشيخ السعودي ربيع المدخلي الذي يناوئ الصادق الغرياني العداء، وأنه تنكر للسعودية التي علمته ودرسته وأحسنت له، وأن شخصا يدعى خالد البودي أخبرهم أن أهل العلم في السعودية أفتوا بوجوب إخفائهم”، والشيخ الصافي هو تلميذ محمد سعيد رسلان، الشيخ المتطرف المدخلي المصري المعروف.

 

كتائب أبو العباس في اليمن

كتائب “أبو العباس”، هي ميليشيا موالية للإمارات، تتكون من مقاتلين سلفيين (مدخليين)، يرأسها عادل فارع المعروف بأبي العباس، بالجبهة الشرقية في تعز، وتوصف من قبل التحالف، بكتائب العقيد أبي العباس التابعة للواء 35 مدرع.

ولد “أبو العباس” في عام 1971، في المدينة القديمة بتعز لأسرة فقيرة، يتحدث عن نفسه فيقول: “أنا عادل عبده بن فارع بن عثمان، كنيتي “أبو العباس” من الحجرية من ذبحان، مولود في مدينة تعز في المدينة القديمة”.

ويضيف: “درسنا إلى الصف الثالث الإعدادي، ثم عرفنا المنهج السلفي على يد الشيخ “مقبل بن هادي الوادعي”،  فقد رحلت إلى دماج في العام 1990 وتركي الدراسة لم يكن تحريما لها، بل إن كل إنسان يتجه أو يتخذ له شيء معين في الحياة، وأنا اتجهت إلى العلوم الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد درست على يد الشيخ “الوادعي” وتتلمذت كذلك على يد الشيخ “يحيى بن علي الحجوري” وهو شيخنا ويعتبر أبونا الروحي بمعنى أننا نتعلم ونتفقه على يده، واستمرينا إلى يومنا هذا”.

وبالإضافة للقتال الذي تخوضه الميليشيا في حرب اليمن، إلى جانب الإمارات والسعودية، فإنها انخرطت في أعمال قذرة، حيث بدأت تنفذ عمليات اختطاف وتعذيب واغتيال، للمعارضين لمشروع الإمارات، ومنهم قيادات إخوانية وغيرها، وشهدت مدينة تعز، خلال الصيف الماضي، سلسلة من الاغتيالات استهدفت عسكريين وأمنيين في القوات الموالية للشرعية، وسط اتهامات لكتائب أبو العباس المدعومة إماراتياً، وربط سياسيون يمنيون، ما تشهده مدينة تعز، بأنه نقل إماراتي لتجربتها التي اعتمدتها في عدن جنوب اليمن، لبسط نفوذها، عبر قوات موالية لها، من خلال تكريس الفوضى الأمنية وانتشار الاغتيالات.

وقد بثت قناة الجزيرة مؤخرا، فلما استقصائيا يفضح ممارسات هذه الميليشيا المدخلية، وارتباطاتها وجرائمها القذرة، المتمثلة في الاغتيالات والمقابر الجماعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *