إطلاق أول إذاعة لـ”الأمهات العازبات” بالمغرب عابد عبد المنعم

في خطوة مثيرة انطلق يوم الخميس 18 ماي 2017 بث إذاعة جديدة تعنى بما يسمى بـ”الأمهات العازبات”.
فوفق ما هو مثبت في موقع الإذاعة، فتمويلها يتم بدعم من الاتحاد الأوروبي والمؤسسة الإيطالية “Soleterre”، ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ووكالة التنمية الاجتماعية، وبتنسيق مع جمعية “100 في المائة أمهات”.
وقد نظمت المؤسسة الإيطالية “Soleterre” صباح الأحد المنصرم بفندق بمدينة الرباط، ندوة للتعريف بهذه الإذاعة، وحضر اللقاء مسؤولين عن الجمعية إضافة إلى جانب صحفيين وممثلين عن جمعيات تعنى بهذه الفئة من المجتمع.
وقد أعلنت نعيمة حمداني، أم حاملة خارج إطار الزواج، في الندوة الصحفية، عن الإطلاق الرسمي للإذاعة، وقالت: “تحدٍّ كبير أن أقف أمامكم اليوم بوجه مكشوف كأم عزباء للإعلان عن انطلاق إذاعة أمهات على الأثير”.
وفي كلمة لها قالت رحيمو حاجو، منسقة في جمعية “مائة بالمائة أمهات”، إن “هذه الإذاعة أداة تمكن الأمهات العزباوات من إسماع أصواتهن، والتعبير عن مطالبهن والدفاع عن حقوقهن وحقوق أطفالهن”.
فيما كشفت “فيتوريا رينالدي”، منسقة مشروع إذاعة “أمهات على الأثير”، في منظمة “SOLETERRE” الإيطالية، أن الإذاعة تسعى إلى “دعم الأمهات العزباوات في معركتهن للدفاع عن حقوقهن”.
وتابعت أن المنظمة “تريد مشاركة تجربتها في مجال الدفاع عن الأمهات العزباوات، والترافع من أجل حقوقهن، وهو المجال الذي تشتغل عليه منذ 15 سنة، إضافة إلى اشتغالها في مشاريع الحماية الاجتماعية والصحية والدفاع عن حقوق النساء”.
واعتبرت أن “الأمهات العزباوات هن الأكثر عرضة للعنف بين جميع النساء”.‎
وتضم شبكة برامج إذاعة: «أمهات على أثير» سبعة برامج تُعني بقضايا «الأمهات العازبات» في الاستشارة القانونية والاجتماعية، وصحة الأم والطفل، ورصد شهادات لـ«أمهات عازبات»، ونقاش مفتوح بين «الأمهات العازبات، إضافة إلى برنامج ترفيهي بعنوان «حديث النسا».
هذا وستقدم البرامج، في هذه الإذاعة التي تتواجد بمدينة طنجة بمقر جمعية “100 في المائة أمهات”، من طرف عشرة أمهات حاملات من سفاح/عازبات، تم إخضاعهن لتكوين من أجل تأهيلهن لهذا العمل.
تجدر الإشارة ها هنا إلى ثلاثة أمور مهمة:
الأمر الأول: أن الإذاعة جاء توقيتها مزامنا لفعاليات مهرجان “موازين” ولحراك الريف، ما يعني أن توقيت الانطلاق ليس بريئا على الإطلاق، وأن من يقفون وراء هذا المشروع سعوا بذكاء لاستغلال هذا الظرف الزمني.
الأمر الثاني: أن هذا المشروع أعلن عن انطلاقته في ولاية حكومية يقودها حزب العدالة والتنمية، وبشراكة من ووزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية والتي على رأسها وزيرة من حزب المصباح المعروف بمعارضته الشديدة لهذه المشاريع العلمانية التي تسعى إلى التطبيع مع مجموعة من السلوكات والقيم المخالفة لهوية المغاربة.
تجدر الإشارة ها هنا إلى أن عددا من قيادات حزب العدالة والتنمية أعربوا عن استنكارهم لخروج هذه الإذاعة إلى حزب الوجود، واعتبروا أن مجموعة من القرارات تمرر خلال ولايتهم بطريقة مريبة، لكن رغم هذا الاستنكار فإن وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، أحد الشركاء في إذاعة “أمهات على الأثير” تضع سياستها بسيمة حقاوي عضو الأمانة لحزب المصباح.
الأمر الثالث: أن مصطلح “الأمهات العازبات” مصطلح دخيل أنتجته المنظومة العلمانية التي لا تعير اهتماما للحدود الشرعية، وترى في الزنا وكل العلاقات الجنسية الأخرى حرية فردية وجب حفظها ورعايتها، بخلاف مجتمعاتنا الإسلامية والتي لها مصطلحاتها الخاصة وفق مرجعيتها المحددة للتعبير عن هذا النوع من العلاقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *