جريمة كبرى تحدث اليوم بأرض الشام، ومخطط تآمري رهيب يستهدف الثورة السورية التي وصلت مراحل متقدمة، تنفذُ بنودَه -بتواطؤ مع شبيحة بشار- إيران وحزب الله اللبناني الإرهابي الذي يتلقى أوامر عليا من طهران، وحكومة العراق، وبدعم غربي مطلق.
فلا تكاد عين المتتبع تخطئ الفرق الكبير في التعاطي بين الملف الليبي أثناء ثورة الشعب على نظام معمر القذافي البائد، حيث كانت الضربة استباقية، وبين هذا التباطؤ واللامبالاة من طرف المجتمع الدولي مع مأساة الشعب السوري، وإن شئت فقل الأكثرية السنية ببلاد الشام؟!
فلو كان الغرب صادقا في إيجاد حل للأزمة السورية كما يدعي لثار لحقوق الإنسان التي تنتهك كل حين ولعدد القتلى الذين بلغ عددهم أكثر من 77.500 دون الحديث عن المختطفين والمفقودين.
فإذا كان الغرب منسجما مع نفسه ومع المبادئ والقيم التي يسوقها ويصفها بالأممية والكونية لقام فورا برفع الحظر عن استيراد السلاح للمقاومة، ولجرم تدخل إيران والعراق وحزب الله الرافضي المدرج في لائحة الإرهاب في القصير وداريا والمعضمية وغيرها من المناطق السورية، ولجيَّش قوات الأمم المتحدة لمنع المذابح التي تسيل منها دماء الأبرياء والمدنيين في العديد من مناطق الشام.
لقد كشفت سوريا الحقيقة وأسقطت ثورتها أقنعة قوى الشر الباطنية، وبان واضحا الوجه البشع لأعداء المسلمين، وحقيقة الشعارات التي أسكرت الأمة طويلا، وسرقت منها لحظة الحذر واليقظة، شعارات: مثلث الشر، ومحور الممانعة، وخط المقاومة، وحلف اللاءات المرفوعة في وجه الغرب وسليلته البلفورية المسماة “دولة إسرائيل”.
ففي “سوريا يسمح الآن للتطرف أن يقتل التسامح، وللجهل أن يقتل العقل، وللبربرية بالتطاول على المدنية” كما صرح رئيس المجلس الوطني السوري.
ولكشف جانب من الأزمة السورية وما يعانيه شعب سوريا من اضطهاد وتآمر غربي باطني اخترنا فتح هذا الملف.