لماذا هذه الحرب على القرآن؟

عرف أعداء الله أهمية كتاب الله تعالى في نفوس المسلمين؛ ومدى تعلقهم به، وعلموا أنه هو باعث نهضتهم، ومحيي همتهم، وموحد كلمتهم، وسبب نجاتهم وقوتهم.

يقول الحاخام الأكبر للكيان الصهيوني سابقا مردخاي إلياهو، مخاطبا مجموعة على وشك الالتحاق بالجيش الصهيوني: (هذا الكتاب الذي يسمونه القرآن هو عدونا الأكبر والأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته، كيف يمكن تحقيق السلام في وقت يقدس العرب والمسلمون فيه كتابا يتحدث عنا بكل هذه السلبية؟! على حكام العرب أن يختاروا؛ إما القرآن أو السلام معنا) (مجلة البيان، العدد: 159).
ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر: (إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن، ويتكلمون العربية) (قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله، لجلال العالم).
ويقول جون تاكلي: (يجب أن نستخدم القرآن -وهو أمضى سلاح- ضد الإسلام نفسه، بأن نعلم هؤلاء الناس -يعني المسلمين- أن الصحيح في القرآن ليس جديدا، وأن الجديد ليس صحيحا) (مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد:7؛ و رد افتراءات المبشرين على القرآن الكريم).
إذن هم يعرفون أن القرآن مصدر قوة المسلمين؛ لذلك أعلنوا الحرب على كتاب الله، وهذه الحرب قديمة قدم نزول القرآن، كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت: 26)؛ يعني أن الغلبة لهم على المسلمين إنما تكون باللغو والطعن في القرآن.
ومن أهداف الطعن في كتاب الله:
1- حرب المسلمين؛ لأن الكفار رأوا أن أهل الإسلام لا يمكن قهرهم بالسنان والحروب العسكرية؛ لأنهم قوم يحبون الموت كما هم يحبون الحياة، وإنما كان هذا الحب للشهادة في نفوس المسلمين لما في كتاب الله من الثناء والحث على الشهادة في سبيله، لذلك توجهوا بالحرب إلى القرآن حتى ينتزعوا القدسية عن القرآن، ويثبتوا أنه ليس من عند الله تعالى، بل من عند محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثَم يتم إبعاد المسلمين عن مصدر توحيدهم وسر قوتهم.
2- فتح باب النـزاع والشقاق بين المسلمين على مصراعيه، يقول تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) (البقرة: 176).
3- زرع الفتن بين المسلمين كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) (آل عمران: 7).
4- هدم الإسلام: فقد روي عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْر، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟ قَالَ: قُلْتُ لَا. قَالَ: يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ، وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ (أخرجه الدارمي المقدمة باب: في كراهية أخذ الرأي، رقم: 214).
وبهذا يتحقق لهم ما يريدون، ويصبح المسلمون صيدا سهلا.. (انظر كتاب الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين خلال القرن الرابع عشر الهجري؛ رسالة دكتوراة لعبد المحسن المطيري بتصرف).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *