أبرز خبراء ومحللون مخاطر التقسيم الجديد الذي تواجهه دول منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن الكيان الصهيوني هو المستفيد الوحيد من أي احتمالات تقسيم جديد للمنطقة العربية بعد مرور أكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو سيئة السمعة.
وأوضح مدير قناة “العرب” جمال خاشقجي أننا لا نعيش تداعيات سايكس بيكو، فنحن نعيش فشلا في العراق وسوريا، مبينا أن من المبكر الآن الحديث عن خرائط تقسيم المنطقة العربية.
وأضاف خاشقجي، في حلقة من برنامج “في العمق” على فضائية “الجزيرة، أن السعودية وتركيا يمكن أن تمنعا مخططات التقسيم المحتملة للمنطقة، مشيرا إلى أن فكرة سوريا الواحدة قائمة ومن الممكن أن يحصل تقسيم الأمر الواقع حين تصبح منطقة الساحل وتحميها روسيا واقعا، وفي شرق سوريا تقوم حكومة وطنية سورية تحميها تركيا والسعودية.
وقال خاشقجي، بشأن كيفية الحفاظ على وحدة سوريا والعراق، إن سوريا ستكون موحدة حيث تنادي القوى الوطنية بسوريا موحدة، أما العراق فسيقسم إلى ثلاثة أقاليم.
بدوره، أكد أستاذ النزاعات الدولية في جامعة جورج تاون الدكتور إبراهيم فريحات أننا “لا نعيش سايكس بيكو جديدة لأن طبيعة النظام الدولي الحالي تختلف عن طبيعة النظام الدولي عام 1916”.
ولفت إلى أن حالة الفوضى والتحول تسودان النظام الدولي الجديد، مشيرا إلى أن العرب كانوا مغيبين عام 1916، وأن هناك عقبة أمام سايكس بيكو جديدة تتمثل في أن هناك الآن قوى فاعلة على الأرض مرتبطة مع الخارج، “وجوهر المشكلة أننا نعيش تركيبة أسوأ من سايكس بيكو”.
وكشف فريحات أن “إسرائيل” هي المستفيد الوحيد من تقسيم المنطقة، إذ من مصلحتها أن تكون هناك دول أقلية ولا تكون وحدها في دولة الأقلية، ورأى أنه لا توجد إرادة سياسية إقليمية أو دولية للتقسيم، وأن الخطر الوحيد يكمن في تقسيم الأمر الواقع.
وأوضح فريحات أن خرائط التقسيم للمنطقة الصادرة عن مراكز الأبحاث الغربية لا قيمة عملية أو سياسية لها، واصفا اللامركزية والفدرالية بأنهما بدائل للتقسيم.
وبين فريحات أن الوصفة لإفشال مخططات تقسيم المنطقة تكمن في إيجاد حلول للتناقضات الداخلية في الدول العربية بإيجاد عقد اجتماعي جديد وإصلاحات سياسية وتعزيز مفهوم المواطنة والحكم الرشيد.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان قد قال في وقت سابق إنه ربما يكون من الصعب إبقاء سوريا موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فيها مدة أطول، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي كبير عن خيار تقسيم سوريا.
يأتي هذا في الوقت الذي ألمحت روسيا سابقا من خلال “سيرغي ريابكوف” نائب وزير خارجيتها إلى أنها لن تقف ضد فكرة إنشاء دولة فدرالية في سوريا، معربا عن أمله أن يتوصل المشاركون في المفاوضات إلى ذلك.