تصفح موظفي هيئة الأوراق المالية والتداول في الولايات المتحدة لمواقع الجنس كان وراء الأزمة المالية إعداد: عبد الله الزناسني

يوما بعد آخر تتكشف لنا مدى عظمة الإسلام وعدل أحكامه وتشريعاته؛ التي جاءت لترفع من المستوى العقلي والفكري والروحي للمسلم؛ وتحميه من أخطار المهلكات التي تتناوشه من كل جانب لتفسد عليه دينه وعقيدته وأخلاقه وحياته؛ ومن أعظم تلك المفسدات التي راج سوقها في واقعنا المعاصر المواقع والقنوات الإباحية. 

فلئن كانت الانعكاسات السلبية لانتشار الإباحية بصفة عامة والمواقع والقنوات المروجة لسوقها؛ لها أثرها بارز في مجال انحطاط القيم وتفشي الجريمة؛ فإنها باتت اليوم تهدد اقتصاد الدول الكبرى المؤسس على نظام ربوي؛ وتردي به في أتون البوار والتخلف السحيق.
فقد كشف تقرير لهيئة رقابة حكومية أمريكية أن الغالبية الساحقة من موظفي هيئة الأوراق المالية والتداول في الولايات المتحدة، والتي يناط بها مهمة مراقبة البورصة والشركات، كانوا طوال فترة الأزمة المالية التي أدت إلى دفع أمريكا والعالم إلى حافة الانهيار غارقين في متابعة المواقع الجنسية وتحميل صور العراة.
ويقول التقرير: إن الموظفين والعاملين بدوامات جزئية في الهيئة، ويبلغ عددهم 33 شخصًا أمضوا ساعات طويلة كل يوم في استخدام أجهزة الكمبيوتر الحكومية لأهداف جنسية، متناسين مهماتهم الوظيفية التي يتقاضون عليها رواتب تتراوح بين 90 و223 ألف دولار سنويًا.
ويشمل التقرير أدلة واضحة وتفصيلية، بينها أن مديرة إحدى المكاتب الفرعية دخلت إلى مواقع جنسية 1800 مرة خلال أسبوعين، باستخدام أجهزة حكومية، وقامت بتحميل 600 صورة جنسية على جهاز كمبيوتر رسمي.
وفي المركز الرئيسي للهيئة، قام أحد المحامين بتصفح المواقع الجنسية لمدة ثماني ساعات يومية، أي معظم وقت دوامه، ومن ثم حمّل أفلامًا جنسية كثيرة إلى حد استهلك معه كل سعة ذاكرة الكمبيوتر، فبدأ بحفظ الأفلام على أقراص ممغنطة نقلها إلى منزله بالصناديق نظراً لكثرتها.
وبحسب التقرير، فإن هذه الممارسات تسود الهيئة منذ خمس سنوات، ما يعني أنها حصلت في الفترة التي بدأت فيها إشارات الأزمة المالية بالظهور، واستمرت بعد وصول الأزمة إلى الذروة.
وعلق النائب الجمهوري، داريل عيسى، العضو في اللجنة البرلمانية للإصلاح ومراقبة الحكومة على تقرير المفتش الأمريكي بالقول: “من المحزن أن نكتشف بأن موظفين كبار في هيئة الأوراق المالية والتداول كانوا يمضون وقتهم في تصفح المواد الجنسية عوض القيام بما يلزم لمواجهة الأمور التي أوصلت اقتصادنا إلى شفير الهاوية”.
وسارع عيسى إلى الغمز في خطط الإصلاح التي قدمها البيت الأبيض بالقول: “يجب أن تدفع الصدمة التي أحدثها هذا التقرير الجميع إلى إعادة النظر في الخطط الرامية إلى توسيع المهام الاقتصادية لهذه الهيئة”.
وبهذا نفهم سر توعد الله جل وعلا من يحبون أن تنتشر الفاحشة في الذين آمنوا بقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور؛ ويتبين لنا أن محاربة الفاحشة بكل أشكالها وجميع أنواعها أمر واجب محتم؛ حتى نمتثل لأمر ربنا جل وعلا أولا؛ ونجنب وطننا الانتكاس الأخلاقي؛ والارتكاس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *