لا زالت يومية الأحداث مستمرة في مسلسلها التصعيدي ضد الدين وكل ما يمت إليه بصلة، فبعد هجومها على عدد من العلماء والدعاة وشن حملة تحريض واسعة ضدهم، وطعنها في الصحيحين البخاري ومسلم، وتحريضها على التحرش بالمنتقبات، ورميها من يربي أبناءه وفق الطريقة الشرعية بالمتطرفين الذين «يؤطرون حياة أبنائهم بالحرام والمنع والاضطهاد»!! ها هي ذي توجه سهامها هذه المرة صوب الكتاب الإسلامي؛ وتصور -كما جاء في رسم كاريكاتوري جديد لـ«العربي الصبان»- الشابَّ الذي يقرأ هذه الكتب بمجرد خروجه من المكتبة الإسلامية بالقنبلة الموقوتة والعصبي سفاك الدماء.
فمن يقرأ كتب شيخ الاسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وأبي الأعلى المودودي وسيد قطب وغيرهم يصير بالنسبة للأحداث إرهابيا وقاتلا وشخصا خطرا على المجتمع..!
ما علينا؛ فهذه درجة عقول هؤلاء الناس، والمنهجية التي اتخذوها لمعاملة من يخالفهم، لكن بعض الناس حين يسمعونهم يتحدثون عن خطورة التطرف يهيئ إليه أن هاته المنابر وسطية؛ وتخشى فقط من الغلو والتطرف ولا تحارب التدين، وهذا أمر غير صحيح.
ومن أجل توضيح الرؤية حول هاته المسألة دعونا نحول وجوهنا صوب الجهة الأخرى، فنرى بعض ما تقوم به «الأحداث» من تطرف وغلو وانحراف عقدي خطير سواء على المستوى العقدي أو السلوكي أو القيمي.
لقد أثبت في مقالات سابقة بالبينة والبرهان؛ والعدد والتاريخ؛ أن «الأحداث» جريدة علمانية متطرفة تحارب وتسخر من شعائر الإسلام كشعيرة الأضحى والحجاب والنقاب واللحية..؛ وتشجع على كبيرة الربا، وتحرض على الزنا، وتطبع انحلال الأخلاق وشيوع الجنس، وتدافع عن الشواذ، وتنشر آلاف الصور الخليعة، وتحرض بالزور والكذب والبهتان على دور القرآن وكل جمعية دعوية أو خيرية إسلامية نزيهة، وتتربص بالعلماء والخطباء والوعاظ لتلصق بهم تهما جاهزة وتشوه سمعتهم؛ وتتنكر لقضايا الأمة المصيرية، وتدعو إلى الارتماء الكامل في أحضان الغرب والسير على خطاه من غير مراعاة لهوية ولا دين هذا البلد المسلم، وتدافع عن الصهاينة وتثني عليهم، وتسيء إلى سمعة المسلمين في باقي دول العالم الإسلامي، وتصفهم بخوارج الشرق ووهابيي الطباع الذين يسعون إلى نقل دائهم ومرضهم إلينا.
وفي مقابل ذلك تمتدح الاحتلال البريطاني والفرنسي لبلاد المسلمين؛ وتسوِّق لفكر ملاحدة الغرب ومتعلمني الشرق الذين يطعنون في الذات الإلهية والأنبياء والمرسلين وتنشر سمومهم ومقالاتهم كـ«القمني» و«العفيف الأخضر» و«سلمان رشدي» و«أركون» و«نصر حامد أبي زيد»، و«شاكر النابلسي» و«الماغوط» وغيرهم ممن لا تفتأ جريدة الأحداث عن نشر سمومهم وتمرير نظرياتهم المعادية للإسلام شكلا ومضمونا داخل مجتمعنا.
ويكفي أن يكون المختار لغزيوي -صاحب فضيحة قناة الميادين- مدير «الأحداث» ليعلم القارئ والمتابع للشأن العام الخط التحريري لهذا المنبر، ونزاهته الصحفية، ومرتبته الفكرية، ويتخذ موقفا واضحا مما تنشره.
وقديما قال الشاعر:
إذا كان رب البيت بالطبل قارعا *** فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
(ن. غ)