أدانت دول عربية وإسلامية بشدة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة -والذي أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 15 فلسطينيا، وجرح أكثر من 150 آخرين- فيما بدأت تحركات دبلوماسية عربية وتركية لوقف العدوان الصهيوني الغاشم على القطاع.
وكانت مصر أدانت بشدة الهجوم، حيث اعتبر الرئيس المصري محمد مرسي التصعيد الصهيوني الأخير على قطاع غزة عدوانا غير مقبول، في حين أكد وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو أن القاهرة “تدين بكل شدة ووضوح ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من هجوم وعمليات لقتل المدنيين واغتيالات”.
وطالب عمرو الكيان الصهيوني بوقف الغارات فورا، وحذرها من أن أفعالها تأتي في “مرحلة حرجة تمر بها المنطقة، الأمر الذي يهدد بإشعال الموقف بصورة خطيرة”.
كما أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الهجوم ووصفه بأنه “جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية”.
بدورها أدانت قطر على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الهجوم، قائلة إنه من المفترض ألا يمر دون عقاب. ودعا حمد بن جاسم مجلس الأمن للقيام بمسؤوليته لوقف ذلك الاعتداء.
كما أدان المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي في ختام أعماله بالرياض الغارات على غزة، ودعا مجلس الأمن إلى إدانة الكيان المحتل وتحميله جميع المسؤوليات المترتبة على العدوان.
وفي السياق ذاته، أدانت الرئاسة التونسية “التصعيد الوحشي الخطير” في غزة بقصف الاحتلال الصهيوني للمدنيين الفلسطينيين، ودعت المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لتجنيب المنطقة المخاطر المحدقة بالسلام والأمن العالميين.
وحذر الناطق باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر في بيان له من نتائج تطورات الأحداث في قطاع غزة.
وأكد أن “تونس كانت ولازالت مساندة لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة”، ودعا المجتمع الدولي إلى “معاقبة هؤلاء القتلة على جرائمهم وعزلهم دوليًا”.
وطالب بيان رئاسة الجمهورية التونسية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيلاء الوضع المتفجر في الأرض الفلسطينية المحتلة الاهتمام الأكبر لتجنيب المنطقة المخاطر المحدقة بالسلام والأمن العالمي، كما قال المصدر.
تحرك دبلوماسي
من جانبها، استنكرت تركيا بشدة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وطالبت الاحتلال بوقف هجومه على الفور. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية أن العملية العسكرية “يشكل آخر الأمثلة للسياسة العدوانية لهذه الدولة”، مجددة إدانتها الشديدة لهذا الهجوم ومطالبة بوقفه فورًا.
وقالت الخارجية “إنه لا يمكن لأي دولة أن تكون فوق القانون الدولي”، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف الهجوم”، مشيرة في الوقت ذاته “إلى استمرار دعم تركيا للشعب المظلوم في غزة”.
كما أعلنت تركيا عن بدء تحركات دبلوماسية دولية من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، وقال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي أغمن باغش “إننا تتابع عن قرب التطورات في غزة”، مؤكدا بأن تركيا “ستعمل ما بوسعها لتسريع عمل الدبلوماسية الدولية، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية”.
بدورها، أدانت مملكة البحرين بشدة “الهجوم الإسرائيلي الوحشي” على قطاع غزة، والذي راح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى واستهدف تدمير المنازل والممتلكات وعرض حياة الآمنين للخطر، كما تقدم بتعازيها الحارة لأسر الضحايا وللشعب والقيادة الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، أعربت المملكة المغربية عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة للاعتداءات الجوية التي تنفذها الطائرات الإسرائيلية منذ يوم أمس الأربعاء، على مواقع مختلفة من قطاع غزة والتي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا.
وأكد بلاغ للخارجية المغربية اليوم الخميس رفض الرباط لهذا التصعيد، وقال: “تعتبر المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس، أن هذا التصعيد الخطير غير مقبول ومن شأن الاستمرار في الهجمات أن يؤدي إلى نتائج وخيمة على أمن واستقرار المنطقة”.
وطالب المغرب بوقف هذه الغارات فورا، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية أرواح وممتلكات سكان القطاع، على حد تعبير البلاغ.
وعبّرت قوى سياسية موريتانية عن إدانتها الشديدة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي بدأه الاحتلال عصر أمس الأربعاء باغتيال نائب القائد العام لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس” أحمد الجعبري وعشرة فلسطينيين آخرين. (المركز الفلسطيني للإعلام).
وكالعادة جاءت ردود الأفعال الغربية مساندة وداعمة للكيان الإرهابي، ومبررة للمجزرة الجديدة في قطاع غزة.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن لكل دولة حق الدفاع عن النفس، في تعليق جاء بعد وقت قصير من حديث رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو عن تفهم بان كي مون لهذا الحق، في معرض تلخيصه للعمليات العسكرية التي يشنها الكيان الإرهابي منذ يوم الأربعاء 14 نونبر 2012 ضد قطاع غزة.
وكان نتنياهو قال في مؤتمر صحفي إنه اتصل ببان كي مون “الذي أبدى تفهمه لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس”.
كما وجه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو شكره للرئيس الأمريكي باراك أوباما، لدعم الأخير حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها.
وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في نسختها الإلكترونية، أن هذا الشكر جاء خلال اتصال هاتفي أجراه نتنياهو مع كل من أوباما ونائبه جو بايدن وكاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي.
و دعت بريطانيا كل الأطراف إلى ضبط النفس، قائلة إن التصعيد “ليس في مصلحة أحد”.