حزب الله اللبناني: لقب وراءه عقرب بقلم: عبد السلام أيت باخة

كثير هي الدعاوى العريضة والألقاب الفخمة المريضة التي لا تزيد الخبيث إلا خبثا؛ وتعريه بدل أن تغطيه؛ وحزب الله اللبناني واحد من هؤلاء الذين حاولوا تلميع صورتهم وستر عورتهم بهذا الاسم البراق (حزب الله) وهو في الحقيقة حزب الشيطان ومحاربة دين الله الملك الرحمن، مثله كمثل مسيلمة الكذاب الذي كان يصف نفسه في رسائله وكتبه بمسيلمة رسول الله؛ فأدمغه الرسول صلى الله عليه وسلم وفضحه في كتاب بعثه إليه أوله: “من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى..” وفي الحديث: “من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه” رواه مسلم؛ ولله در من قال:
لئن وصلتْ أبُوَّتنا انتساباً … لقد قطعتْ مرارتنا العقولُ
أبوك أبي وأنت أخي ولكنْ … تباينت الطبائعُ والشكولُ
فهذا الحزب حزب رافضي خبيث غرضه نشر فكر الرفض في المنطقة وحماية مصالح أبيه الروحي (إيران)؛ وليس غرضه البتة محاربة بني صهيون وتحرير فلسطين كما يروج في إعلامه المنافق الكاذب -والكذب والنفاق شيمة الرافضة في كل زمان ومكان كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (1/59): (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب)-.
فلو كان غرضه دحض العدو اليهودي وتحرير أراضي المسلمين كما يدعي -إن استطاع إلى ذلك سبيلا- لحرر بداية قبلة الشيعة المقدسة كربلاء التي لا تصح الصلاة عندهم إلا على ترابها، بل يفضلونها حتى على الكعبة المشرفة كما قال آيتهم ميرزا حسن الحائري عليه من الله ما يستحق: (كربلاء تلك التربة الطيبة الطاهرة والأرض المقدسة التي قال في حقها رب السموات والأرضين مخاطبا للكعبة حينما افتخرت على سائر البقاع: قري واستقري لولا كربلاء وما ضمته لما خلقتك..) [أحكام الشريعة 1/32].
فهذا الحزب الشيطاني ورقة رابحة للعدو الصهيوني يريد استثمارها لضرب الإسلام في صميمه والتخلص من أهل السنة وقد صرحوا بذلك مرارا وتكرارا وأكدوا أنهم على علاقة طيبة بـ”إسرائيل”؛ رغم ما يقع بينهم من المشابكات التي لا تعدو كونها تمثيليلات واختلافات في وجهات النظر بين حين وآخر.. لكنهم في مواجهة أهل السنة مع كل هذا ملة واحدة “فيا ليت قومي يعلمون”.
يقول أحد كبار الزعماء الشيعيين من حزب أمل الذي انبثق منه حزب الله (حيدر الدايخ): “كنا نحمل السلاح في وجه إسرائيل ولكن إسرائيل فتحت ذراعيها لنا وأحبت مساعدتنا لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني الوهابي من الجنوب” (لقاء صحفي مع حيدر أجرته مجلة الأسبوع العربي 24/10/1983).
ويقول ضابط من المخابرات الصهيونية: (إن العلاقة بين إسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية؛ ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية وخلقت معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد) صحيفة معاريف الصهيونية 8/9/1997.
فعلاقة هذا الحزب الرافضي بفلسطين ليست إلا طمعا في القضاء على المقاومة السنية به ونشر فكر الرفض بين أبنائه من خلاله الظهور لهم بمظهر المدافع عن مقدساتهم وهذا ديدنهم في كل زمان ومكان كما قال شيخ الإسلام في منهاج السنة6/423: (الرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يُظهر أحدهم دينه، حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في مدحهم وهجاء الرافضة ما يتوددون به إلى أهل السنة”.
وإلا فإن قضية فلسطين ليست البتة منفصلة عن قضية العراق الأبي الذي يذيق الشيعة فيه أهل السنة سوء العذاب.
فجرائمهم بحق أهل السنة أبين من تبين وإنما يخفونها بمفرقعات كلامية توحي للعوام أنهم مدافعون عن الإسلام والمسلمين وهم في حقيقة الأمر عل عكس ذلك كما قال الله جل وعلا: “ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد”.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مقررا هذه الحقيقة: “..واعلم أن الصحابة -رضي الله عنهم-، كانوا أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، واعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا الأكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة، ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولي الأحلام..” (مختصر منهاج السنة 2/560).
وقد يقول قائل ويتساءل -وحق له ذلك-: إن حزب الله هذا يقاتل اليهود ويزلزل عروشهم والمسلمون في سبات عميق فكيف تقولون فيه هذا الكلام؟؟
ولم تسيئون به الظن ولا تتقون فيه؟؟
فنقول إن هذا الكلام باطل من وجوه أحصرها في ثلاثة رئيسية:
أولا: نحن نفرح بأي ضربة يتلقاها العدو الصهيوني من أي جهة كانت لأنه عدو ظالم غاشم ونتمنى النصر لكل من قاتل ضده مسلما كان أو كافرا مع اعتمادنا لقاعدة الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار ولو قاتلوا اليهود وأظهروا الدفاع عن الإسلام.
ثانيا: لم يعرف عند العلماء يوما من الأيام دينا وعقلا أن ميزان معرفة المؤمنين المجاهدين من المنافقين المخاذلين هو مجرد قتال اليهود والظلمة بغض النظر عن صحة الدين والمعتقد؛ وإلا لو طبقنا هذا المقياس أي قتال اليهود أو الظلمة لكان أمثال المجرم أدولف هتلر وموسوليني أعظم مؤمني ومجاهدي العصر الحديث..
ثالثا: كيف نحسن الظن بمن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب صحابته الكرام، ويقول بتحريف القرآن، ويدين بالتقية دينا؟؟ وكيف ننتظر منهم أن يدافعوا لنا عن المقدسات وقد نقضوها من أساسها، فمن كان بيته من زجاج لا يرم الناس بالحجر ، وإن السكوت عمن يبيت الشر للمسلمين ويريد الإيقاع بهم وتخريب وحدتهم والقضاء على دينهم -فضلا عن دعمهم والوقوف بجانبهم- خيانة عظمى للمسلمين لأن السعي وراء الحفاظ على ثوابت هذا الدين والتصدي لأعدائه أمانة في عنق كل مسلم غيور.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *