تناولت بعض الجرائد المغربية المعروفة بتوجهها اليساري الحديث عن جمعية الآل والأصحاب للتنمية والثقافة وعن المؤتمر الوطني الذي كانت الجمعية تعتزم تنظيمه في تطوان بتاريخ 26 و27 مارس 2016، تناولت ذلك بنوع من التحامل على الجمعية والتحريض والافتراء عليها.
وما تم نشره في هذه الجرائد يعتبر بعيدا عن الموضوعية ويفتقد إلى المصداقية كما يعتبر تضليلا للرأي العام دون احترام لعقل القارئ ولا لأخلاق مهنة الصحافة التي تحتم على الصحافي التحلي بالأمانة العلمية في النقل.
لماذا لم يكلف كاتبوا المقالات أنفسهم الاتصال بجمعية الآل والأصحاب ليعرفوا من نحن وماذا نريد؟
لماذا الشروع في إصدار الأحكام الجزافية؟
لماذا عدم الإتيان من الباب (واتوا البيوت من أبوابها)، فلو اتصل بنا أحدهم لأجبناه عن كل أسئلته ولأعطيناه كل المعلومات التي هو في حاجة إليها، ولكنه لم يفعل ذلك لحاجة في نفسه هو يعلمها ورغبة مريضة يريد تحقيقها والوصول إليها∙
وبهذه المناسبة نقدم تعريفا موجزا عن (جمعية الآل والأصحاب للتنمية والثقافة)، فنقول: “هي جمعية مغرية سنية مالكية، قامت ونشأت بسبب ملاحظة انتشار وتغلغل المد الشيعي، وخاصة في شمال المغرب عن طريق الجالية المغربية المقيمة في كل من بلجيكا وهولاندا وإسبانيا، وهذا التمدد والانتشار والاستقطاب يشكل دونما أدنى شك خطرا على الأمن الروحي والعقائدي والاستقرار والسلم الاجتماعي للمغاربة، وكذلك على الثوابت الدينية للمغاربة.
لهذه الأسباب وأخرى يطول ذكرها، ومع ملاحظة الفراغ الكبير في التحذير من خطر التشيع أي ليس هناك من يتحدث عنه في المنابر الإعلامية، وهو عبارة عن مشروع كبير وخطير من ورائه دولة تدعمه بكل ما أوتيت من قوة، هدفه تشييع العالم العربي والإسلامي تمهيدا للسيطرة عليه والتحكم فيه ومنه المغرب، وهذا الأمر ظاهر وبين في كثير من خطابات وتصريحات رجالات التشيع.
وجمعية الآل والأصحاب تكن محبة وتقديرا كبيرا وعظيما لأهل البيت عليهم السلام وتعتبر حبهم دين يتقرب به إلى الله عز وجل، وتحب الصحابة رضي الله عنهم لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصى بالصحابة خيرا وقال: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي)؛ خلافا للشيعة الإمامية الإثني عشرية الذين يسبون ويلعنون ويكفرون كبار الصحابة، وخاصة منهم ساداتنا وموالينا أبا بكر وعمر وعثمان وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهم جميعا، ويكفرون الإمامين العظيمين البخاري ومسلم ولا يؤمنون بصحيحيهما، ويكفرون كذلك أئمة المذاهب الأربعة مالكا والشافعي وأبا حنيفة وأحمد بن حنبل، بل إنهم يكفرون جميع أهل السنة ويسمونهم نواصب أي أعداء لأهل البيت عليهم السلام ومن ثم يستبيحون دماءهم وأموالهم وأعراضهم.
وفوق ذلك كله فإنهم يقولون بتحريف القرآن الكريم وأنه ناقص، وأن القرآن الكريم الكامل يوجد عند المهدي المنتظر الإمام الغائب في السرداب (غار في السامراء بالعراق)، مع أن القرآن الكريم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لان الله تعالى تولى بنفسه حفظه فقال: (إنا نحن نزلنا الذكر وانأ له لحافظون).
وجمعية الآل والأصحاب إدراكا منها بخطورة الأمر قامت ونشأت من أجل التوعية والتحسيس والتحصين، ومن بين أهدافها: غرس محبة آل البيت الأطهار والصحابة الأخيار في نفوس المسلمين -نشر تراث الآل والأصحاب- التوعية بدورهم في خدمة الإسلام والمسلمين -إبراز علاقاتهم الحميمة المتبادلة بينهم- دعم وحدة الأمة والوحدة الوطنية بتجلية بعض المفاهيم الخاطئة عنهم”.
وقد تساءل أحد الكتاب في هذه الجرائد: (هل يعيش المغرب حقا وصدقا حربا طائفية على شاكلة ما تعرفه دول المشرق العربي والخليج حتى نعقد مؤتمرا فكريا لتناول الظاهرة؟).
والجواب: نعم، سيعيش المغرب فعلا حربا طائفية على شاكلة ما تعرفه دول المشرق العربي والخليج إذا لم يتم التصدي لإيقاف المد الشيعي الذي صار ينتشر في المغرب انتشار النار في الهشيم وخاصة في شمال المغرب طنجة وتطوان، ونحن نتابع هذا الأمر باهتمام كبير ونرصد ظاهرة هذا الانتشار لأنها تهدد الأمن الروحي والعقائدي والاستقرار الاجتماعي للمغاربة، وقد كان انعقاد هذا المؤتمر من أجل التوعية والتحسيس بخطورة انتشار هذه الظاهرة لأن التشيع الرافضي الصفوي ما حل ببلد إلا ونشر فيه الطائفية والفتن والخراب والدمار وما حال العراق وسوريا واليمن عنا ببعيد.
ويزعم أحد الكتاب أن الجمعية وهابية وأنها تحاول نشر الفكر الوهابي في المغرب وذلك من خلال قوله: (إن محاولة تثبيت الوهابية كمرجع للمغاربة وهي محاولات متكررة)، ونحن ردا على هذا الزعم الباطل نقول: نحن جمعية مغربية سنية مالكية مستقلة استقلالا تاما كاملا لا تنتمي إلى أي هيئة أو حزب سياسي أو ديني أو عرقي، ونحن نحترم كل الاجتهادات والاختيارات وكل المذاهب الإسلامية السنية، ونحترم اختيار أي دولة لمذهب إسلامي معين، وقد اختارت السعودية على سبيل المثال المذهب الحنبلي وهو مذهب إسلامي، وذاك شأنها واختيارها وهي أدرى بما يناسبها ويصلح لها، وأهل مكة أدرى بشعابها، كما اختار المغرب المذهب المالكي، ولكننا نرفض رفضا باتا قاطعا نشر أي مذهب في المغرب يخالف المذهب المالكي حفاظا على الوحدة المذهبية وتجنبا للفرقة والانقسام والصدام والصراع، ولسنا في حاجة إلى من يأتي من خارج المغرب ليعلمنا ديننا، وقد صدق أمير المؤمنين الملك محمد السادس عندما ردد في أكثر من خطاب أن المغاربة ليسوا بحاجة إلى من يأتي من خارج المغرب ليعلمهم دينهم.
والعجيب الغريب كيف تدافع هذه الجرائد اليسارية عن ثوابت المغرب الدينية وهي: (المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي) وهي معروفة بمواقفها وكتاباتها العدائية الساخرة والمستهزئة بالدين وعلمائه ومؤسسات الدولة الرسمية العلمية والدينية؟
ما هذا التغير وهذا التحول المفاجئ؟
سبحان مبدل الأحوال، أليس هذا هو النفاق الديني والسياسي بعينه؟
والأغرب من هذا كله كيف تدافع جرائد اليسار عن الشيعة والتشيع ما المصلحة في ذلك؟
لماذا يدافع اليسار عن التشيع ويصف المنظمين للمؤتمر بأنهم وهابيون تكفيريون وهي نفس المصطلحات التي يستعملها الشيعة مع كل من يخالفهم من أهل السنة؟!
هل تشيع اليسار؟
هل أصبحت الأحزاب اليسارية مخترقة من طرف الشيعة؟
أم أن هناك فقط التقاء مصالح بينهما؟
فاليساريون أفل نجمهم أو كاد، والشيعة يبحثون عن موطئ قدم لهم، ولذلك وقع هذا الزواج العجيب الغريب بينهما، كيف يلتقي الفكر اليساري الذي يدعي التقدمية والعلمية والحداثة والتنوير مع الفكر الخرافي الطائفي؟
كيف يجتمع الضدان ويلتقي النقيضان؟
إن هذا لشيء عجاب؟ إنها المصالح وليست المبادئ.
وختاما نقول: إنه يخطئ من يهون من خطورة المد الشيعي بالمغرب ويعتبر أن الظاهرة الشيعية حالة عابرة ولا يمكن أن يكون لها تأثير على المقومات العقائدية والدينية للمجتمع المغربي، ولكن إذا تضافرت الجهود بين جميع مؤسسات المجتمع المدني وتم عقد المؤتمرات والندوات والمحاضرات لتسليط الضوء على ظاهرة التشيع وبيان خطورتها يمكن آنذاك محاصرة التشيع وجعل المغرب مقبرة له، لأنه كان سابقا ولا يزال وسيبقى دائما وأبدا كذلك، وكان المغاربة أيضا ولا يزالون شعبا يحب آل البيت على الطريقة السنية الصحيحة، ونسأل الله عز وجل أن يجعل بلدنا المغرب بلدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين وأن يحفظه من كل سوء.
ـــــــــــــــــــــــ
* رئيس جمعية الآل والأصحاب للتنمية والثقافة.