أقل عمرا وأعظم أجرا

هذه الأمة هي آخر الأمم، وهي أقصر الأمم أعمارا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعمارُ أمَّتي ما بينَ الستينَ إلى السبعينَ وأقلُّهم مَنْ يجوزُ ذلِكَ) [رواه الترمذي].

وبالتالي فهي أقل الأمم أعمالا لقصر أعمارها، غير أن الله تعالى عوضها ـ ببركة نبيها ـ عن قصر الآجال بعظم الأجور وكثرة الثواب، فهي أعظم الأمم أجرا، وأكثرها ثوابا.

فمن ذلك أن الله أكرمها بليلة القدر، {وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر:2ـ3]، فجعل ليلة واحدة من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وكانت له كعبادة ألف شهر، يعني أكثر من ثلاث وثمانين سنة.

وكما في صحيح مسلم عن أبي أيوب الأنصاري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْر)ِ.

وفي حديث أوس بن أوس، قال صلوات الله وسلامه عليه: (من غسَّل واغتسَل يومَ الجمُعةِ، وبكَّر وابتكَر، ومشى ولم يركَبْ، ودنا من الإمامِ فاستمَع ولم يَلْغُ، كان له بكُلِّ خُطوةٍ عَمَلُ سنةٍ؛ أجرُ صيامِها وقيامِها) [صحيح ابن ماجة وغيره].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *