يعمل أقطاب التشيع في العالم على قدم وساق في التهييء لمذهبهم الخبيث وزرع جذوره في المغرب هذا البلد العامر بأهل السنة والجماعة، ولقد تعددت أساليبهم في ذلك وتنوعت جهودهم حتى صرنا نسمع بين الفينة والأخرى من يعتنق التشيع من أبناء هذا الوطن الحبيب، ويسب أبا بكر وعمر ويتنقص من عائشة رضي الله عنهم أجمعين، وفي ظل انفتاح المغرب صرنا نرى لهؤلاء الشيعة الأخباث لسانا إعلاميا ينشر في ضمن الجرائد الوطنية ولا يسع هذا المقال لفضح ما استتر من أساليبهم في الدعوة للتشيع.
لكني أسوق للقارئ الكريم ما جرى لي شخصيا مع هؤلاء الشيعة دليلا واقعيا على عظم الخطر المحيط بشباب الأمة.
حصلت على شهادة الباكالوريا لعام 1993م وأنا شاب من الشباب المغربي الذي يخيم على معظمه شبح بطالة حاملي الشواهد، فقررت متابعة دراستي الجامعية، وأخذت أبحث في التخصصات المتاحة لي وأنا في حيرة مشبعة بالأمل، فتلقفت يدايَ بعضَ ما كان يتداوله الشباب مثلي من عناوين الجامعات خارج المغرب، ففرحت بعنوان الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن ووافَقَتْ رغبة عندي في التخصص في العلوم الإسلامية من أجل خدمة هذا الدين الحنيف، فقمت بإرسال طلب مكتوب للجامعة، وبعد وقت قريب رجعت إلى البيت كعادتي لأجد ظرفا يحمل جواب الجامعة على طلبي، فانبهرت لحصول الجواب ولسرعته، خصوصا ونحن نعاني من جامعات أهل السنة إهمال مثل هذه الطلبات، وأنا حينها لا أدري عن الجامعة الآنفة الذكر شيئا، إلا إحساني الظن بأنها لأهل السنة، مع شبه قصور في معرفة مذهب الشيعة، ففرحت بالخبر ورحت أفتح الظرف لأطلع على ما يحويه، فوجدته يحمل خطابا يعلمني أنه وبعد دراسة طلبي من قبل أمناء الجامعة تم قبولي مبدئيا للدراسة في كلية الشريعة، على أن القبول النهائي مشروط باجتيازي الامتحان التحريري في اللغة العربية والمعلومات الإسلامية، وقد أجبت عنها بتوفيق، فبعثوا إلي معلومات عن الدراسة هناك مقترحين علي إذا ما أردت أن يتحملوا عني الأعباء المادية للدراسة أن أمضي على عقدة تستوجب العمل معهم داعية في بعض البلدان التي يبعثوني إليها، وأرفقوا الرسالة بـ”دليل الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية”.
بعد الإطلاع عليه مع بعض إخواني تبين لنا أن هذه الجامعة امتداد للشيعة في نشر فكرهم ومعتقدهم، ومما جاء فيه: “فكرنا في تأسيس الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، وخرجنا بمشروعنا هذا نعرضه على أصحاب الرأي والنقد. لقد بدأنا بالمرجعية العلمية الدينية العليا، فالعلماء الأعلام ومدرسي الحوزات..، وكانت نتيجة كل هذه الاستطلاعات.. ما يلي: بالنسبة لأصل الفكرة. فإلى جانب رأي سماحة المرجع الديني الأعلى السيد أبو القاسم الخوئي…” ثم جاء أيضا في بيان هدفهم : “إن من سمع القول فاتبع أحسنه لا يمكن أن يعتقد بغير الإسلام دينا، والقرآن كتابا، ومحمدا نبيا، وأهل بيته الهداة الميامين أئمة وقادة، إذا فهذا هدفنا وغايتنا”.
وفي آخر الدليل سرد للمقررات في الجامعة، فمما جاء في دراسة السيرة فصل “الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نماذج من تقدير الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي وأحقاد الصحابة في ردود فعلهم الوقح أمام رسول الله..”، وجاء في فصل: أحداث تأسيس الخلافة “سقيفة بني ساعدة: التركيز على سرعة انقلاب المسلمين على أعقابهم الجاهلية”، وجاء في مقرر تاريخ التشريع الإسلامي “تطور معنى الاجتهاد عند الشيعة الإمامية حاجتهم إلى الاجتهاد بعد عصر الأئمة”.
ولقد من الله تعالى علي بصرف النظر عن ولوج هذه الجامعة، وولجت كلية اللغة العربية التابعة لجامعة القرويين بمراكش، فهل يا ترى تسلم الجرة في كل مرة مع الشباب المتعطش للخارج والجاهل بأصول دينه؟
وكم هم أولئك الذين يتحولون من السنة إلى دعاة إلى التشيع؟
فهذه قصتي وهي قضيتي وقضية الشباب المغربي الذي تتلقفه الإيديولوجيات والأفكار الهدامة من تشيع وعلمانية وتصوف مبتدع..