في الحلقة الماضية قام الكاتب بتحليل نفسي وفكري لتركيبة الشيعي الإمامي الإثنا عشري، ومن خلال إطلالة سريعة على التاريخ الإسلامي كشف الكاتب أيضا ما كابده المسلمون السنة جراء خيانات الشيعة التي لا تنتهي، وخلص إلى الأسئلة التالية:
أيمكن بعد كل هذا التاريخ المليء بالخيانة والدماء البريئة التي كان الشيعة سببا فيها أن يخرج من بين أظهرهم حزب يقاتل في سبيل الله ويعلي كلمة الله ويعيد للشارع العربي اعتزازه بنفسه وبعروبته وإسلامه؟
أم أن حزب الله وشيعة اليوم ما هم إلا امتداد لأجدادهم واستمرار لمسيرة الخيانة التي جبلوا عليها؟
لابد أنه لن يكون من السهل الإجابة عن هذه التساؤلات لكن إطلالة على المناطق التي تعرف في أيامنا مدا شيعيا كفيلة بكشف كل غموض قد يلف موضوعنا، والبداية ستكون بالحرب الصهيونية على لبنان التي رفعت من قدر “حزب الله” وأمينه العام، الذي رفعت صوره في كل الشوارع العربية احتفالا بالنصر المزعوم على الكيان الصهيوني الغاشم. فهل يحق لنا أن نفرح بهذا النصر أم أن الحقيقة الكامنة خلف الخطابات الحماسية والشعارات العنترية أمر من طعم العلقم؟
وليس صعبا على كل من أعمل عقله أن يستشف حقيقة حرب شنت فيها أكثر من 4500 غارة ودمر فيها 80 جسرا و1500 منزل وسقط فيها أكثر من 1200 شهيد منهم 400 طفل. أيحق لنا أن نسمي هذا نصرا؟ أيحق لنا أن نحتفي بتضحية كل هؤلاء الشهداء؟ أيحق لنا أن نسعد بالخسائر المادية التي تعدت 14 مليار دولار؟
لست أدري هل الموقف الذي نحن فيه موقف احتفال أم أنه حري بنا أن نحزن لابتلائنا بهؤلاء، والنتيجة أن أسئلتنا لن تجد لها أجوبة عند القوم بل أن مصيرها التناسل والتكاثر دون إجابات، إذ أننا لن نفهم أبدا سبب هذه الحرب المدمرة مادام الأسرى الذين أعلنت الحرب بسببهم لم يحرروا، بل تعدى الأمر ذلك إلى تدمير كامل للبنية التحتية للبنان.. ولابد لنا من طرح أسئلة بريئة نعلم أننا لن نتلقى إجابة عنها لكنها إشارة للبيب بالإشارة يفهم.
لماذا قصفت بيروت ولم تقصف تل أبيب؟
لماذا دمر لبنان وسلم الكيان الصهيوني؟
لماذا قتل اللبنانيون ونجا اليهود؟
هل حرر الأسرى أم زاد عددهم؟
هل حررت مزارع شبعا أم زاد عدد القرى المحتلة؟
هل استقل لبنان وحصل على السيادة أم أنه يستأذن ويستجدي للحصول على مستلزمات الحياة؟ وممن؟ من الكيان الصهيوني!
عجبا لهذا النصر الذي قال فيه أمين عام حزب الله: “نحن أمام نصر استراتيجي وتاريخي”، نصر في الخطابات الحماسية والشعارات العنترية حتى يخيل للسامع أن بيت المقدس قد فتح، وأن اليهود طردوا، وأن الكيان الصهيوني دحر وأمريكا ارتعدت، وحرر الأسرى، وحررت شبعا، هيهات.. فما أسوأ النهاية، لقد دمر لبنان.
وما يؤكد ما نرمي إليه أنه ليس صعبا على المتتبع لشؤون هذا الحزب أن يلاحظ سلوكه مع الكيان الصهيوني قبل وبعد هذه الحرب فيستشف حقيقة غائبة، وهي أن العامل الأكبر في تعاظم قوة الحزب كانت الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وبذلك يكون حزب الله طفيلياً تسلق على جهود الفلسطينيين للحصول على مكاسب طائفية، وهذا سيساعده على التحول لكيان سياسي فيما بعد، كما هو الحال اليوم بعد ثمان سنوات من الانسحاب، حيث أن الحزب يناور بين المصالح المتنوعة للبنان وسوريا وإيران ومصالح الحزب نفسه، مع أن العامل اللبناني الداخلي لم يسلط عليه الضوء بشكل جيد في الدراسات التي تعرضت للحزب، وذلك أن الحزب وهو يعيد تشكيل هويته ودوره اللبناني بعد الانسحاب أصبح أكثر اهتماماً بالرأي العام اللبناني، الذي يعارض أن يتعرض للقصف الصهيوني دون مصلحة حقيقية، فقد كان هناك تخوف من دعم حزب الله للمنظمات الفلسطينية بعد الانسحاب، لكن تبين أن هذا غير صحيح ولا يستحق الاهتمام! وليس خافيا أيضا ما يمكن اعتباره شبه اتفاق بين الحزب والكيان الصهيوني على:
1- الاعتراف بالخط الأزرق وعدم القيام بأي نشاط على طول الخط.
2- منطقة شبعا غير مقيدة بمنع إطلاق النار.
3- الرد بالمثل على أفعال الكيان الصهيوني.
وهذا الوضع من المحافظة على صورة عسكرية شكلية في مزارع شبعا وإطلاق المضادات الأرضية على الطيران الصهيوني هدفه المحافظة على صورته بين الجماهير المحلية والعربية وكسب الأنصار وعدم تخلي أتباعه عنه. لكن هل شكل إطلاق هذه المضادات ضغطا على الصهاينة؟ الجواب لا، إذ أن عدد الانتهاكات الصهيونية في الفترة مابين 16/4/2002 إلى 26/2/2003 هو 993 انتهاكاً رد عليها الحزب بـ 50 رداً!! دون الحديث عن الحرب الأخيرة ونتائجها التي ذكرناها آنفا. وإذا علمنا أن سبب قوة حزب الله العسكرية وبقاءه من دون كافة الميلشيات العسكرية اللبنانية الأخرى هو الاحتلال الصهيوني، فهل كان هذا هو المقصود من البقاء قديماً والانسحاب عام 2000؟ وإذا كان هذا الانسحاب قد مهد لسهولة انخراط الحزب في الحياة السياسية اللبنانية، فهل كان هذا من مقاصد الانسحاب وهو تمكين الحزب سياسياً؟
وغير بعيد عن لبنان وحزبها الشيعي نجد مليشيات الموت تحصد الأرواح البريئة في كل من العراق وإيران، هذه الأخيرة التي حلمت منذ تأسيسها بتصدير تجربتها الثورية إلى كل بلدان الأمة الإسلامية، يعيش أهل السنة فيها جحيما لا ينتهي، بدءا بمنع بناء أي مسجد سني على كل أراضي إيران مع انتشار الكنائس والمعابد اليهودية بل و حتى المجوسية فيها، انتهاء بالجرائم التي يتعرض لها هؤلاء لا لشيء إلا لاتبعاهم نهج نبيهم في العمل بكتاب الله وسنة رسوله بعيدا عما أدخله أجداد الشيعة الروافض من بدع وشركيات على إرثنا الإسلامي النقي.
أما حال العراق فقد أتخمتنا الفضائيات بأخباره، لكن النقطة التي لابد من الوقوف عندها هي سقوط بغداد التي سقطت في عهدها الإسلامي مرتين وفي كلتيهما كانت خيانة الشيعة وراء سقوطها، فقد سلمها ابن العلقمي لقمة سائغة للتتار كما سلمها أحفاده اليوم لأمريكا وحليفها الإستراتيجي الكيان الصهيوني، أما حكام بغداد فقد قتل الشيعة منهم الكثير فصدام حسين ليس أول حاكم لبغداد يقضي نحبه على يد هؤلاء بل إنهم قتلوا الخليفة المسترشد العباسي سنة 529 هـ، وقتلوا الخليفة الراشد العباسي سنة 532هـ، وقتلوا الوزير نظام الملك سنة 485 هـ، وقتلوا الوزير أبا المحاسن عبد الجليل سنة 495هـ، وقتلوا أبا طالب السميري الوزير سنة 516 هـ، وقتلوا الوزير معين الملك أبا نصر، وقتلوا الوزير عضد الدين أبا الفرج، وقتلوا الوزير نظام الملك مسعود بن علي، وقتلوا الوزير فخر الملك أبا المظفر علي بن نظام الملك.. واللائحة طويلة فقد قتلوا العلماء والسلاطين والوزراء وحتى عامة الناس لا لشيء إلا لأنهم يخالفونهم العقيدة والمذهب.
هؤلاء هم الشيعة الإثنا عشرية الذين يدَّعون أنهم يجاهدون في سبيل الله والحقيقة تظل خافية عمن يجهل عقيدة وتاريخ القوم، ونحن كمسلمين أولا ثم كمغاربة بالخصوص لا بد أن نحذر تخطيط هؤلاء، الذين بدؤوا زحفهم من إيران مرورا بلبنان والعراق، دون أن نعرف مدهم الثوري إلى أين سينتهي؟ خصوصا أنه لوحظ تواجدهم في بعض الأحياء الشعبية بالمدن المغربية فيما يشبه حملة تبشير بمذهبهم الضال، فكان لزاما علينا التحذير من مغبة السقوط ضحية أكاذيبهم وأساطيرهم.
هذا المقال الذي أتمنى ألا يكون الأخير بإذن الله خطوة في طريق الكشف عن حقيقة مذهب بني على الباطل والبدع والشركيات، وأنا لا أدعي العلم بل أستقي أخباري ومعلوماتي من أمهات الكتب، وسيتعدى الأمر ذلك إلى الطعن في معتقداتهم من أمهات كتبهم، فانتظروا قابل الأيام فإنها ستحمل الجديد عن هؤلاء.