درر وفوائد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب).
لعل الحديث أراد السفر في الصحاري والفلوات التي قلما يرى فيها المسافر أحداً من الناس، فلا يدخل فيها السفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات.
السلسلة الصحيحة 1/93
فالمرصدون للعلم عليهم للأمة حفظ علم الدين وتبليغه؛ فإذا لم يبلغوهم علم الدين أو ضيعوا حفظه كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين؛ ولهذا قال تعالى: “إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ”؛ فإن ضرر كتمانهم تعدى إلى البهائم وغيرها؛ فلعنهم اللاعنون حتى البهائم. كما أن معلم الخير يصلي عليه الله وملائكته ويستغفر له كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر؛ والطير في جوف البحر والطير في جو السماء.
مجموع الفتاوي 28/187

قوله تعالى: (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).
هذه الحجارة قال كثير من العلماء: إنها حجارة من كبريت.
وقال بعضهم: إنها الأصنام التي كانوا يعبدونها، وهذا القول يبينه ويشهد له قوله تعالى: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ).
أضواء البيان 1/67

كلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام -الذي هو الإسلام، لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً أو باطناً بمجرد الاعتقادات من حيث الجملة- كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبُعدُه عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد.
اقتضاء الصراط المستقيم 65

ما معنى قول حذيفة لعمر عند ما سأله عمر: (هل سماني رسول الله من المنافقين) فقال: لا، ولا أبرئ بعدك أحداً؟
سمعت شيخنا -أي ابن تيمية- يقول: ليس مراده أني لا أبرئ غيرك من النفاق، بل المراد أني لا أفتح على نفسي هذا الباب، فكل من سألني هل سماني لك رسول الله فأزكيه.
الجواب الكافي 79

الله سبحانه جعل بحكمته الدخول عليه موقوفاً على الطهارة.
فلا يدخل المصلي عليه حتى يتطهر، وكذلك جعل الدخول إلى جنته موقوفاً على الطيب والطهارة، فلا يدخلها إلا طيب طاهر، فهما طاهرتان: طهارة الأبدان، وطهارة القلب، ولهذا شرع للمتوضئ أن يقول عقيب وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فطهارة القلب بالتوبة، وطهارة البدن بالماء.
إغاثة اللهفان 1 / 65

لماذا نبه تعالى على الرفيق في هذه الطريق (صراط الذين أنعمت عليهم)؟
لما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه، مريداً لسلوك طريق موافقُه فيها في غاية القلة والعزة، والنفوس مجبولة على وحشة التفرد، وعلى الأنس بالرفيق، نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق وأنهم هم (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)، ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه وبني جنسه، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له، فإنهم هـم الأقلـون قدراً، وإن كانـوا الأكثرين عدداً.
مدارج السالكين 1 / 45

حكم ومواعظ
الغيرة
متى خلت الغيرة من القلب خلا من الدين، والغيرة تصفي القلب وتخرج خبثه كما يخرج الكير خبث الحديد.
دواء القلب
دَوَاءُ قَلْبِكَ خَمْسٌ عِنْدَ قَســْوَتِهِ *** فَدُمْ عَلَيهَا تَفُزْ بِالخَـيْرِ وَالظّـَفَرِ
خَلَاءُ بَطْـنٍ وَقُـــرْآنٌ تَــــدَبَّرُهُ *** كَذَا تَضَرُّعُ بَاكٍ سَاعَةَ السَّحـَرِ
كَذَا قِيَامُكَ جُنْحَ اللَّيلِ أَوْسَـطَهُ *** وَأَن تُجَالِسَ أَهْلَ الخـَيْرِ وَالخَبَرِ
المحبة
المحبة شجرة في القلب عروقها الذل للمحبوب، وساقها معرفته، وأغصانها خشيته، وورقها الحياء منه، وثمرتها طاعته، ومادتها التي تسقيها ذكره، فمتى خلا الحب عن شيء من ذلك كان ناقصا.
المحبة، الخوف، الرجاء
القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد كاسر.
زاد القلب
إذا حَمَّلْت على القلب هموم الدنيا وأثقالها وتهاونت بأوراده التي هي قوته وحياته، كنت كالمسافر الذي يحمل دابته فوق طاقتها ولا يوفيها علفها، فما أسرع ما تقف به!
مرض القلب
القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة، والتوكل والإنابة والخدمة.
القلب القاسي
متى أقحطت العين من البكاء من خشية الله؛ فاعلم أن قحطها من قسوة القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي.
قسوة القلب
– قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل والنوم والكلام والمخالطة.
– ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
– خلقت النار لإذابة القلوب القاسية.
عشق الصور
سئل بعض العلماء عن عشق الصور؟ فقال: قلوب غفلت عن ذكر الله، فابتلاها بعبودية غيره.
لذة محبة الله
ليس للقلب والروح ألذ ولا أطيب ولا أحلى ولا أنعم من محبة الله والإقبال عليه وعبادته وحده، وقرة العين به والأنس بقربه والشوق إلى لقائه ورؤيته، وصاحب هذه اللذة في جنة عاجلة نسبتها إلى لذات الدنيا، كنسبة لذة الجنة إلى لذة الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *