حكم ومواعظ

السلف وذم الجدل
قال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم سوءاً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل.
وقال معروف الكرخي: إذا أراد الله بعبده شراً أغلق عنه باب العمل وفتح عليه باب الجدل.
وقال الشافعي: المراءُ في الدين يقسي القلب ويورث الضغائن.
وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل.
وقال: قد أفلح من عصم من المراء والغضب والطمع.
وقال: احذر المراء، فإنه لا تؤمن فتنته، ولا تفهم حكمته.
وقال معاوية بن قرة: الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
وقال جعفر بن محمد: إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
قال هشام بن حسان: جاء رجل إلى الحسن فقال: يا أبا سعيد تعال حتى أخاصمك في الدين فقال الحسن: أما أنا فقد أبصرت ديني فإن كنت أضللت دينك فالتمسه.
وقال عبد الكريم الجزري: ما خاصم ورع قط في الدين.
السلف والإخلاص
قال سهل: ليس شيء أشق على النفس من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.
قال ابن القيم: لا شيء أفسد للأعمال من العجب ورؤية النفس.
وقال الربيع: كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل.
قال ابن المبارك: رب عمل صغير تكبره النية.
قال بشر بن الحارث: لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.
وقال الفضيل بن عياض: إنما يريد الله منك نـيتك وإرادتك.
وقال سهل بن عبد الله: ليس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.
وقال سفيان الثوري: ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي.
وقال إبراهيم بن أدهم: ما صدق عبد أحب الشهرة.
وقال بشر الحافي: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.
وقال الشافعي: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب لي منه شيء.
وقال سعيد بن الحداد: ما صدّ عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفعة.
وجاء عن الشاطبي أنه قال: لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا ينفعه الله لأني نظمتها لله.
من أجمل ما قال عمار بن ياسر
قال رضي الله عنه: كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنى، وكفى بالعبادة شغلاً.
درر وفوائد
قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
تربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
تفسير السعدي 39

قوله تعالى: (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ)
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْضَحَ هَذَا الْمَعْنَى مُبَيِّنًا أَنَّ الْإِنْسَانَ لَوْ مُتِّعَ مَا مُتِّعَ مِنَ السِّنِينَ، ثُمَّ انْقَضَى ذَلِكَ الْمَتَاعُ وَجَاءَهُ الْعَذَابُ أَنَّ ذَلِكَ الْمَتَاعَ الْفَائِتَ لَا يَنْفَعُهُ، وَلَا يُغْنِي عَنْهُ شَيْئًا بَعْدَ انْقِضَائِهِ وَحُلُولِ الْعَذَابِ مَحِلَّهُ. وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعون) وهذه أعْظَمُ آيَةٍ فِي إِزَالَةِ الدَّاءِ الْعُضَالِ الَّذِي هُوَ طُولُ الْأَمَلِ. كَفَانَا اللَّهُ وَالْمُؤْمِنِينَ شَرَّهُ.
أضواء البيان 1/98

وفي عيادة المريض فوائد للعائد وفوائد للمعُود:
أما العائد: فإنه يؤدي حق أخيه المسلم.
ومنها: أن الإنسان إذا عاد المريض فإنه لا يزال في مخرفة الجنة حتى يعود.
ومنها: أن في ذلك تذكيراً للعائد بنعمة الله عليه بالصحة.
ومنها: أن فيها جلْباً للمحبة والمودة.
أما المعود: فإن له فيها فائدة أيضاً، لأنها تؤنسه وتشرح صدره ويزول عنه ما فيه من الهمّ والغمّ ومن المرض.
شرح رياض الصالحين لابن عثيمين رحمه الله 1/25.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *