قوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
والمراد بالدين في الآية: الجزاء، ومنه قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) أي: جزاء أعمالهم بالعدل.
أضواء البيان 1/49.
المسلم إذا حج ثم ارتد، ثم عاد إلى الإسلام؛ لم يحبط حجه ولم يجب عليه إعادته، وهو مذهب الشافعي وأحد قولي الليث بن سعد، واختاره ابن حزم وانتصر له بكلام جيد متين.
السلسلة الصحيحة 1/440
أقوال بعض العلماء في موضع سجود السهو
قال الشافعي رحمه الله: كله قبل السلام.
وقال أبو حنيفة رحمه الله: كله بعد السلام.
وقال مالك رحمه الله: كل سهو كان نقصاناً في الصلاة، فإن سجوده قبل السلام، وكل سهو كان زيادة في الصلاة، فإن سجوده بعد السلام، وإذا اجتمع سهوان: زيادة ونقصان، فالسجود لهما قبل السلام.
وقال الإمام أحمد: كل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد فيه بعد السلام، فإنه يسجد فيه بعد السلام، وسائر السهو يسجد فيه قبل السلام.
وقال داود بن علي: لا يسجد أحد للسهو إلا في الخمسة مواضع التي سجد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد المعاد 1/280-281-282
فإن أردت العيش فأبعد عن الحسود، لأنه يرى نعمتك، فربما أصابها بالعين، فإن اضطررت إلى مخالطته فلا تفش إليه سرك ولا تشاوره.
صيد الخاطر 568
في عيادة المريض فوائد للعائد وفوائد للمعُود
أما العائد: فإنه يؤدي حق أخيه المسلم.
ومنها: أن الإنسان إذا عاد المريض فإنه لا يزال في مخرفة الجنة حتى يعود.
ومنها: أن في ذلك تذكيراً للعائد بنعمة الله عليه بالصحة.
ومنها: أن فيها جلْباً للمحبة والمودة.
أما المعود: فإن له فيها فائدة أيضاً، لأنها تؤنسه وتشرح صدره ويزول عنه ما فيه من الهمّ والغمّ ومن المرض.
شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 1/25
أهل التعبد المطلق أفضل
صاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره، بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت، فمدار تعبده عليها، فهو لا يزال متنقلاً في منازل العبودية، كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها، واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى، فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره، فإذا رأيت العلماء رأيته معهم، وإن رأيت العباد رأيته معهم، وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم، وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم.
مدارج السالكين 1/111
حكم ومواعظ
سعادة العارفين
قال ابن الجوزي: ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشاً من العارفين بالله عز وجل؛ فإنَّ العارف به مستأنسٌ به في خلوته .
فإن عمَّت نعمته علم من أهداها، وإن مُرَّاً حلا مذاقه في فيه؛ لمعرفته بالمبتلي .وإن سأل فتعوَّق مقصوده صار مراده ما جرَّ به القدر؛ علماً منه بالمصلحة بعد يقينه بالحكمة، وثقته بحسن التدبير.
وصفة العارف: أنَّ قلبه مراقبٌ لمعروفه، قائمٌ بين يديه، ناظرٌ بعين اليقين إليه؛ فقد سرى من بركة معرفته إلى الجوارح ما هذَّبها .
فإن نطقتُ فلم أنطق بغيركمُ *** وإنْ سكتُّ فأنتم عقد إضماري
إذا تسلَّط على العارف أذى أعرض نظره عن السبب، ولم يرى سوى المسبب؛ هو في أطيب عيش معه .
إن سكت تفكَّر في إقامة حقِّه، وإن نطق تكلَّم بما يرضيه، لا يسكن قلبه إلى زوجةٍ ولا إلى ولد، ولا يتشبَّث بذيل أحد.
وإنما يعاشر الخلق ببدنه، وروحه عند مالك روحِه .
فهذا الذي لا همَّ عليه في الدنيا، ولا غمَّ عنده وقت الرحيل عنها، ولا وحشة له في القبر، ولا خوف عليه في المحشر.
فأما من عدم المعرفة فإنه معثَّرٌ، لا يزال يضجُّ من البلاء؛ لأنه لا يعرف المبتلي .
ويستوحش لفقد غرضه؛ لأنه لا يعرف المصلحة .
ويستأنس بجنسه؛ لأنه لا معرفة بينه وبين ربِّه .
ويخاف من الرحيل؛ لأنه لا زاد له، ولا معرفة بالطرق .
وكم من عالم وزاهد لم يُرزَقا من المعرفة إلاَّ ما رُزِقَه العامِّي البطَّال، وربَّما زاد عليهما .
وكم من عامِّيٍ رُزق منها ما لم يُرْزَقاه مع اجتهادهما؟!
وإنما هي مواهب وأقسام: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) .
صيد الخاطر ص/133-9134
قال الشاعر :
يقـولون فيك انقبــــاض، وإنمـا *** رأو رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس مَن داناهمُ دان عندهم *** ومن أكرمته عزَّة النفــــس أُكرما
ولم ابتذل في حرمة العلم مهجتي *** لأخدم مَن لاقيت لكن لأُخــــدما
أأشقى به غرساً وأجنيـــــه ذِلَّةً؟؟ *** إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهـــم *** ولو عظَّموه في النفوس لعُظِّمـــا
ولكن أهـــــانوه فهــان ودنَّســوا *** محيَّاه بالأطماع حتى تجهَّمـــا