درر وفوائد

ما هي التأويلات التي قيلت لإتمام عثمان في السفر؟
أحدها: أن الأعراب كانوا حجوا تلك السنة، فأراد أن يعلمهم أن فرض الصلاة أربع، لئلا يتوهموا أنها ركعتان في الحضر والسفر.
ورد هذا التأويل بأنهم كانوا أحرى بذلك في حج النبي صلى الله عليه وسلم.
التأويل الثاني: أنه كان إماماً للناس، والإمام حيث نزل، فهو عمله ومحل ولايته، فكأنه وطنه.
ورد هذا التأويل بأن إمام الخلائق على الإطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو أولى بذلك.
التأويل الثالث: أن منى كانت قد بنيت وصارت قرية وكثر فيها المساكن في عهده، ولم يكن ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كانت فضاء، فتأول عثمان أن القصر يكون في حال السفر.
ورد هذا التأويل بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشراً يقصر الرباعية.
التأويل الرابع: أنه أقام بها ثلاثاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقيم المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثاً) فسماه مقيماً، والمقيم غير المسافر.
ورد هذا التأويل بأن هذه إقامة مقيدة في أثناء السفر ليست بالإقامة التي هي قسيم السفر، وقد أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشراً يقصر الصلاة، وأقام بمنى بعد نسكه أيام الجمار الثلاث يقصر الصلاة.
التأويل الخامس: أنه كان قد عزم على الإقامة والاستيطان بمنى، واتخاذها دار الخلافة، فلهذا أتم، ثم بدا له أن يرجع إلى المدينة.
وهذا التأويل أيضاً مما لا يقوى، فإن عثمان رضي الله عنه من المهاجرين الأولين، وقد منع صلى الله عليه وسلم المهاجرين من الإقامة بمكة بعد نسكهم، ورخص لهم ثلاثة أيام فقط.
التأويل السادس: أنه قد تأهل بمنى والمسافر إذا أقام في الموضع وتزوج فيه، أو كان له زوجة فيه، أتم.
وقد روي في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أحسن ما اعتذر به عن عثمان.
زاد المعاد 1/451-453
حكم ومواعظ
قيل: ينبغي للعاقل أنْ لا يرى إلا في إحدى ثلاث: تَزَوُّدٍ لمعادٍ أومَرَمَّةٍ لمعاشٍ، أو لذَّةٍ في غيرِ مَحْرَمٍ .
قيل لأبي مسلم صاحب الدولة: لم قَدَّمْتَ الغلام على الجارية؟ فقال: لأنه في الطريق رفيقٌ، وفي الإخوان نديمٌ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فالعبد لابد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك، فإذا طلب رزقه من الله صار عبدا لله فقيرا إليه، وإذا طلبه من مخلوق صار عبدا لذلك المخلوق فقيرا إليه.
قال بعض الحكماء: الهوى عدو العقل، فإذا عرض لك أمران ولم يحضرك من تشاوره فاجتنب أقربهما إلى هواك.
قيل لبعض الحكماء: بأي شيء يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟ قال: بحنينه إلى أوطانه، وتلهفه على ما مضى من زمانه.
قال حكيم: إن سر تعاسة الإنسان في خمسة أشياء داخل نفسه: الشهوة والغضب والغرور والأنانية والتملك.
قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى , من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلاها وكان محفوظا ومعافى من أذاها.
قال الحسن رحمه الله: لا تزال كريما على الناس ما لم تنازعهم ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفوا بك، وكرهوا حديثك وأبغضوك.
قال أبو حازم: إن كنت إنما تريد من الدنيا ما يكفيك ففي أدناها ما يكفيك، وإن كنت لا ترضى منها بما يكفيك فليس فيها شيء يغنيك.
قال الفضيل رحمه الله: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا، اتخذ الله صاحبا، وذر الناس جانبا.
قال حكيم: عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذى منه هرب، ويفوته الغنى الذى إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء.
قال حكيم: ثلاثا تورث ثلاثا: النشاط يورث الغنى والكسل يورث الفقر والشراهة تورث المرض.
قال أبو ذر رضى الله عنه: الصاحب الخيّر خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، وحامل الخير خير من الساكت، والساكت خير من حامل الشر، والأمانة خير من الخاتمة، والخاتمة خير من الدنيا.
قال عبد الله بن طاوس: قال لي أبي: يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غاية وغاية المرء حسن الخلق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *