حكم ومواعظ

قال ابن الجوزي رحمه الله:
“كم نظرة تحلو في العاجلة، مرارتها لا تُطاق في الآخرة، يا ابن آدم قلبك قلب ضعيف، ورأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام”.
قال يحيى بن معاذ رحمه الله:
“من أعظم الاغترار: التمادي في الذنوب، مع رجاء العفو من غير ندامة وتوقع القرب من الله بغير طاعته، وانتظار زرع الجنة ببذر النار وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله مع الإفراط”.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:
“كلما قويت محبة العبد لمولاه، صغرت عنده المحبوبات وقلًّت وكلما ضعفت، كثرت محبوباته وانتشرت”.
جاء رجل إلى الربيع بن عبد الرحمن رحمه الله:
فسأله أن يكلم الأمير في حاجة له، فبكى الربيع، ثم قال: “أي أخي، أقصد إلى الله في أمرك تجده سريعاً قريباً، فإني ما ظاهرت أحداً في أمر أريده إلا الله عز وجل، فأجده كريماً قريباً لمن قصده وأراده وتوكل عليه”.
قال إياس بن معاوية رحمه الله:
“إن أشرف خصال الرجل: صدق اللسان، ومن عُدِم فضيلة الصدق فقد فُجع بأكرم أخلاقه”.
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله:
“الصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قائم لكل ما نُقِش عليه، ومائل إلى كل ما يُمال به إليه فإن عُوِّد خيراً أو عُلِّمه نشأ عليه وسعِد في الدنيا والآخرة أبواه، وإن عُوِّد شراً واُهمل إهمال البهائم شقِي وهلك وكان الوِزر في رقبة القَيِّم عليه”.
قال ابن الجوزي رحمه الله:
إياك إياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مُبتلى بالبلاء، مُتعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد:
إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
قال سهل بن عبد الله رحمه الله:
حرام على قلب أن يشم رائحة اليقين، وفيه سكون إلى غير الله تعالى، وحرام على قلب أن يدخله النور، وفيه شيء مما يكرهه الله تعالى.
درر وفوائد
عظمة العبودية
الله جعل العبودية وصف أكمل خلقه، وأقربهم إليه فقال تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً).
ووصف أكرم خلقه عليه وأعلاهم عنده منزلة بالعبودية في أشرف مقاماته فقال تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) وقال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ)، فذكره بالعبودية في مقام إنزال الكتاب عليه، وفي مقام التحدي أن يأتوا بمثله، وقال: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً) فذكره بالعبودية في مقام الدعوة إليه، وقال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْـرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) فذكـره بالعبودية في مقـام الإسراء. وجعل البشارة المطلقة لعباده فقال (فَبَشِّرْ عِبَادِ).
إغاثة اللهفان 1/122، 123
(كان الناس أمة واحدة)
قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) فأنزل الله الكتاب حاكماً بين الناس فيما اختلفوا فيه، إذ لا يمكن الحكم بين الناس في موارد النزاع والاختلاف على الإطلاق إلا بكتاب منزل من السماء، ولا ريب أن بعض الناس قد يعلم بعقله ما لا يعلمه غيره.
درء تعارض العـقل والنقل (1/174)
(الكتاب والحكمة)
قال تعالى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) قال غير واحد من العلماء منهم يحيي بن أبي كثير وقتادة والشافعي وغيرهم (الحكمة) هي السنة، لأن الله أمر أزواج نبيه أن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من الكتاب والحكمة، (والكتاب) القرآن.
مجمـوع الفـتــاوى 1/6
فوائد من كتاب جامع بيان العلم وفضله
قالت الحكماء: من كتم علماً فكأنه جاهله.
قالت الحكماء: علم الرجل ولده المخلد.
قال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه.
قال الشافعي: طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة.
وقال الثوري: ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية.
وقال ابن مسعود: اغد عالماً أو متعلما، ولا تغد إمعة بين ذلك.
قال أبو الدرداء: من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه.
وقال ميمون: إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد.
وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بني: تعلموا العلم، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً، وإن افتقرتم كان لكم مالاً.
وقال أبو الدرداء: يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *