قال الحسن رحمه الله
الحسنة نور في القلب، وقوة في البدن، والسيئة ظلمة في القلب، ووهن في البدن.
قال سهل بن عبد الله: من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها.
الصبر على ضربين
أحدهما: بدني، كتحمل المشاق بالبدن، وكتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات أو من غيرها.
الضرب الآخر: هو الصبر النفساني على مشتهيات الطبع ومقتضيات الهوى، وهذا الضرب إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج، سمي عفة، وإن كان الصبر في قتال، سمي شجاعة، وإن كان في كظم غيظ سمي حلماً، وإن كان في نائبة مضجرة، سمي سعة صدر، وإن كان في إخفاء أمر سمي كتمان سر، وإن كان في فضول عيش سمي زهداً، وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ سمي قناعة.
قال الروذباري: التقوى: مجانبة ما يبعدك عن الله.
دواء التوبة
لا دواء للتوبة إلا بمعجون يعجن من حلاوة العلم ومرارة الصبر، كما يجمع في السكنجبين حلاوة السكر وحموضة الخل، فيحصل بمجموعهما قمع الصفراء.
مَرَاتِبُ التَّعَلُّمِ سِتَّةٌ
للتّعلُّم سِتَّ مَرَاتِبَ: أَوَّلُهَا حُسْنُ السُّؤَالِ: ثَانِيهَا حُسْنُ الْإِنْصَاتِ وَالِاسْتِمَاعِ، ثَالِثُهَا حُسْنُ الْفَهْمِ، رَابِعُهَا الْحِفْظُ، خَامِسُهَا التَّعْلِيمُ سَادِسُهَا وَهِيَ الثَّمَرَةُ الْعَمَلُ بِهِ وَمُرَاعَاةُ حُدُودِهِ.
حِرْمَانُ الْعِلْمِ بِسِتَّةٍ
حِرْمَانُ الْعِلْمِ يَكُونُ بِسِتَّةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا: تَرْكُ السُّؤَالِ، الثَّانِي: سُوءُ الْإِنْصَاتِ وَعَدَمُ إلْقَاءِ السَّمْعِ، الثَّالِثُ: سُوءُ الْفَهْمِ، الرَّابِعُ: عَدَمُ الْحِفْظِ، الْخَامِسُ: عَدَمُ نَشْرِهِ وَتَعْلِيمِهِ، فَمَنْ خَزَّنَ عِلْمَهُ وَلَمْ يَنْشُرْهُ ابْتَلاهُ اللَّهُ بِنِسْيَانِهِ جَزَاءً وِفَاقًا، السَّادِسُ: عَدَمُ الْعَمَلِ بِهِ، فَإِنَّ الْعَمَلَ بِهِ يُوجِبُ تَذَكُّرَهُ وَتَدَبُّرَهُ وَمُرَاعَاتَهُ وَالنَّظَرَ فِيهِ، فَإِذَا أَهْمَلَ الْعَمَلَ بِهِ نَسِيَهُ.
ولّى فلم يَعُـد
هبني بقيتُ على الأيامِ والأبـد *** ونلتُ ما رمتُ من مالٍ ومن ولدٍ
منْ لي برؤية من قد كنتُ آلفُهُ *** وبالشبــــاب الذي ولّى فلـــم يَعُـد
يستدل على تقوى الرجل بثلاثة أشياء
1- حسن التوكل فيما لم ينل.
2- وحسن الرضا فيما قد نال.
3- وحسن الصبر على ما قد مضى.
لياليك تفنى والذنوبُ تزيدُ
ليالـيك تفنى والذنــوبُ تزيـدُ *** وعمرك يَبْلَى والزمـانُ جديدُ
وتحسـبُ أنّ النقصَ فيك زيادةٌ *** وأنتَ إلى النقصـان لسـت تزيدُ
ففكِّر ودبِّر كيف أنــت فــربّما *** تذكَّرَ فاستدعى الرّشـــادَ رشيدُ
قال مسروق: إذا بلغ أحدكم أربعين؛ فليأخذ حذره من الله!
أقسام النعم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: النعم ثلاثة :نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها.
قال خالد بن شوذب: شهدت الحسن، وأتاه فرقد السبخي وعليه جبة صوف، فأخذ الحسن بتلابيبه ثم قال: يا فرقد! -مرتين أو ثلاثا- إن التقوى ليس في هذا الكساء، إنما التقوى ما وقر في القلب وصدقه العمل.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: التقوى ثلاث مراتب: إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات، الثانية: حميتهما عن المكروهات، الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى: تعطي العبد حياته، والثانية: تفيد صحته وقوته، والثالثة: تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
تسلية وترويح
أبو سرور يقرئك السلام
قالوا وأولم طائر وليمة فأرسل يدعو بعض إخوانه فغلط بعض رسله فجاء إلى الثعلب فقال: أخوك يدعوك، فقال: السمع والطاعة، فلما رجع أخبر الطائر، فاضطربت الطيور وقالوا أهلكتنا وعرضتنا للحتف، فقالت القنبرة: أنا أصرفه عنكم بحيلة، فمضت فقالت: أخوك يقرأ عليك السلام ويقول لك: الوليمة يوم الاثنين، فأين تحب أن يكون مجلسك مع الكلاب السلوقية؟ أو مع الكلاب الكردية؟ فتجرعها الثعلب وقال أبلغي أخي السلام وقولي له أبو سرور يقرؤك السلام، ولكن قد تقدم لي نذر منذ دهر بصوم الاثنين والخميس.
البازي والديك
تناظرا البازي وديك فقال البازي للديك: ما أعرف أقل وفاء منك، قال: كيف، قال: تؤخذ بيضة فيحضنك أهلك، وتخرج على أيديهم فيطعمونك بأكفهم، حتى إذا كبرت صار لا يدنو منك إلا طرت ههنا وصحت ههنا، فإن علوت حائطاً كنت فيها سنين طرت منها وتركتها وصرت إلى غيرها، وأنا أوخذ من الجبال وقد كبر سني فأطعم الشيء اليسير وأوثق يوماً أو يومين ثم أطلق على الصيد فأطير وحدي فآخذه وأجيء به لصاحبي، فقال له الديك: ذهبت عنك الحجة، أما أنك لو رأيت بازين في سفود ما عدت إليهم أبداً، وأنا كل وقت أرى السفافيد مملوءة ديوكاً وأبيت معهم فأنا أوفى منك.
عَدْو دون عَدْو
قال الحكماء في أمثالهم: قيل للذئب: ما بالك تعدو أسرع من الكلب، فقال لأني أعدو لنفسي والكلب يعدو لصاحبه.
في بيته يؤتى الحكم
قالت العرب: وجدت الضبع تمرة فاختلسها الذئب فلطمته، فتحاكما إلى الضب، فقالت: يا أبا الخسيل، قال: سميعاً دعوت، قالت: جئناك نحتكم إليك، قال: في بيته يؤتى الحكم، قالت: إني التقطت تمرة، قال: حلواً جنيت، قالت: إن الثعلب أخذها، قال: حظ نفسه بغى، قالت: لطمته، قال: أشفيت والبادي أظلم، قالت: فلطمني، قال: حر انتصر لنفسه، قالت: اقضِ بيننا، قال: قضيت.
الجارية أفقه مني
قال ابن قتيبة: جاءتني جارية بهدية، فقلت لها: قد علم مولاك إني لا أقبل الهدية، قالت: ولم؟ قلتُ: أخشى أن يستمد مني علماً لأجل هديته، فقالت: ما استمد الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر، وقد كان يقبل الهدية، فقبلتها، فكانت الجارية أفقه مني.
يسترزق من بيوت الجيران
خاصمت امرأة زوجها في تضييقه عليها وعلى نفسه فقالت: والله ما يقيم الفأر في بيتك إلا لحب الوطن وإلا فهو يسترزق من بيوت الجيران.
الطعام حار
قعد صبي مع قوم يأكلون فبكى، قالوا: مالك تبكي، قال: الطعام حار، قالوا: فدعه حتى يبرد، قال: أنتم لا تدعونه.
أسد وذئب وثعلب
زعموا أن أسداً وذئباً وثعلباً اصطحبوا، فخرجوا يتصيدون، فصادوا حماراً وظبياً وأرنباً، فقال: الأسد للذئب أقسم بيننا صيدنا، قال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك، والأرنب لأبي معاوية، والظبي لي، قال فخبطه (ضربه) الأسد، فاندر (فسقط) رأسه، ثم أقبل على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة، ثم قال: هات أنت، قال الثعلب: يا أبا الحارث الأمر أوضح من ذلك، الحمار لغذائك، والظبي لعشائك، وتخلل بالأرنب فيما بين ذلك، قال: الأسد ويحك ما أقضاك، من علمك هذه القضية، قال رأس الذئب النادر (الساقط) بين عيني.
أضف إلى معلوماتك
الكعبة
أول من كسا الكعبة المشرفة بكساء من حرير هو تُبع، وهو ملك عربي يمني ثم جرت العادة على إكسائها كل عام بكساء حريري تكتب عليه آيات قرآنية بالذهب والفضة.
الأحمر
يستعمل اللون الأحمر في الإشارات ويستعمل للإنذار ولا يستعمل الأخضر أو الأصفر أو غيرهما، وذلك لأن للألوان المختلفة أمواجاً مختلفة في الطول.. وطول أمواج اللون الأحمر أطول من بقية الألوان، فلذا يمكن رؤيته من مسافات بعيدة، ومن ثم يمكن التوقف وأخذ الحذر.
آخر المهاجرين
آخر من توفى من المهاجرين في المدينة هو سعد بن أبي وقاص، وكانت وفاته عام 54هـ.
الشرطة
أول من أطلق اسم الشرطة على الجهاز الأمني هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث تم في عهده إنشاء الجهاز الأمني (الشرطة) لأول مرة في نظام الدولة العربية الإسلامية، وقد تقرر تمييز رجال الأمن عن عامة الناس بوضع علامة خاصة من شريط من القماش فوق ثوب رجل الأمن، ومن ثم تمت تسميتهم برجال الشرطة.