درر وفوائد

من كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله، كان من أولياء الله المتقين، أهل النعيـم المقيم، كما قال تعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون).
مجموع الفتاوى 1/8
قال سهل بن عبد الله: ليس بين العبد وبين الله حجاب أغلظ من الدعوى، ولا طريق إليه أقرب من الافتقار، وأصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله، ويدل على ذلك قوله تعالى (ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) فأخبر أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله، ………….ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والمعنى أنه لا يخشاه إلا عالم، فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم.
مجموع الفتاوى 7/20
لا يسمى عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه، والشر فتركه، ولهذا قال أصحاب النار (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) وقال عن المنافقين (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)، ومن فعل ما يعلم أنه يضره فمثل هذا ما له عقل.
مجموع الفتاوى 7/24
ولهذا قال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وقد اختلف أهل التفسير هل يكتب جميع أقواله؟ قال مجاهد وغيره: يكتبان كل شيء حتى أنينه في مرضه، وقال عكرمة: لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر، والقرآن يدل على أنهما يكتبان الجميع، فإنه قال (ما يلفظ من قول) نكرة في الشرط مؤكدة بحرف (من) فهذا يعم كل قوله.
مجموع الفتاوى 7/49
قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنـوا أشد حباً لله) في الآية قـولان: قيل: يحبونهم كحب المؤمنين الله، والذين آمنوا اشد حباً لله منهم لأوثانهم، وقيل: يحبونهم كما يحبون الله، والذين آمنوا أشد حباً لله منهم، وهـذا هو الصواب.
مجموع الفتاوى 7/188
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) الفاتحة قال القرطبي رحمه الله: وَصف سُبحانه وَتعالى نَفسهُ بَعد “رَبِّ الْعَالَمِينَ” بأنهُ “الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ”؛ لأنهُ لَما كانَ فِي اتصَافه بربّ العالمِين ترهِيب، قرنهُ بالرّحمن الرّحِيم لما تضمّن مِن الترغِيب؛ لِيجمع فِي صفَاته بينَ الرهبَة مِنه، وَالرغبَة إليْه، فيكُون أعوَن علَى طَاعته وأمنع، كَما قالَ تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) الحجر 49-50، (وَقال: “غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) غافر: 3. حدائق الروح والريحان 1/ 60.
حكم ومواعظ
قالَ رجُل لابن المبارك رحمه الله: أوصنِي.. فقال لَه: اترك فضُول النظَر تُوفق للخشُوع.. وَاترك فضُول الـكَلام تُـوفّق للحِكـْمـَة.. وَاترك فـضـول الطعَـام توفّق للعِبَادة.. وَاترك التجسس عَلى عُيوب الناس توفق للاطلاع علَى عيُوبك.. وَاترك الخَـوض في ذَات الله سُبحَانه تــوقَ الشــك وَالـيقِـيـن ..
قال ابن القيم رَحمه الله: كلـمَا كَان الـعَبد أتَـم عــبُودية.. كَانت الإعانة لهُ مِن الله أعظَم ..
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ما أنعَم الله علَى عَبد نعمَة فانتزعهَا منهُ فَعاضه مكانها الصبر إلا كَان مَا عوضه خَيرا ممّا انتزعه.
قال الحسن البصري رَحمه الله: إن العَبد لا يزَال بخير ما كَان له واعظ من نفسه، وَكانت المحَاسبَة همته، وَالمؤمن في الدنيا كالغرِيب؛ لا يجزع من ذلهَا، وَلا ينافس في عزها لهُ شأن وَللناس شأن ..
قال أبو سليمان الداراني رَحمه الله: أصل كُـل خَيـر في الدنيَـا وَالآخـرة، الخَوف مِن الله تعالى .
قال الفضيل بن عياض رَحمه الله: خَمـس من عَــلامـَات الشـقـوة: القسْوة فِي القلب، وَجـمُــود العَيـن، وَقـلـة الحيَـاء، وَالرغبـة في الدنيـا، وَطُول الأمَـل.
قال ابن الجوزي رَحمه الله: إذَا وَقعت فِي محنَة يصعب الخَلاص منهَا، فليسَ لك إلا الدعَاء وَاللجأ إلَى الله بَعد أن تقدم التوبَة مِن الذنُوب، فإن الزلل يُوجب العقُوبة، فإذا زَال الزلل بالتوبَة مِن الذنُوب ارتفع السبب.
قال ابن باز رحمه الله: إن الــرّوح إذا كـَانت تعمَــل فالـجـَســد لا يتعَــب.
قال الحسن البصري رَحمه الله: الحَياء وَالتكرم خصلتَـان مِن خصَال الخَير، لَم يكُونا فِي عبد إلا رَفعـه الله بِهمَـا.
قال محمد بن محمد المختار الشنقيطي حَفظه الله: مَنْ فَـرّغ قلْبـه لله كَفــاهُ الله كُـلّ شَـيْء، وَمَنْ فَـرّغ قلْبـه لله تَوَلّـى الله أَمْـره…
قال صالح المغامسي حَفظه الله: إذَا أرَاد الله لكَ مَنزلة، أعْطاك مَا يعينك عَلى الوصُول إليْها، إمّا بِالفقد أَو بالعطَاء.
قال الفضيل بن عياض رَحمه الله: من المعرُوف أن تَرى المنة لأخِيك علَيك إذا أخَذ منكَ شَيئا؛ لأنه لولا أخذهُ منكَ مَا حصل لك الثّواب، وأيضا إنه خصك بالسّؤال، ورجَا فيكَ الخَير دُون غيرك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *