حكم ومواعظ

قال مالك بن دينار رحمه الله: “مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل له وما أطيب ما فيها، قال: محبة الله عز وجل”.
قال الجاحظ: لو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيوبا أشدهم تعييبا.
لا يتم الوصول إلا بترك ثلاثة أشياء‏:‏ العوائد والرسوم والأوضاع التي أحدثها الناس،‏ الثاني‏:‏ هجر العوائق التي تعوقه عن إفراد مطلوبه وطريقه وقطعها، الثالث‏:‏ قطع علائق القلب التي تحول بينه وبين تجريد التعلق بالمطلوب، والفرق بينهما أن العوائق هي الحوادث الخارجية والعلائق هي التعلقات القلبية بالمباحات ونحوها‏، وأصل ذلك ترك الفضول التي تشغل عن المقصود من الطعام والشراب والمنام والخلطة، فيأخذ من ذلك ما يعينه على طلبه ويرفض منه ما يقطعه عنه أو يضعف طلبه، والله المستعان‏.‏
قال يحيى بن معاذ: يا ابن آدم، ما لك تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت، وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت، وسمعته يقول: التوحيد في كلمة واحدة، ما تصور في الأوهام فهو بخلافه، وقال: طاعة لا حاجة بي إليها لا تمنعني مغفرة لا غناء بي عنها، وقال: هو ألقاهم في الذنب يوم سمى نفسه العفو الغفور.
قال الإمام ابن القيم: “الزهد سفر القلب من وطن الدنيا وأخذه في منازل الآخرة، ومتعلقه ستة أشياء لا يستحق العبد اسم الزهد حتى يزهد فيها وهي: المال والصور والرياسة والناس والنفس وكل ما دون الله وليس المراد رفضها من الملك فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما ولهما من المال والملك والنساء ما لهما وكان نبينا صلى الله عليه وسلم من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة وكان علي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان رضى الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال وغيرهم كثير”.
قال حكيم: عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذى منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء.
قال الأحنف بن قيس: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون .
درر وفوائد
قال سفيان بن عيينة : لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة ، لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال الشافعي : إذا رأيت رجلاً من أهل الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
مجموع الفتاوى 1/ 11
(قل أعوذ برب الفلق) وقد قال كثير من المفسرين‏:‏ الفلق: الصبح، فإنه يقال‏:‏ هذا أبين من فلق الصبح، وفرق الصبح‏، وقال بعضهم‏:‏ الفَلق : الخلق كله، وأما من قال‏:‏ إنه واد في جهنم أو شجرة في جهنم، أو أنه اسم من أسماء جهنم، فهذا أمر لا تعرف صحته، لا بدلالة الاسم عليه، ولا بنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في تخصيص ربوبيته بذلك حكمة، بخلاف ما إذا قال‏:‏ رب الخلق، أو رب كل ما انفلق، أو رب النور الذي يظهره على العباد بالنهار، فإن في تخصيص هذا بالذكر ما يظهر به عظمة الرب المستعاذ به.
مجموع الفتاوى 17/504
غلط في عُمرة النبي صلى الله عليه وسلم خمس طوائف:
إحداها: من قال: إنه اعتمر في رجب، وهذا غلط.
الثانية: من قال: إنه اعتمر في شوال، وهذا أيضاً وهم، والظاهر -والله أعلم- أن بعض الرواة غلط في هذا، وأنه اعتكف في شوال فقال: اعتمر في شوال.
الثالثة: من قال: إنه اعتمر من التنعيم بعد حجه، وهذا لم يقله أحد من أهل العلم.
الرابعة: من قال: إنه لم يعتمر في حجته أصلاً.
الخامسة: من قال: إنه اعتمر عمرة حل منها، ثم أحرم بعدها بالحج من مكة.
زاد المعاد 2/116
وهم في حج النبي صلى الله عليه وسلم خمس طوائف
الطائفة الأولى: التي قالت: حج حجاً مفرداً لم يعتمر معه.
الثانية: من قال: حج متمتعاً تمتعاً حل منه، ثم أحرم بعده بالحج.
الثالثة: من قال: حج متمتعاً تمتعاً لم يحل منه لأجل سوق الهدي ولم يكن قارناً.
الرابعة: من قال: حج قارناً قراناً طاف له طوافين، وسعى سعيين.
الخامسة: من قال: حج حجاً مفرداً، واعتمر بعده من التنعيم.
زاد المعاد 2/117

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *