درر وفوائد

لما أمرنا الله سبحانه: أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يُخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
فتاوى ابن تيمية 1/56
في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، وقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون … الحديث، وقد روي فيه (ولا يرقون) وهو غلط، فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه وغيره، ولم يكن يسترقي.
فتاوى ابن تيمية 1/182
لم تكن عادة السلف على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين: أن يعتادوا القيام كلما يرونه عليه السلام، كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك: لم يكن شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبه تلقياً له، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام لعكرمة، وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ: قوموا إلى سيدكم، وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه، وأما القيام لمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسـن، وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو ترك لاعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له، لأن ذلك أصلح لذات البين، وإزالة التباغض والشحنـاء.
فتاوى ابن تيمية 1/374
قد ذكر عن آدم أبي البشر أنه استـغفر ربه وتاب إليه، فاجتباه ربه فتاب عليه وهداه، فمن أذنب وتاب وندم فقد أشبه أباه، ومن أشبـه أباه فما ظلم.
فتاوى ابن تيمية 3/120
حكم ومواعظ
قال الفضيل: (من عرف الناس استراح) يريد -والله أعلم- أنهم لا ينفعون ولا يضرون. الفتاوى 1/93
قليل في الجيب خير من كثير في الغيب
خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويده على المعلى ابن الجارود العبدي فلقيته امرأة من قريش، فقالت له، يا عمر! فوقف لها فقالت: كنا نعرفك مدة عميرا، ثم صرت من بعدُ عمرَ، ثم صرت من بعدُ عمر أمير المؤمنين، فاتق الله يا بن الخطاب وانظر في أمور الناس، فإنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فقال المعلى يا أمة الله، فقد أبكيت أمير المؤمنين، فقال له عمر: أسكت، أتدري من هذه ويحك؟ هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله قولها من سمائه، فعمر أحرى أن يسمع قولها ويقتدي به.
قليل المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثير مع الفساد والتبذير
شكى أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. فرده مع محمد بن سلمة الأنصاري وأمره أن يطوف في مساجدهم يسألهم عن سيرته، فجعلوا يقولون خيراً حتى أتى مسجد بني عبس فقام أسامة بن زيد العبسي فقال: كنت والله لا تعدل في القضية ولا تقسم بالسوية، فقال: اللهم إن كان كاذباً فأطل عمره وأدم فقره ولا تنجه من معاريض الفتن، فرؤي شيخاً كبيراً يمشي على محجن فيقول: شيخ أعمى أدركته دعوة العبد الصالح.
نصيحة زاهد
إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا ، فافرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبائهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى كبرائهم لينالوا بهم العزة والكرامة، فتعرف أنت إلى الله، وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة.
التجارب تنمي المواهب
التجارب تنمي المواهب، وتمحو المعايب، وتزيد البصير بصرا، والحليم حلما، وتجعل العاقل حكيما، والحكيم فيلسوفا، وقد تشجع الجبان، وتسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي، ومن زادته عمى على عماه، وسوءا على سوءه فهو من الحمقى المختومين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *