حكم ومواعظ

أفضل المواهب

وأفضل مواهب الله لعباده العقل ولقد أحسن الذي يقول:
وأفضل قسـم الله للـمرء عقلـه *** فليس من الخيرات شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمـرء عقـله *** فقد كمــلت أخلاقه ومآربـه
يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه *** على العقل يجري علمه وتجاربه
يزيد الفتى في الناس جودة عقله *** وإن كان محظورا عليه مكاسبه
العقل نوعان
قال أبو حاتم: العقل نوعان مطبوع ومسموع، فالمطبوع منهما كالأرض، والمسموع كالبذر والماء، ولا سبيل للعقل المطبوع أن يخلص له عمل محصول دون أن يرد عليه العقل المسموع، فينبهه من رقدته ويطلقه من مكامنه يستخرج البذر والماء ما في قعور الأرض من كثرة الربع فالعقل الطبيعي من باطن الإنسان بموضع عروق الشجرة من الأرض والعقل المسموع من ظاهره كتدلي ثمرة الشجرة من فروعها،
أنشدني محمد بن إسحاق بن حبيب الواسطى:
رأيت العقل نوعين *** فمطبوع ومسـموع
ولا ينفع المسموع *** إذا لم يك مطبــوع
كما لا تنفع الشمس *** وضوء العين ممنـوع
قطب الطاعات
قطب الطاعات للمرء في الدنيا هو إصلاح السرائر وترك إفساد الضمائر.
الرياء بئس الذخيرة
يلبس الله في العلانية العبد *** الذي كان يختفي في السريره
حسنا كان أو قبيحا سيبدى *** كل ما كان ثم من كل سيرة
فاستح الله أن ترائى للناس *** فإن الرياء بئـس الذخيـرة
قال مالك بن دينار: إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب، كما يخرب البيت إذا لم يكن فيه ساكن، وإن قلوب الأبرار تغلي بأعمال البر، وإن قلوب الفجار تغلي بأعمال الفجور، والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله.
على بن محمد البسامي
وإذا بحثت عن التقى وجــدته ****رجلا يصدق قوله بفعـال
وإذا اتقى الله امرؤ وأطــاعه *** فيداه بين مكارم ومعــال
وعلى التقي إذا تراسخ في التقى *** تاجان تاج سكينة وجمـال
وإذا تناسبت الرجال فمـا أرى *** نسبا يكون كصالح الأعمال
قال أبو الدرداء: لا تكون عالما حتى تكون متعلما، ولا تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا.
العاقل لا يطلب من العلم إلا أفضله، لأن الازدياد من العلم آثر عند العاقل من الذكر بالعلم، والعلم زين في الرخاء، ومنجاة في الشدة، ومن تعلم ازداد، كما أن من حلم ساد، وفضل العلم في غير خير مهلكة، كما أن كثرة الأدب في غير رضوان الله موبقة.
قال مالك بن أنس: كل شيء ينتفع بفضله إلا الكلام فإن فضله يضرّ.
قال الكريزي:
أقلل كلامك واستعذ من شـره *** إن البلاء ببعضه مقرون
واحفظ لسانك واحتفظ من غيه *** حتى يكون كأنه مسجون
وكِّل فؤادك باللسـان وقل له *** إن الكلام عليكما موزون
فزناه ولـيك محكـما ذا قلة *** إن البلاغة في القليل تكون
وقال آخر:
إن كان يعجبك السكوت فإنه *** قد كان يعجب قلـبك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوت مرة *** فلقد ندمت على الكلام مـرارا
إن السكوت سلامة ولربمـا *** زرع الكلام عداوة وضـرارا
وإذا تقرب خاسر من خاسر *** زادا بذاك خســارة وتبـارا

تسلية وترويح
نكرة ومعرفة
جاء رجل إلى أحد النحويين فسأله: “الظبي معرفة أو نكرة؟” فقال: إذا كان مشوياً على المائدة فهو معرفة! وإن كان يسرح في الصحراء، فهو نكرة.
صيدُ الآخرة
دخل سارق بيت أحد العلماء الظرفاء، فأخذ يفتش في كل زاوية من البيت فلم يجد شيئاً، فلما همّ بالخروج صفر اليدين، ناداه العالم حيث كان يراقبه: إنك جئت في طلب الدنيا، فليس لدينا من الدنيا شيء، فهل تريد شيئاً من الآخرة؟
قال السارق: نعم.
فاحتضنه العالم وعلّمه التوبة إلى الله حتى أسفر الصباح، فصلّيا وذهبا معاً إلى المسجد للدرس، فسأله تلامذته عن الرجل: من هذا؟
أجابهم: أنه جاءني البارحة ليصطادني، ولكنّي اصطدته، فجئت به إلى المسجد.
وهكذا أصبح السارق من جملة التائبين المؤمنين.

عجب من فصاحته فقضى حاجته
تظلم رجل إلى المأمون من عامل له فقال:
يا أمير المؤمنين، ما ترك لي فضّة إلا فضّها، ولا ذهباً إلا ذهب به، ولا غلّة إلا غلّها، ولا ضيعةً إلا أضاعها، ولا عرضاً إلا عرض له، ولا ماشيةً إلا امتشّها، ولا جليلاً إلا أجلاه، ولا دقيقاً إلا دقه، فعجب المأمون من فصاحته، وقضى حاجته.
جواب حكيم
سأل رجلٌ إياسا عن النبيذ فقال: هو حرام، فقال الرجل: أخبرني عن الماء؟ فقال: حلال، قال: فالمكسور؟ قال: حلال، قال: فالتمر؟ قال: حلال، قال: فما باله إذا اجتمع يحرم؟! فقال إياس: أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب، أتوجعك؟ قال: لا! قال: فهذه الحفنة من التبن؟ قال: لا توجعني! قال: فهذه الغرفة من الماء؟ قال: لا توجعني شيئا! قال: أفرأيت إن خلطت هذا بهذا، وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك به أيوجعك؟ قال: إي والله وتقتلني! قال: فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت.
جارية سبيويه
روي أن رجلا قصد سيبويه لينافسه في النحو فخرجت له جارية سبيويه فسألها قائلا: أين سيدك يا جارية؟
فأجابته بقولها: فاء إلى الفيء، فإن فاء الفيء فاء .
فقال: والله إن كانت هذه الجارية فماذا يكون سيدها، ورجع.
قد ذَهب كل عمرك
كان أحد النحويين راكباً في سفينة فسأل أحد البحارة: هل تعرف النحو؟ فقال له البحار: لا. فقال النحوي: قد ذَهب نصف عمرك. وبعد عدة أيام هبت عاصفة وكانت السفينة ستغرق فجاء البحار إلى النحوي وسأله: هل تعرف السباحة؟ قال النحوي: لا .فقال له البحار: قد ذَهب كل عمرك.
دعوا زيدًا وشأنه
يُروى أن رجلاً دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لاحَظَ أنهم “أي النحاة” يقولون في أمثلتهم:
“جاء زيدٌ”، “ضرب زيدٌ عمرًا”، “حدَّث زيدٌ عمرًا حديثًا “.. إلخ.
فشعر بضيق من ذلك، وأنشأ يقول-على سبيل الدعابة-:
لا إلى الــنَّحو جئتكم *** لا ولا فيه أرغـبْ
دعُــوا زيْـدًا وشَأنه *** أينما شَاء يذهــبْ
أنا مَالي وما لامـريء *** أبدَ الـدَّهر يُضْربْ

أضف إلى معلوماتك
أخر أية
آخر آية نزلت من القرآن الكريم قوله تعالى: “وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ” [البقرة: 281]، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بتسع ليال فقط.
ذي البجادين
لقب الصحابي الجليل عبد الله بن عبد نهم المزني بذي البجادين، وقد لقبه بذلك اللقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأن قومه جردوه من كل ما يملك حتى ثيابه، فلم يبقوا عليه إلا بجاداً (وهو الكساء الغليظ)، فخرج مهاجراً إلى الله ورسوله فلما دنا من المدينة شق بجاده نصفين فأتزر بنصف وارتدى النصف الآخر، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم: “أنت ذو البجادين”. وقد توفي رضي الله عنه أثناء عودة المسلمين من تبوك، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وقال: “اللهم إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه”.
الومضات
أثبتت البحوث العلمية للأطباء في اليابان أن الومضات الضوئية المنبعثة من التلفاز وغيره تسبب نوعاً نادراً من الصرع وأن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *