درر وفوائد

الاحتجاج بالقدر
وليس في القدر حجة لابن آدم ولا عذر، بل القدر يؤمن به ولا يحتج به، والمحتج بالقدر فاسد العقل والدين، متناقض، فإن القدر إن كان حجة وعذراً: لزم أن لا يلام أحد ولا يعاقب ولا يقتص منه، وحينئذ فهذا المحتج بالقدر يلزمه -إذا ظلم في نفسه وماله وعرضه وحرمته- أن لا ينتصر من الظالم، ولا يغضب عليه، ولا يذمه، وهذا أمر ممتنع في الطبيعة، ولو كان القدر حجة وعذرا: لم يكن إبليس مذموماً ولا معاقباً، ولا فرعون وقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الكفار، ولا كان جهاد الكفار جائزاً، ولا إقامة الحدود جائزاً، ولا قطع السارق، ولا جلد الزاني ولا رجمه، ولا قتل القاتل ولا عقوبة معتد بوجه من الوجوه..
وأما القدر: فإنه لا يحتج به أحد إلا عند اتباع هواه، فإن فعل فعلاً محرماً بمجرد هواه وذوقه ووجده من غير أن يكون له علم بحسن الفعل ومصلحته استند إلى القدر، كما قال المشركون: “لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء”، فمن احتج بالقدر على ترك المأمور، وجزع من حصول ما يكرهه من المقدور فقد عكس الإيمان والدين، وصار من حزب الملحدين المنافقين، وهذا حال المحتجين بالقدر، فإن أحـدهم إذا أصابته مصيبة عظم جزعه وقل صبره، فلا ينظر إلى القـدر ولا يسلم له، وإذا أذنب ذنباً أخذ يحتج بالقدر.
مجموع الفـتاوى2/326

الصلاة خلف كل مسلم
تجوز الصلاة خلف كل مسلم مستور باتفاق الأئمة وسائر أئمة المسلمين، فمن قال: لا أصلي جمعة ولا جماعة إلا خلف من أعرف عقيدته في الباطن، فهذا مبتدع مخالف للصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم.
مجموع الفـتاوى 4/542

الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين، ويدل على ذلك قوله في الحديث الذي رواه أحمد في المسند (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك)، فهذا يدل على أن لله فوق تسعة وتسعين يحصيها بعض المؤمنين.
مجموع الفـتاوى6/381

إن أمة تنفق مئات الملايين في الشهر على اللهو والدخان وتنفق مثلها على المحرمات وتنفق مثلها على البدع الضارة، وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة، ولا تزيد فيها، ثم تدعى الفقر إذا دعاها الداعي لما يحيها: لأمة كاذبة على الله، سفيهة في تصرفاتها
محمد البشير الإبراهيمي/ آثاره (3/345)

حكم ومواعظ
خمس في خمس

الحجة في القرآن، والعز في القناعة، والذل في المعصية، والهيبة في قيام الليل، والغنى في ترك الطمع .
ظالمان
قال بعض الحكماء: اثنان ظالمان: رجل أهديت له النصيحة فاتخذها ذنبا، ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعا.
الرجل العظيم
قيل في الرجل العظيم :الرجل العظيم: من إذا وعظ اتعظ .
وقيل: من يصلح المعوج ويهدي إلى الصراط المستقيم.
وقيل:من إذا قال فعل، وإذا وعد أوفى.
وقيل: من إذا تكلم أفاد، وإذا خطب أجاد.
أسرى الكآبة
قيل: ستة لا تخطئهم الكآبة: فقير قريب العهد بالغنى، وكثير يخاف على ماله، وطالب مرتبة فوق قدره، والحقود، والحسود، وخليط أهل الأدب وهو غير أديب.
درجات العلم
قال الأصمعي: أول العلم الصمت، والثاني حسن الاستماع، والثالث جودة الحفظ، والرابع احتواء العلم، والخامس إذاعته ونشرة.
ضعف العقل
قال يزيد بن معاوية: ثلاث من قلة العقل وفيهن دليل على الضعف: سرعة الجواب، وطول التمني، والاستغراق في الضحك.
أفضل الرجال
سئل حكيم أي الرجال أفضل؟
قال: الرجل الذي إذا حاورته وجدته حكيما، وإذا غضب كان حليما، وإن ظفر كان كريما، وإذا استمنح منح جسيما، وإذا وعد وفى وإن كان الوعد عظيما، وإذا شكي إليه وجد رحيما.
حكمة
أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره، وأقواهم من قوي على غضبه، وأصبرهم من ستر فقره، وأغناهم من قنع بما تيسر له.
سأل الإسكندر حكماء بابل فقال:
أيما أبلغ عندكم، الشجاعة أم العدل؟ فقالوا: إذا استعلمنا العدل استغنينا عن الشجاعة.
طبقات الناس
قال بعض الحكماء: الناس ثلاث طبقات تسوسهم ثلاث سياسات: طبقة من خامة الأحرار تسوسهم بالعطف واللين والإحسان، وطبقة من خامة الأشرار تسوسهم بالغلظة والعنف والشدة، وطبقة من العامة تسوسهم باللين والشدة لئلا تخرجهم الشدة ولا يبطرهم اللين.
قال حاتم الأصم:
العجلة من الشيطان إلا في خمس :إطعام الضيف إذا حل، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا وقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *