حكم ومواعظ

قال بعض العلماء:
من تفرد بالعلم لم تُوحشه الخلوة، ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة، وإن هذه القلوب تملُ كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكمة.
والحكمة موقظة للقلوب من سنة الغفلة، ومنقذة للبصائر من سنة الحيرة ومحيية لها بإذن الله من موت الجهالة ومستخرجة لها من ضيق الضلالة لمن وفقه الله تعالى.
فساد الأولاد
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
وقال رحمه الله:
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم؛ وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم.
تحفة المودود: 232
من أقوال ابن القيم
– من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره.
– من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا.
– في غض البصر: نور القلب والفراسة.
– قصر الأمل: هو العلم بقرب الرحيل وسرعة انقضاء مدة الحياة .
– قصر الأمر بناؤه على أمرين :الأول: تيقـن زوال الدنيا ومفارقتها، الثاني: تيقن لقاء الآخرة وبقائها ودوامها .
– الحاسد عدو النعم .
– حب الدنيا والمال وطلبه أصل كل سيئة .
– لاشيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر .
– أدب المرء: عنوان سعادته وفلاحه .
– وقلة أدبه: عنوان شقاوته وبواره.
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء
أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب. قال تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ).
والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته، فإنك إن تهاونت به ثبطك الله وأقعدك عن مراضيه.
قال تعالى: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ).

من مالت نفسه إلى محرّم ماذا يفعل؟
طريقة نافعة
قال ابن تيمية: فمن مالت نفسه إلى محرّم، فليأتِ بعبادة الله كما أمر الله مخلصاً له الدين فإن ذلك يصرف عنه السوء والفحشــاء.
مجموع الفتاوى: 10/636
سبب الزلل والانتكاس
قال ابن تيمية رحمه الله: وَقَدْ زَلَّتْ أَقْدَامٌ كَثِيرَةٌ مِنْ السَّالِكِينَ.. وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ عَلَى مُرَادِهِمْ مِنْهُ وَلَوْ عَبَدُوا اللَّهَ عَلَى مُرَادِهِ مِنْهُمْ لَمْ يَنَلْهُمْ شَيْءٌ.
مجموع الفتاوى: 1/90

درر وفوائد
العقبات التي يريد الشيطان أن يوقع بها بني آدم
العقبة الأولى: عقبة الكفر بالله وبدينه ولقائه، وبصفات كماله.
فإن نجا منها ببصيرة الهداية طلبه على:
العقبة الثانية: وهي عقبة البدعة.
فإن قطع هذه العقبة، وخلص منها بنور السنة.
العقبة الثالثة: وهي عقبة الكبائر.
فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله، أو بتوبة نصوح تنجيه منها طلبه على:
العقبة الرابعة: وهي عقبة الصغائر.
العقبة الخامسة: وهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها، فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود لمعاده.
فإن نجا من هذه العقبة طلبه العدو على:
العقبة السادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات، فأمره بها، وحسنها في عينه، وأراه ما فيها من الفضل والربح، ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسباً وربحاً، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب، طمع في تخسيره كماله وفضله، ودرجاته العالية.
ولكن أين أصحاب هذه العقبة؟ فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول.
مدارج السالكين
لابن قيم الجوزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *