حديث: (إن أول شيء خلقه الله القلم…)
في الحديث إشارة إلى ما يتناقله الناس حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم، وهو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله، وليس لذلك أساس من الصحة.
وفيه رد على من يقول بأن العرش أول مخلوق، ولا نص في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يقول به من قاله كابن تيمية وغيره؛ استنباطاً واجتهاداً، فالأخذ بهذا الحديث -وفي معناه أحاديث أخرى- أولى، لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في ورود النص كما هو معلوم.
السلسلةالصحيحة 1/207
الذنوب ثلاثة أقسام: أحدها: ما فيها ظلم للناس، كالظلم بأخذ الأموال ومنع الحقوق، والحسد، ونحو ذلك، والثاني: ما فيها ظلم للنفس فقط، كشرب الخمر والزنا إذا لم يتعد ضررها، والثالث: ما يجتمـع فيـه الأمـران، مثل أن يأخـذ المتولي أمـوال الناس يزني بها ويشـرب بها الخـمر.
مجموع فتاوى 28/145
وصف الله أئمة المتقين فقال: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)؛ فبالصبر تترك الشهوات، وباليقين تُدفع الشبهات.
اقتضاء الصراط المستقيم 80
من خير الناس ومن شرهم؟
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: كما أن خير الناس الأنبياء؛ فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين، وادعى أنه منهم وليس منهم، فخير الناس بعدهم العلماء والشهداء والصديقون والمخلصون، وشر الناس من تشبه بهم، يوهم أنه منهم وليس منهم.
الجواب الكافي 66
لماذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه بقوله: (وأسألك القصد في الفقر والغنى)؟
لما كان الفقر والغنى محنتين وبليتين، يبتلي الله بهما عبده، ففي الغنى يبسط يده، وفي الفقر يقبضها، سأل الله عز وجل القصد في الحالين، وهو التوسط الذي ليس معه إسراف ولا تقتير.
إغاثة اللهفان 1/32
ما أعرف للعالم قط لذة ولا عزاً ولا شرفاً ولا راحة ولا سلامة أفضل من العزلة، فإنه ينال بها سلامة دينه وجاهه عند الله، وعند الخلق، لأن الخلق يهون عليهم من يخالطهم، ولا يعظم عندهم قدر المخالط لهم.
صيد الخاطر 316
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان؟
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة، لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر المعاد، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة.
زاد المعاد 1/364
حكم ومواعظ
قال ابن عباس: إن للحسنة لنورا في القلب وضياء في الوجه وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمة في القلب وسوادا في الوجه وهونا في البدن وضيقا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق، قال تعالى: “والبلد الطيب”.. الآية، وهذا مثل البخيل والمنفق؛ قال: “فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام” الآية؛ وقال: “الله ولي الذين آمنوا” الآية.
قال أبو جعفر المحولي -وكان عالما عابدا- قال: حرام على قلب محب للدنيا أن يسكنه الورع الخفي، وحرام على نفس عليها ربانية الناس أن تذوق حلاوة الآخرة، وحرام على كل عالم لم يعمل بعلمه أن يتخذه المتقون إماما.
أنشد أحمد بن مسروق:
إن كنــت توقــن أن ربــك رازق *** وســألت مخــلوقا فلست بموقن
أو كنت في شك من الرزق الذي *** كفــل الإله بــه فلســت بمؤمـن
طريق الفلاح
قال ابن الجوزي رحمه الله: تأملت أمر الدنيا والآخرة، فوجدت حوادث الدنيا حسية طبعية، وحوادث الآخرة إيمانية يقينية، والحسيات أقوى جذباً لمن لم يقو علمه ويقينه.
والحوادث إنما تبقى بكثرة أسبابها، فمخالطة الناس، ورؤية المستحسنات، والتعرض بالملذوذات، يقوي حوادث الحس، والعزلة، والفكر، والنظر في العلم يقوي حوادث الآخرة.
ويبين هذا بأن الإنسان إذا خرج يمشي في الأسواق، ويبصر زينة الدنيا، ثم دخل إلى المقابر، فتفكر ورق قلبه فإنه يحس بين الحالتين فرقاً بيناً، وسبب ذلك، التعرض بأسباب الحوادث.
فعليك بالعزلة والذكر والنظر في العلم، فإن العزلة: حمية، والفكر والعلم: أدوية. والدواء مع التخليط لا ينفع.
وقد تمكنت منك أخلاط المخالطة للخلق، والتخليط في الأفعال فليس لك دواء إلا ما وصفت لك.
فأما إذا خالطت الخلق وتعرضت للشهوات، ثم رمت صلاح القلب رمت الممتنع.
إليك مددت الكــف فـــي كل شــدة *** ومنك وجدت اللطف من كل جانب
وأنــت مــلاذي والأنـــام بمـــعزل *** هـل مســــتحيل في الرجاء كواجب
وإني لأرجو مـــنك ما أنـــت أهله *** وإن كنــت خطاء كــثير المـــعايب
رجاؤك رأس المال عندي وربحه *** وزهـــدي في المخلوق أسنى مناقب
فحقق رجائي فيك يا رب واكفـني *** شـماتة أعــــدائي وأســـوة صاحب
ومن أين أخشى عـــدوا وإســـاءة *** وستـــرك خلفي من جميع الجوانب
فيا محسنا فيمــا مضــى أنت قادر *** على اللطف في حالي فحسن عواقب