حكم ومواعظ

العاقل والأحمق والفاجر
قال أيوب بن الفرية: الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر.
فالعاقل الدين شريعته، والحلم طبيعته، والرأي الحسن سجيته، إن سئل أجاب، وإن نطق أصاب، وإن سمع العلم وعى، وإن حدث روى.
أما الأحمق فإن تكلم خجل، وإن حدث وهل، وإن استنزل عن رأيه نزل وأما الفاجر فإن ائتمنته خانك، وإن حدثته شانك، وإن وقفت به لم يرعك، وإن استكتم سرا لم يكتم، وإن علم لم يعلم، وإن حدث لم يفهم، وإن فقه لم يفقه.
الآباء والأبناء
قال زيد بن علي لابنه: يا بني، إن الله لم يرضك لي فأوصاك بي، ورضيني لك فحذرنيك: واعلم أن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط، وخير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق.
أوصى حكيم ابنه فقال
لا يغرنك بشاشة امرئ حتى تعلم ما وراءها، فإن دفائن الناس في صدورهم، وجزعهم في وجوههم. ولتكن شكايتك من الدهر إلى رب الدهر، واعلم أن الله إذا أراد بك خيرا أو شرا أمضاه فيك على ما أحب العباد أو كرهوا.
حكم نافعة
من جرى في ميدان أمله عثر في عنان أجله.
من لم يصبر على البلاء لم يرض بالقضاء.
فقد الصبر أعظم من حوائج الدهر.
إذا حزن الفؤاد ذهب الرقاد.
الجليس الصالح كالمسك النافح.
قالت الحكماء
أربعة من علامات الإيمان: حسن العفاف، والرضا بالكفاف، وحفظ اللسان، ومحبة الإخوان.
وأربعة من علامات النفاق: قلة الديانة، وكثرة الخيانة، وغش الصديق، ونقض المواثيق.
المروءة
سئل الأحنف عن المروءة، فقال: التفقه في الدين، وبر الوالدين، والصبر على النوائب.
قال حكيم لابنه:
يا بني تنافس في طلب الأدب فإنه ميراث غير مسلوب، وقرين غير مغلوب، ونفيس في الناس مطلوب.
سؤال وإجابة
سئل حكيم عربي عن أعدل الناس، وأظلم الناس، وأكيس الناس، وأحمق الناس، وأسعد الناس، وأشقى الناس، فقال: أعدلهم من أنصف نفسه، وأظلمهم من ظلم غيره، وأكيسهم من أخذ أهبته للأمر قبل وقوعه، وأحمقهم من باع آخرته بدنياه، وأشقاهم من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
درر وفوائد
حديث أبي هريرة قال: (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين: أما أحدهما فبثثته فيكم، وأما الآخر فلو بثثته لقطعتم هذا الحلقوم) وهذا الحديث صحيح، لكن الجراب الآخر لم يكن فيه شيء من علم الدين، ومعرفة الله وتوحيده، الذي يختص به أولياؤه، بل كان في ذلك الجراب أحاديث الفتن التي تكون بين المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بما سيكون من الفتن التي تكون بين المسلمين ومن الملاحـم التي تكون بينهم وبين الكفار، ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك: قال ابن عمر: لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتهدمون البيت وغير ذلك، لقلتم كذب أبو هريرة، فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها، لأن ذلك ما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهـم.
مجمـوع الفـتاوى 2/218
قول الرافضة بعصمة علي رضي الله عنه
أصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على علي نصاً قاطعاً للعذر، وأنه إمام معصوم ومن خالفه كفر، وأن المهاجرين والأنصار كتموا النص وكفروا بالإمام المعصوم، واتبعوا أهواءهم وبدلوا الدين وغيروا الشريعة وظلموا واعتدوا، بل كفروا إلا نفراً قليلاً: إما بضعة عشر أو أكثر، ثم يقولون: إن أبا بكر وعمر ونحوهما ما زالا منافقين، وقد يقولون: بل آمنوا ثم كفروا، وأكثرهم يكفر من خالف قولهم ويسمون أنفسهم المؤمنين ومن خالفهم كفاراً، ويجعلون مدائن الإسلام التي لا تظهر فيها أقوالهم دار ردة أسوأ حالاً من مدائن المشركين والنصارى، ولهذا يوالون اليهود والنصارى والمشركين على بعض جمهور المسلمين ومنهم ظهرت أمهات الزندقة والنفاق، كزندقة القرامطة الباطنية وأمثالهم، ولا ريب أنهم أبعد طوائف المبتدعـة عن الكتاب والسنـة، ولهذا كانوا هم المشهورين عند العامة بالمخالفة للسنة، فجمهور العامة لا تعرف ضد السني إلا الرافضي فإذا قال أحدهم: أنا سني فإنما معناه لست رافضياً، ولا ريب أنهم شر من الخوارج، لكن الخوارج كان لهم في مبدأ الإسلام سيف على أهل الجماعة، وموالاتهم الكفار أعظم من سيوف الخوارج، فإن القرامطة والإسماعيلية ونحوهم من أهل المحاربة لأهل الجماعة، وهم منتسبون إليهم، وأما الخوارج فهم معروفون بالصدق، والروافض معروفون بالكذب، والخوارج مرقوا من الإسلام وهؤلاء نابذوا الإسلام.
مجمـوع الفـتاوى 3/356

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *