درر وفوائد

..العمرة بعد الحج إنما هي للحائض التي لم تتمكن من الإتيان بعمرة الحج بين يدي الحج لأنها حاضت، كما علمت من قصة عائشة رضي الله عنها، فمثلها من النساء إذا أهلت بعمرة الحج كما فعلت هي؛ ثم حال بينها وبين إتمامها الحيض، فهذه يشرع لها العمرة بعد الحج، فما يفعله اليوم جماهير الحجاج من تهافتهم على العمرة بعد الحج؛ مما لا نراه مشروعاً، لأن أحداً من الصحابة الذين حجوا معه صلى الله عليه وسلم لم يفعلها.
السلسلة الصحيحة 4/738

مما نهانا الله سبحانه فيه عن مشابهة أهل الكتاب، قوله سبحانه (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) وهو نهي مطلق عن مشابهتهم، وهو خاص أيضاً في النهي عن مشابهتهم في قسوة قلوبهم، وقسوة القلوب من ثمرات المعاصي.
وإن قوماً من هذه الأمة، ممن ينسب إلى علم أو دين، قد أخذوا من هذه الصفات بنصيب، يرى ذلك من له بصيرة، فنعوذ بالله من كل ما يكرهه الله ورسوله.
اقتضاء الصراط المستقيم 175

جنس البدعة أحب إلى إبليس من جنس المعصية
المذنب إنما ضرره على نفسه، وأما المبتدع فضرره على الناس، وفتنة المبتدع في أصل الدين، وفتنة المذنب في الشهوة، والمبتدع قد قعد للناس على صراط الله المستقيم يصدهم عنه، والمذنب ليس كذلك، والمبتدع قادح في أوصاف الرب وكماله، والمذنب ليس كذلك، والمبتدع متناقض لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والعاصي ليس كذلك.
الجواب الكافي 212
القلب الصحيح
من علامته صحته: أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل بالآخرة ويحل فيها حتى يبقى كأنه من أهلها وأبنائها.
ومن علامة صحة القلب: أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى ينيب إلى الله ويخبت إليه ويتعلق به تعلق المحب المضطر إلى محبوبه.
ومن علامة صحة القلب: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به.
ومن علامات صحته: أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله.
ومن علامات صحته: أن يكون همه واحداً، وأن يكون في الله.
ومن علامات صحته: أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا.
ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد الناس شحاً بماله.
إغاثة اللهفان 1/82

حكم ومواعظ
حلاوة العبادة
قال العابد أحمد بن حرب: عبدت الله خمسين سنة فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء:
تركت رضى الناس حتى قدرت أن أتكلم بالحق.
وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين.
وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الآخرة. (السير: 11/34)
عجـبت
قال بعض العلماء:
عجبت لمن يخاف، كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
“حسبنا الله ونعـم الوكيل”.
عجبت لمن يغتــم، كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
عجبت لمن يُمكر به، كيف لا يفزع إلى قوله تعالى:
“وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع”.

قاعدة مفيدة
قال ابن تيمية: بالنسبة للمخلوق: فكما قيل
احتج إلى من شئت: تكن أسيره
واستغن عمن شئت: تكن نظيره
وأحسن إلى من شئت: تكن أميره
مجموع الفتاوى 1/39.

السلف والشهرة
قال إبراهيم بن أدهم: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
وقال بشر بن الحارث: لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح.
وقال أيضاً: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.
وقال الثوري لأخ له: احذر حب المنزلة، فإن الزهادة فيها أشد من الزهادة في الدنيا.
وقال الحسن البصري: كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع.
وقال أيوب السختياني: ذُكرتُ وما أحب أن أذكر.
وكمال ذلك التقوى
ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل، ولا قلده قلادةً أجمل من العلم، ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم، وكمال ذلك التقوى.
مجانبة الحقد
قال هلال بن العلاء: جعلت على نفسي ألا أكافئ أحدا بشر ولا عقوق اقتداء بهذه الأبيات:
لما عـفوت ولم أحـقد على أحـد *** أرحت نفسي من غم العداوات
إني أحيي عدوي حيــن رؤيتـه *** لأدفـع الشــر عـنـي بالتحــيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضـه *** كأنــه قد حشـي قلـبي مسرات
قال أبو العتاهية:
ياعجـبا للنـاس لـو فــكروا *** وحاسبوا أنفســهم أبصروا
وعبـروا الدنـيا إلى غيرها *** فإنــمـــا الدنــيا لهــم معـبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى *** غـدا إذا ضمـهم المحـــشـر
ليعلــمن النــاس أن التــقي *** والبر كانا خــير ما يدخــر
عجبت للإنسان في فخره *** وهـو غـدا فـي قبـره يقـبر
مــا بـال من أولــه نطــفة *** وجـــيفــة آخــره يفـــجـــر
أصبـح لا يملك تقــديم ما *** يرجو ولا تأخير مـا يحذر
وأصبح الأمر إلى غـيره *** في كل ما يقضي و ما يقدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *