درر وفوائد

وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترفون بذلك، إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة، هذا أبو الحسن الأشعري نشأ في الاعتزال أربعين عاماً يناظر عليه، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم، وكذلك أبو عبد الله بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن.
مجموع الفتاوى 4/72
فهم [أي الجن] مأمورون بالفروع والأصول بحسبهم، فإنهم ليسوا مماثلي الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم، وهذا مما لم أعلم فيه نزاعاً بين المسلمين، وكذلك لم يتنازعوا أن أهل الكفر والفسوق والعصيان منهم يستحقون العذاب بالنار كما يدخلها من الآدميين، لكن تنازعوا في أهل الإيمان منهم، فذهب الجمهور من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد، إلى أنهم يدخلون الجنة، وهل فيهم رسل أم ليس فيهم إلا النذر؟ على قولين: فقيل: فيهم رسل، وقيل: الرسل من الإنس، والجن فيهم النذر، وهذا أشهر.
مجموع الفتاوى 4/233–234
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الله أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم ماتا بعد ذلك)؟ لم يصح ذلك عن أحدٍ من أهل الحديث بل أهل المعرفه متفقون على أن ذلك كذب مختلق، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا يروون الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين، وإن هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله.
مجموع الفتاوى 4/324
والجنة التي سكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد، ومن قال إنها جنة بالأرض بأرض الهند، أو بأرض جدة أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
مجموع الفتاوى 4/347
حكم ومواعظ
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الشبع، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه: لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب.
قال أبو الجوزاء: لأن أجالس الخنازير، أحب إلي من أن أجالس رجلاً من أهل الأهواء .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل.
قال الشاطبي رحمه الله: آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين: حب السلطة والتصدر.
قال ابن القيم رحمه الله: ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى به شرفاً وفضلاً، فكيف وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله.
قال ابن الأثير: إن الشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل.
قال بشر بن الحارث: ما اتقى الله من أحب الشهرة.
قال علي رضي الله عنه: يهتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل.
قال بشر الحافي: أدوا زكاة الحديث: فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث .
قال الحسن: إياك والتسويف، فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم.
قال محمد بن عبد الباقي: ما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب .
قال الذهبي: إن العلم ليس بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع، والفرار من الهوى والابتداع.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: العالم الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العلم قبل كباره
قال أحد السلف: إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه، وليس يناله أحد بالحسب، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
قيل للشعبي رحمه الله: من أين لك هذا العلم كله؟ قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب.
قال الذهبي رحمه الله: ما خلا مجتمع من التغاير والحسد، إلا ما كان في جانب الأنبياء والرسل عليهم السلام.
قال الشافعي رحمه الله: والله لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئا ما شربت إلا حارا.
قيل لأحمد بن حنبل: كيف تعرف الكذابين؟ قال: بمواعيدهم.
قال هرم بن حيان: ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *