حكم ومواعظ

يُرَادُ لِلْعَالِمِ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ
يُرَادُ لِلْعَالِمِ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ‏:‏ الْخَشْيَةُ، وَالنَّصِيحَةُ، وَالشَّفَقَةُ، وَالِاحْتِمَالُ، وَالصَّبْرُ، وَالْحِلْمُ، وَالتَّوَاضُعُ، وَالْعِفَّةُ عَنْ أَمْوَالِ النَّاسِ، وَالدَّوَامُ عَلَى النَّظَرِ فِي الْكُتُبِ، وَتَرْكُ الْحِجَاب‏.
بَلْ يَكُونُ بَابُهُ لِلشَّرِيفِ وَالْوَضِيع‏.‏
وَلِذَا قِيلَ‏:‏ إذَا مُنِعَ الْعِلْمُ عَنْ الْعَامَّةِ لَمْ تَنْتَفِعْ بِهِ الْخَاصَّة‏.‏
من أقوال بديع الزمان الهمداني في العلم
العلم شيء بعيد المرام، لا يصل إليه بالسهام، ولا يقسم بالأزلام، ولا يكتب للئام، ولا يرى في المنام، ولا يضبط باللجام، ولا يورث في الآباء والأعمام.
عجائب القلوب
أشرف ما في الإنسان قلبه، فإنه العالم بالله، العامل له، الساعي إليه، المقرب المكاشف، بما عنده، وإنما الجوارح أتباع وخدام له يستخدمها القلب استخدام الملوك للعبيد‏.‏ ومن عرف قلبه عرف ربه، وأكثر الناس جاهلون بقلوبهم ونفوسهم، والله يحول بين المرء وقلبه، وحيلولته أن يمنعه من معرفته ومراقبته، فمعرفة القلب وصفاته أصل الدين، وأساس طريق السالكين‏.
المحبة والشوق والأنس والرضى
محبة الله تعالى هي الغاية القصوى من المقامات، فما بعد إدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها، كالشوق، والأنس، والرضى، ولا قبل المحبة، مقام إلا وهو من مقدماتها، كالتوبة، والصبر، والزهد وغيرها.
الْعِشْق
آفَاتُ الْعِشْقِ تَكَادُ تُقَارِبُ الشِّرْكَ، فَإِنَّ الْعِشْقَ يَتَعَبَّدُ الْقَلْبَ الَّذِي هُوَ بَيْتُ الرَّبِّ لِلْمَعْشُوقِ‏.‏
من فَوَائِدِ غَضِّ الْبَصَر
من فَوَائِد غَضِّ الْبَصَرِ تَخْلِيصُ الْقَلْبِ مِنْ الْحَسْرَةِ فَإِنَّ مَنْ أَطْلَقَ نَظَرَهُ دَامَتْ حَسْرَتُهُ، فَأَضَرُّ شَيْءٍ عَلَى الْقَلْبِ إرْسَالُ الْبَصَرِ، فَإِنَّهُ يُرِيهِ مَا لا سَبِيلَ إلَى وُصُولِهِ وَلَا صَبْرَ لَهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ غَايَةُ الْأَلَمِ‏.‏ ‏(‏الثَّانِيَةُ‏)‏ أَنَّ غَضَّ الطَّرْفِ يُورِثُ الْقَلْبَ نُورًا وَإِشْرَاقًا يَظْهَرُ فِي الْعَيْنِ وَفِي الْوَجْهِ وَفِي الْجَوَارِحِ، (‏الثَّالِثَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُورَثُ صِحَّةَ الْفِرَاسَةِ فَإِنَّهَا مِنْ النُّورِ وَثَمَرَاتِهِ، فَإِذَا اسْتَنَارَ الْقَلْبُ صَحَّتْ الْفِرَاسَةُ، ‏(‏الرَّابِعَةُ‏)‏ أَنَّهُ يَفْتَحُ لَهُ طُرُقَ الْعِلْمِ وَأَبْوَابَهُ، وَيُسَهِّلُ عَلَيْهِ أَسْبَابَهُ وَذَلِكَ سَبَبُ نُورِ الْقَلْبِ، ‏(‏الْخَامِسَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُورِثُ قُوَّةَ الْقَلْبِ وَثَبَاتَهُ وَشَجَاعَتَهُ، فَيَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ سُلْطَانَ الْبَصِيرَةِ مَعَ سُلْطَانِ الْحُجَّةِ‏، (‏السَّادِسَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُورِثُ الْقَلْبَ سُرُورًا وَفَرْحَةً أَعْظَمَ مِنْ الِالْتِذَاذِ بِالنَّظَرِ، ‏(‏السَّابِعَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُخَلِّصُ الْقَلْبَ مِنْ أَسْرِ الشَّهْوَةِ، ‏(‏الثَّامِنَةُ‏)‏ أَنَّهُ يَسُدُّ عَنْهُ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، ‏(‏التَّاسِعَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُقَوِّي عَقْلَهُ وَيُثَبِّتُهُ وَيَزِيدُهُ، ‏(‏الْعَاشِرَةُ‏)‏ أَنَّهُ يُخَلِّصُ الْقَلْبَ مِنْ سَكْرَةِ الشَّهْوَةِ وَرَقْدَةِ الْغَفْلَةِ.
قَالَ الْحَسَنُ رحمه الله تعالى‏:‏ مَعَالِي الْأَخْلَاقِ لِلْمُؤْمِنِ قُوَّةٌ فِي لِينٍ، وَحَزْمٌ فِي دِينٍ، وَإِيمَانٌ فِي يَقِينٍ، وَحِرْصٌ عَلَى الْعِلْمِ، وَاقْتِصَادٌ فِي النَّفَقَةِ، وَبَذْلٌ فِي السَّعَةِ، وَقَنَاعَةٌ فِي الْفَاقَةِ، وَرَحْمَةٌ لِلْمَجْهُودِ، وَإِعْطَاءٌ فِي كَرْمٍ، وَبِرٌّ فِي اسْتِقَامَة.
الطهارة لها أربع مراتب‏
الأولى‏:‏ تطهير الظاهر من الأحداث والأنجاس والفضلات‏.‏
والثانية:‏ تطهير الجوارح من الذنوب والآثام‏.‏
والثالثة:‏ تطهير القلب من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة‏.‏
والرابعة‏:‏ تطهير السر عما سوى الله تعالى.
السالك لطريق الآخرة لا يخلو من ستة أحوال
‏ إما أن يكون عابداً، أو عالماً، أو متعلما، أو والياً، أو محترفاً، أو مستغرقا بمحبة الله عز وجل مشغولاً به عن غيره‏.
من فوائد المخالطة
‏التعلم والتعليم، والنفع والانتفاع، والتأديب والتأدب، والاستئناس والإيناس، ونيل الثواب في القيام بالحقوق، واعتياد التواضع، واستفادة التجارب من مشاهدة هذه الأحوال والاعتبار بها.
تسلية وترفيه
الفرزدق والغلام
كان غلام يستمع للفرزدق وهو ينشد قصيدة على جمع كبير، فكان هذا الغلام يصفق طرباً، فلما انتهى الفرزدق من إنشاده استدناه وقال: أأعجبك شعري؟
قال الغلام: لم اسمع مثله في الجودة والرصانة والمعنى، فداخل الفرزدق الزهو والغرور وقال للغلام: أيسرك أن أكون أباك؟
فقال الغلام: “أما أبي فلا أبتغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي “!!
الغلام الكسول
كان لرجل غلام من أكسل الناس فأرسله يوماً يشتري عنباً وتيناً، فأبطأ عليه حتى نفذ صبره، ثم حاد بأمرهما فضربه وقال: ينبغي لك إن طلبتُ منك حاجة أن تقضي حاجتين، فمرض الرجل فأمر الغلام أن يأتيه بالطبيب، فغاب الغلام ثم جاء بالطبيب ومعه رجل آخر فسأله عنه فقال: أما ضربتني وأمرتني أن أقضي لك حاجتين في حاجة؟
فجئتك بالطبيب فإن شفاك الله تعالى، وإلا حفر لك هذا الرجل قبرك.
الظريف
سئل ظريف أتعرف النجوم فأجاب وهل يجهل أحد سقف بيته.
صاحب البيت
من طرائف ما يروى عن الشعراء أن الأعور بن بنان التغلبي دعى الشاعر الأخطل إلى منزله فأدخله بيتاً نجّد بالفرش الجميلة والأثاث الزاهي، وكانت له زوجة في غاية الحسن، فقال: يسأل الأخطل يا أبا مالك إنّك تدخل على كبار القوم في مجالسهم فهل ترى في بيتي عيباً فأجابه الأخطل، ما أرى في بيتك عيباً غيرك.
حكاية ديك أبي نواس
أراد الرشيد ذات يوم أن يمازح أبا نواس ويحرجه، فأستحضر بيضاً وطلب من جلسائه أن يخبئوه في ثيابهم، واتفق معهم أنّه عندما يحضر أبو نوّاس سيعنفهم ويطلب منهم أن يتحولوا إلى فراخ، ويبيض كل منهم بيضة، فيخرجون البيض، عندئذ من ملابسهم ويفحم أبا نواس، ويخاف من غضب الرشيد، فلما حضر أبو نواس المجلس بدأت اللعبة، فقال أحدهم كلمة غضب منها الرشيد، فصاح يا لكم من جبناء لستم إلاّ فراخا، فليبض كل منكم بيضة، وإلّا قطعت رقابكم، فأخرج الجميع البيض من ملابسهم، فما كان من أبي نواس إلّا أن صاح كيكي كيكي كا.. فقال: الرشيد ماذا تفعل ياأبا نواس.. فأجاب.. عجباً هل رأيت يا مولاي فراخاً تبيض من غير ديك فهؤلاء فراخك وأنا ديكهم.
زيارة الأعمش
هذه طرفة عن الأعمش وكان مشهوراً بحدّة مزاجه مع شيء من الظرف فقد زاره في مرضه جماعة وأطالوا جلوسهم فما كان منه إلاّ أن حمل وسادته وغادر الغرفة قائلاً شفى الله مريضكم.
أضف إلى معلوماتك
اغتاب
أول من اغتاب هو إبليس حيث اغتاب آدم بقوله: “وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ” قاله على سبيل التعيير.
القرط
أول امرأة خصفت وثقبت أذنيها ولبست القرط (الحلق) هي: هاجر أم إسماعيل عليه السلام، حيث أكرمَ سيدنا إبراهيم عليه السلام هاجر فشق ذلك على سارة فقالت تصنع بأمتي هذا؟ فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أطراف، فخاف إبراهيم أن تمثل بها.. فقال لسارة: ألا أدلك على ما تبرّين به يمينك؟ تخصفينها وتثقبين أذنيها، فكانت هاجر أول من خصفت وثقبت أذنيها فجعلت فيها قرطين.. فقالت سارة: ما أرى هذا زادها إلا حسناً وجمالاً.
الجلالين
من التفاسير المعروفة تفسير “الجلالين” ولكن غير المعروف أن إمامين جليلين قد ألفا ذلك التفسير الذي يحمل اسميهما (جلال المحلي وجلال السيوطي) دون أن يجلسا مع بعضيهما للتشاور وأخذ الرأي، بل ودون أن يضعا خطة لتأليفه، والذي حدث أن أولهما وهو الجلال المحلي كتب تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن، ولم يكمله حيث وافاه الأجل، فجاء إلى تلميذه جلال السيوطي في المنام وقال له: أكمل التفسير يا جلال، فقال السيوطي: أي تفسير، قال: تفسير القرآن بدأته من سورة الكهف إلى آخر القرآن، فقال له السيوطي: وهل يجوز أن أشاركك في تأليفه، فقال له جلال المحلي في المنام: لقد اخترتك لأمانتك وحسن عبادتك وحبك لي، فقال السيوطي في المنام: سأفعل إن شاء الله. وهكذا تم تفسير الجلالين للسيوطي والمحلي (ذكره السيوطي في حسن المحاضرة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *