حكم ومواعظ

قال أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر (ص/80-83):
قرأت هذه الآية: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُم مَّنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُم بِهِ}؛ فلاحت لي إشارةٌ كدتُ أطيش منها!!
وذلك: أنه إن كان عني بالآية نفس السمع والبصر؛ فإنَّ السمع آلةٌ لإدراك المسموعات، والبصر آلةٌ لإدراك المبصرات؛ فهما يعرضان ذلك على القلب، فيتدبَّر ويعتبر.
فإذا عرضت المخلوقات على السمع والبصر أوصلا إلى القلب أخبارها من أنها تدلُّ على الخالق، وتحمِلُ على طاعة الصانع، وتحذِّر من بطشه عند مخالفته.
وإن عنى معنى السمع والبصر فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا؛ شُغلاً بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب تلك الآلات؛ فيرى وكأنه ما رأى، ويسمع وكأنه ما سمِعَ، والقلب ذاهلٌ عما يتأدَّب به!!
فيبقى الإنسان خاطئاً على نفسه لا يدري ما يُراد به؛ لا يؤثر عنده أنه يبلى، ولا تنفعه موعظةٌ تجلى، ولا يدري أين هو؟ ولا ما المراد منه؟ ولا أين يحمل يحملُ؟
وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته، ولا يتفكَّر في خسران آخرته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتَّعظ بصديقه، ولا يتزوَّد لطريقه!!
كما قال الشاعر:

الناس في غفلةٍ والموت يوقظهم *** وما يفـــيقون حتى ينفد العمر
يشيِّعون أهــالـــــيهم بجمعــــهم *** وينظرون إلى ما فيه قد قُبِروا
ويرجــــعون إلى أحلام غـفلتهم *** كأنهم ما رأوا شيئاً ولا نظروا

وهذه حال أكثر الناس؛ فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات؛ فإنها أقبح الحالات.
أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء (2/271) : بسنده عن محمد بن سيرين: أنه سمع رجلا يسب الحجاج؛ فأقبل عليه، فقال: مَهْ!!، أيها الرجل؛ فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنبٍ عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج، واعلم أنَّ الله تعالى حكَمٌ عدل؛ إن أخذ من الحجَّاج لمن ظلمه، فسوف يأخذ للحجَّاج ممن ظلمه؛ فلا تشغلن نفسك بسب أحد .
درر وفوائد
فوائد من كتاب جامع بيان العلم وفضله (1/1-10).
قالت الحكماء: من كتم علماً فكأنه جاهله.
قالت الحكماء: علم الرجل ولده المخلد.
قال الزهري: ما عبد الله بمثل الفقه.
قال الشافعي: طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة .
وقال الثوري: ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية.
وقال ابن مسعود: اغد عالماً أو متعلماً، ولا تغد إمعة بين ذلك.
قال أبو الدرداء: من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه.
وقال ميمون: إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد.
وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: يا بني: تعلموا العلم، فإن استغنيتم كان لكم كمالاً، وإن افتقرتم كان لكم مالاً.
وقال أبو الدرداء: يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء.
فضل السلام
-1 سبب للمحبة بين الناس
قال رسول الله: “لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم”. رواه مسلم .
-2 من أسباب دخول الجنة
قال رسول الله: “أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام”. رواه الترمذي
3- من خير خصال الإسلام
سئل النبي أي الإسلام خير؟
قال: “تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”. متفق عليه
فضائل الخوف من الله
أولاً: أنه من صفات المؤمنين؛ قال تعالى: “فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين”.
ثانياً: مدح الله أنبياءه بالخوف منه؛ قال تعالى: “إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهبا وكانوا لنا خاشعين”
ثالثا: أثنى الله على ملائكته بشدة خوفهم؛ قال تعالى: “وهـــم من خشيــته مشفقـــون”
رابعاً: وعد الله الخائفين بالجنة؛ قال تعالى: “ولمن خاف مقام ربــه جنــتـــان”
خامسا: الخوف من صفات نبينا محمد قال رسول الله: “إني أخشــاكم لله وأتقاكــم له”
سادساً: الخوف من أسباب النجاة من النار؛ قال رسول الله: “عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشيــة الله”. وقال أبو سليمان: ما فارق الخوف قلباً إلا خـرب، وقال حاتم الأصم: لكل شيء زينــة، وزينــة العبــادة الخـــوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *