حكم ومواعظ

وكل من تولى كان خيراً من المعدوم المنتظر الذي تقول الرافضة إنه الخلف الحجة، فإن هذا لم يحصل بإمامته شيء من المصلحة لا في الدنيا ولا في الدين أصلاً، فلا فائدة في إمامته إلا الاعتقادات الفاسدة والأماني الكاذبة والفتن بين الأمة وانتظار من لا يجيء، فتطوى الأعمار ولم يحصل من فائدة هذه الإمامة شيء، والناس لا يمكنهم بقاء أيام قليلة بلا ولاة أمور بل كانت تفسد أمورهم، فكيف تصلح أمورهم إذا لم يكن لهم إمام إلا من لا يعرف ولا يدري ما يقول ولا يقدر على شيء من أمور الإمامة بل هو معدوم.
منهاج السنة النبوية 1/548
تضاعف مقادير السيئات في الحرم
تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة، وجزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساط ملكه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه.
زاد المعاد 1/52
(لا ينبغي) في كلام الله وكلام رسوله
(لا ينبغي) في كلام الله وكلام رسوله للذي هو في غاية الامتناع شرعاً، كقوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) وقوله: (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي).
الجواب الكافي 198
قال تعالى: (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم) فأخبر أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم، إما لظن مخطئ أو لنوع من الهوى أو لمجموعهما، فإن المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من الظن واتباع هواه، ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله يحب البصر النافذ عند وجـود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات).
درء تعارض العـقل والنقل 1/434
درر وفوائد
للعبد ستر بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس؛ فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس.
للعبد ربٌ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه.
إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله، والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة؛ فكيف بغم العمر؟
محبوب اليوم يعقب المكروه غداً، ومكروه اليوم يعقب الراحة غداً.
أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها، وأنفع لها في معادها.
كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بشهوة ساعة؟.
يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين: بكائه على نفسه، وثنائه على ربه.
المخلوق إذا خفته استوحشت منه، وهربت منه، والرب -تعالى- إذا خفته أنست به، وقربت إليه.
لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله -سبحانه- أحبار أهل الكتاب، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين.
دافع الخطرة؛ فإن لم تفعل صارت شهوة وهمة؛ فإن لم تدافعها صارت فعلاً، فإن لم تتداركه بضده صار عادة؛ فيصعب عليك الانتقال عنها.
مَنْ عَظُم وقار الله في قلبه أن يعصيه، وقَّره الله في قلوب الخلق أن يذلوه.
مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها -كمثل نواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه، وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.
ليس العجب من مملوك يتذلل لله، ولا يمل خدمته مع حاجته وفقره؛ فذلك هو الأصل، إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه، ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه.
إياك والمعاصي؛ فإنها أذلت عزَّ (اسجدوا) وأخرجت إقطاع (اسكن).
الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل.
لو خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له.
إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حربٍ؛ فاستتر منها بحجاب (قل للمؤمنين) فقد سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.
اشتر نفسك؛ فالسوق قائمة، والثمن موجود.
لا بد من سِنَةِ الغفلة، ورُقاد الهوى، ولكن كن خفيفَ النوم.
اخرج بالعزم من هذا الفناء الضيق، المحشوِّ بالآفات إلى الفناء الرحب، الذي فيه ما لا عين رأت؛ فهناك لا يتعذر مطلوب، ولا يفقد محبوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *