درر وفوائد

قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معه، لأن الله يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) وفي الجهاد أيضاً: حقيقة الزهد في الحياة الدنيا، وفي الدار الدنيا، وفيه حقيقة الإخلاص، وأعظم مراتب الإخلاص: تسليم النفس والمال للمعبود.
مجموع فتاوى 28/442
متابعة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعمالهم؛ أنفع وأولى من متابعتهم في مساكنهم ورؤية آثارهم.
اقتضاء الصراط المستقيم 162
هل قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) مختص بيوم المعاد فقط؟
لا تظن أن قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) يختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيمهم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى ومحبته والعمل على موافقته.
الجواب الكافي182
فوائد: النظر في حق الله تعالى على العبد؟
من أنفع ما للقلب النظر في حق الله تعالى على العبد.
فإن ذلك يورثه مقت نفسه، والإزراء عليها ويخلصه من العجب ورؤية العمل.
ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي الله تعالى، واليأس من نفسه.
وأن النجاة لا تحصل إلا بعفو الله ومغفرته ورحمته.
ومن فوائد نظر العبد في حق الله عليه: أن لا يتركه ذلك يدلّ بعمل أصلاً كائناً ما كان، ومن أدلّ بعمله لم يصعد إلى الله تعالى.
وإذا تأملت حال أكثر الناس وجدتهم بضد ذلك، ينظرون في حقهم على الله، ولا ينظرون في حق الله عليهم، ومن هاهنا انقطعوا عن الله، وحجبت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه.
إغاثة اللهفان 1/101
ما الذي ينبغي على العبد أن يحذره في هذه الدنيا أثناء سيره على الصراط المستقيم؟
لينظر إلى الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه.
مدارج السالكين 1/33

حكم ومواعظ
الصبر
من نوى الصبر على طاعة الله صبره الله عليها وقواه، ومن عزم على الصبر عن معاصي الله أعانه الله على ذلك وعصمه عنها.
قال وهب بن منبه: الإيمان قائد والعمل سائق النفس فإن فَتَرَ قائدها حادت عن الطريق ولم تستقيم لسائقها؛ وإن فتر سائقها صرفت ولم تتبع قائدها، فإذا اجتمعا استقامت طوعاً أو كرهاً ولا تستقيم أبدا إلا بالطوع .
قال يحيى بن معاذ الرازي: يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرد عليك الفوت، ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت .
قال أبو عون: كان أهل الخير إذا التقوا يوصي بعضهم بعضا بثلاث، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح فيما بينه وبين الله كفاه الله الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
قال الفضيل بن عياض: لو قيل لك: يا مرائي غضبت وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا وتصنعت، وقصرت ثيابك وحسنت سمتك حتى يقال: عابد فيكرمونك، وينظرونك ويقصدونك ويهدون إليك .
الرئاسة
من طلب الرئاسة ناطحته الكباش، ومن رضي أن يكون ذنبا أبى الله إلا أن يجعله رأساً.
قال الأوزاعي: الزهد في الدنيا ترك المحمدة، تعمل العمل لا تريد أن يحمدك الناس عليه.
قال مطرف بن عبد الله: كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله شينها.
الثناء
إن من الناس من يحب الثناء عليه وما يساوي عند الله جناح بعوضة.
قال  مطرف: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية.
قال أحمد بن إسحاق الحضرمي: سمعت صالحاً المريّ يقول: للبكاء دواع بالفكرة في الذنوب فإن أجابت على ذلك القلوب وإلا أنقلها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال؛ فإن أجابت وإلا فاعرض عليها التقلب بين أطباق النيران.
البكاء
البكاء من سبعة أشياء من الفرح والحزن والفزع والوجع والرياء والشكر وبكاء من خشية الله فذلك الذي تطفئ الدمعة منه أمثال الجبال من النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *