حكم ومواعظ

قال بعض السلف إن لله أقواما أنعم عليهم فعرفوه، وشرح صدورهم فأطاعوه، وتوكلوا عليه فسلموا الخلق والأمر له. فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين وبيوتا للحكمة.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “والخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته.”
عن سفيان الثوري رحمه الله قال: لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: “رفيق بما يأمر، رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر، عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى”.
قال حبيب بن أبي ثابت رحمه الله: “من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو يبتسم.”
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: تمامُ الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي؛ فليس دومًا يبتلي ليعذّب وإنما قد يبتلي ليُهذّب.
وقال رحمه الله أيضا: من أعجب الأشياء أن تعرف ربك ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الاجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته .
قال الشيخ صالح المغامسي: من أعظم الغبن أن يخبرنا الله في كتابه بأن جنته التي أعدها لعباده المتقين عرضها السماوات والأرض، ثم لا يجد أحدنا فيها موضع قدم.
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحب هذا الرجل.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: “حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن.”
قال إبراهيم الجنيد رحمه الله: “كان يقال من علامة المحب لله دوام الذكر بالقلب واللسان، وقلما ولع المرء بذكر الله إلا أفاد منه حب الله.”
قال بعض الصالحين: الزم الأدب ظاهرا وباطنا فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهرا وما أساء أحد الأدب باطنا إلا عوقب باطنا.
قال ابن القيم رحمه الله: التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة والإنابة هي العبادة.
درر وفوائد
أقسـام الشهـداء
الشهيد ثلاثـة أقسام:
أحدها: المقتول في حرب الكفار بسبب من أسباب القتال.
فهـذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا، وهو أنه لا يغسل ولا يصلى عليه.
والثاني: شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا، وهو المطعون والمبطون وغيرهم.
فهذا يغسل ويصلى عليه وله في الآخـرة ثواب الشهداء، ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول.
الثالث: من غل في الغنيمـة وشبهه ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً إذا قتل في حرب الكفار.
فهـذا له حكم الشهداء في الدنيا فلا يغسل ولا يصلى عليه، وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة.
شرح النووي على صحيح مسلم 2/164
المستفاد من أحاديث الحجامة
جواز التكسُّبِ بصناعة الحِجَامة، وإن كان لا يَطيب للحُرِّ أكلُ أُجرتِهِ من غير تحريم عليه، فإنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم أعطاه أجرَه، ولم يَمْنَعه من أكله، وتسميتُهُ إياه خبيثاً كَتسميته للثوم والبصل خبيثين، ولم يلزم مِن ذلك تحريمُهما.
زاد المعاد 4/63
الحكمة من استحباب النوم على الشق الأيمن
إنَّ الحكمة في النوم على الجانب الأيمن، أن لا يستغرقَ النائم في نومه، لأن القلب فيه ميلٌ إلى جهة اليسار، فإذا نام على جنبه الأيمن، طلب القلبُ مُستقَرَّه من الجانب الأيسر، وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه، بخلاف قراره في النوم على اليسار، فإنه مُستقَرُّه، فيحصُل بذلك الدَّعةُ التامة.
زاد المعاد 4/243
هل تسقط الحضانة بزواج الأم؟
اختلف الناسُ في سقوط الحضانة بالنكاح، على أربعة أقوال.
أحدُها: سقوطها به مطلقاً، سواء كان المحضون ذكراً، أو أنثى، وهذا مذهب الشافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وأحمد في المشهور عنه، قال ابن المنذر: أجمع على هذا كلُ من أحفظ عنه من أهل العلم، وقضى به شريح.
والقولُ الثاني: أنها لا تسقطُ بالتزويج بحال.
القول الثالث: أن الطفل إن كان بنتاً لم تسقط الحضانة بنكاح أمها، وإن كان ذكراً سقطت.
والقول الرابع: أنها إذا تزوجت بنسيب من الطفل لم تسقط حضانتها.
زاد المعاد 5/406-407
ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)؟
أي تسلم على كل من لقيته عرفته أم لم تعرفـه ولا تخـص به من تعرفـه كما يفعله كثيرون من الناس، ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين فلا يسلم ابتداء على كافر.
شرح النووي على صحيح مسلم 2/10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *