حكم ومواعظ

افعلوا فعله تكونوا مثله
رأى الحسن البصري- رحمه الله- قوما يتزاحمون على جنازة بعض الصالحين، فقال: مالكم تتهافتون عليه؟ افعلوا فعله تكونوا مثله؟.
لا تصنعوا إلى ثلاثة معروفا
اللئيم فإنه بمنزلة الأرض السبخة، والفاحش فإنه يرى الذي صنعت إليه إنما هو لمخافة فحشه، والأحمق فإنه لا يعرف قدر ما أسديت إليه، فإذا اصطنعت إلى الكرام فازرع المعروف، واحصد الشكر.
قال الحكيم
ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه.
ثلاثة نافعة
ثلاثة تنفع في الدنيا مع ثوابها في الآخرة: الحج ينفي الفقر، والصدقة تطرد البلاء، والبر يزيد في العمر.
القلب
قال ابن القيم: مثل القلب مثل الطائر كلما علا بَعُدَ عن الآفات، وكلما نزل احتوته الآفات.
قال الأصمعي
سمعت أحد الوعاظ يقول: إني لأعظكم، وإني لكثير الذنوب، مسرف على نفسي، غير حامد لها، ولا حاملها على المكروه في طاعة الله.
وقد بلوتها فلم أجد لها شكرا في الرضاء، ولا صبرا على البلوى، ولو أن أحدا لا يعظ أخاه حتى يحكم أمره لترك الأمر …ولكن محادثة الإخوان حياة القلوب وجلاء النفوس، وتذكير من النسيان، وأعلموا أن الدنيا سرورها أحزان، وإقبالها إدبار، وآخر حياتها الموت، فكم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومنتظر غد لا يبلغه.
ولو تنتظرون الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
السمع والبصر
سئل أحد الصالحين: أي ولديك أحب إليك؟ فقال: هما مني بمنزلة السمع والبصر.
صحبة الرجال
قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأخ له: إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك، وإن خففت له صانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها، وإن وعدك لم يحرضك، وإن كثرت عليه لم يرفضك، وإن سألته أعطاك، وإن أمسكت عنه ابتداك.
الحكمة
الحكمة نور الأبصار، وروضة الأفكار، ومطية الحلم، وكفيل النجاح، وضمين الخير والرشد، والداعية إلى الصواب، والسفير بين العقل والقلوب، لا تندس آثارها، ولا تعفو ربوعها، ولا يهلك امرؤ بعد عمله بها.
الوليد والهرم
دخل الوليد بن عبد الملك المسجد، فرأى رجلا تبدو عليه الفاقة، وقد أدركه الكبر، وأحنى ظهره الهرم، ووهن منه العظم، واشتعل رأسه شيبا، فلما دنا منه سمعه يتوجه إلى الله بالدعاء في أن يطيل عمره، وأراد الوليد ان يمزح معه، فقال له:
أيها الرجل الهرم، أتحب الحياة مع ما أنت فيه من وهن وضعف؟
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، لقد ذهب الصبا وعبثه، وولى الشباب ولهوه، وأتى الكبر وعقله، والهرم وفضله، فإذا شعرت بالقوة والعافية شكرت ربي وحمدته، وإذا أحسست بالضعف والهزال ذكرت ربي وعبدته، وإني أحب أن تدوم هاتان الخصلتان !
فسر الوليد من حسن كلامه وعظيم إيمانه ، ثم أمر برعايته وتوفير أسباب الراحة له.
درر وفوائد
ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قالت: (أفطرنا يوماً من رمضان في غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلعت الشمس) وهذا يدل على شيئين: على أنه لا يستحب مع الغيم التأخير إلى أن يتيقن الغروب، فإنهم لم يفعلوا ذلك ولم يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة مع نبيهم أعمل وأطوع لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ممن جاء بعدهم، والثاني: لا يجب القضاء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لو أمرهم بالقضاء لشاع ذلك كما نقل فطرهم، فلما لم ينقل ذلك دل على أنه لم يأمرهم به، فإن قيل: فقد قيل لهشام بن عروة: أمروا بالقضاء؟ قال: أو بد من القضاء، قيل: هشام قال ذلك برأيه، لم يرو ذلك في الحديث، ويدل على أنه لم يكن عنده بذلك علم: أن معمراً روى عنه قال: سمعت هشاماً قال: لا أدري أقضوا أم لا، ذكر هذا وهذا عنه البخاري، والحديث رواه عن أمه فاطمة بنت المنذر عن أسماء، وقد نقل هشام عن أبيه عروة أنهم لم يؤمروا بالقضاء، وعروة أعلم من ابنه، وهذا قول إسحاق بن راهويه.
فتاوي ابن تيمية 25/232
كان عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً. اقتضاء الصراط المستقيم 558
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر، لأن اليهود والنصارى يؤخرون) وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى.
وإذا كان مخالفتهم سبباً لظهور الدين، فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد الشريعة.
اقتضاء الصراط المستقيم 131

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *