قال سفيان بن عيينة: لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة، لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال الشافعي: إذا رأيت رجلاً من أهل الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
الفتاوى لابن تيمية 1/11
وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترفون بذلك، إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة، هذا أبو الحسن الأشعري نشأ في الاعتزال أربعين عاماً يناظر عليه، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم، وكذلك أبو عبد الله بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن.
الفتاوى لابن تيمية 4/72
الفرق بين ضلع الدين وقهر الرجال:
إن استعلاء الغير عليه؛ إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو من قهر الرجال.
الجواب الكافي 125
إن البدعة لا تكون حقاً محضاً موافقا للسنة، إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلاً، ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيه، إذ لو كانت كذلك لم تَخْفَ على الناس، ولكن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل، إما مخطئاً غالطاً، وإما متعمداً لنفاق فيه وإلحاد.
درء تعارض العـقل والنقل 1/433
قال أبو بكر بن عياش لما قيل له: إن بالمسجـد أقواماً يجلسون ويجلس الناس إليهم، فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، لكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم.
الفتاوى لابن تيمية 28/38
أصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله، وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر
الله.
العبودية لابن تيمية 52
يروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: الطمع فقر، واليأس غنى، وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه، وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه، فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه، ولا يطمع فيه، ولا يبقى قلبه فقيراً إليه، ولا إلى من يفعله.
العبودية لابن تيمية 74
وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته، ورجاؤه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له، وحريته مما سواه.
العبودية لابن تيمية 80
حكم ومواعظ
رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة وانتصبت، جن عليها الليل فلما تمكن وثبت، وكلما تذكرت جهنم رهبت وهربت، وكلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها وندبت.
يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولا مصيبة كموت القلب، ولا نذير أبلغ من الشيب.
إلى كم أعمالك كلها قباح، أين الجد إلى كم مزاح، كثر الفساد فأين الصلاح، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو وإما في رواح، وسيخلو البلى بالوجوه الصباح، أفي هذا شك أم الأمر مزاح.
فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة، وليطرق بالأسحار باب الإجابة، فما صدق صادق فرُد، ولا أتى الباب مخلص فصُد، وكيف يُرد من استُدعي؟ وإنما الشأن في صدق التوبة.
إخواني: الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها، تنزل بهم حيث شاءت، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها.
النظر النظر إلى العواقب، فإن اللبيب لها يراقب، أين تعب من صام الهواجر؟ وأين لذة العاصي الفاجر؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات، وكان لم يلتذ من نال الشهوات.
حبس بعض السلاطين رجلاً زمناً طويلا ثم أخرجه فقال له: كيف وجدت محبسك؟ قال: ما مضى من نعيمك يوم إلا ومضى من بؤسي يوم، حتى يجمعنا يوم.
جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه.
إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة الشكر.
اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح وفكرة، في كتاب يًحصي حتى الذرة، والعصاة عن المعاصي في سكرة، فجنو من جِنى ما جنوا ثمار ما قد غرسوه.
يا هذا! ماء العين في الأرض حياة الزرع، وماء العين على الخد حياة القلب.
يا طالب الجنة! بذنب واحد أُخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجري دائماً دموعه، وحقيق أن يقل في الدجى هجوعه.
أعقل الناس محسن خائف، وأحمق الناس مسيء آمن.
لا يطمعن البطال في منازل الأبطال، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة، من زرع حصد ومن جد وجد، فالمال لا يحصل إلا بالتعب، والعلم لا يُدرك إلا بالنصب، واسم الجواد لا يناله بخيل، ولقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل.