كل من أحب شيئاً لغير الله فلا بد أن يضره محبوبه، ويكون ذلك سبباً لعذابه، ولهذا كان الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، يمثل لأحدهم كنزه يوم القيامة شجاع أقرع يأخـذ بلهزمتيه، يقول: أنا كنزك أنا مالك.
الفتاوى لابن تيمية 1/28
من عارض ما جاءت به الرسل برأيه فله نصيب من قوله تعالى (كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب).
درء تعارض العـقل والنقل 1/206
والبدع مشتقة من الكفر، فمن عارض الكتاب والسنة بآراء الرجال، كان قوله مشتقاً من أقوال هؤلاء الضلال، كما قال مالك: أو كلما جاءنا رجل أجـدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم لجدل هذا.
درء تعارض العـقل والنقل 1/206
أصل العداوة البغض كما أن أصل الولاية (الحب)، ومن المعلوم أنك لا تجد أحداً ممن يرد نصوص الكتاب والسنة بقوله إلا وهو يبغض ما خالف قوله، ويود أن تلك الآية لم تكن نزلت، وأن ذلك الحديث لم يرد ولو أمكنه كشط ذلك من المصحف لفعله، قال بعض السلف ما ابتدع أحد بدعة إلا خرجت حلاوة الحديث من قلبه.
درء تعارض العـقل والنقل 2/643
كثيراً ما يخالط النفوس من الشهوات الخفية ما يفسد عليها تحقيق محبتها لله وعبوديتها له، كما قال شداد بن أوس: يا نعايا العرب! يا نعايا العرب! إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية، قيل لأبي داود السجستاني: ما الشهوة الخفية؟ قال: حب الرئاسة.
العبودية لابن تيمية 137
الفرق بين الإخلاص والصدق
الإخلاص: أن لا يكون المطلوب منقسماً، والصدق: أن لا يكون الطلب منقسماً، فالصدق: بذل الجهد، والإخلاص: إفراد المطلوب.
مدارج السالكين 1/130
ما حكم من غلب عليه الوسواس في صلاته؟
اختلفوا في وجوب الإعادة على من غلب عليه الوسواس في صلاته، فأوجبها ابن حامد من أصحاب أحمد، وأبو حامد في إحيائه، ولم يوجبها أكثر الفقهاء، واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من سها في صلاته بسجدتي السهو ولم يأمره بالإعادة، ولكن لا نزاع أن هذه الصلاة لا يثاب على شيء منها إلا بقدر حضور قلبه وخضوعه.
مدارج السالكين 1/132
حكم ومواعظ
من حكم ابن الجوزي رحمه الله:
الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى، ومن علم ضرر الذنب استشعر الندم.
يا له من يوم لا كالأيام، تيقظ فيه من غفل ونام، ويحزن كل من فرح بالآثام، وتيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام، وا عجباً لضحك نفس البكاء أولى بها.
إن النفس إذا أُطمعت طمعت، وإذا أُقنعت باليسير قنعت، فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها، وغُض طرفها عن محرم نظراتها، وكُف كفها عن مؤذي شهواتها، إن شئت أن تسعى لها في نجاتها.
علامة الاستدراج: العمى عن عيوب النفس، ما ملكها عبد إلا عز، وما ملكت عبداً إلا ذل.
ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة، فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير، والنظرة نظرها في الشر، فيا من زاده من الخير طفيف، احذر ميزان عدل لا يحيف.
سمع سليمان بن عبد الملك صوت الرعد فانزعج، فقال له عمر بن عبد العزيز: يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه؟
يا من أجدبت أرض قلبه، متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً، فيه رعود وتخويف، وبروق وخشية، فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى ويُنبت.
قال بعض السلف: إذا نطقت فاذكر من يسمع، وإذا نظرت فاذكر من يرى، وإذا عزمت فاذكر من يعلم.
قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه: أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ؟ قالوا: لا، قال، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل.
كلامك مكتوب، وقولك محسوب، وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب.
وعظ أعرابي ابنه فقال: أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت، ومن لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات، والجنة والنار أمامك.
أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام، وأنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام، وحفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام، وأناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام، فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو، فإذا الأظافر ظافرة.
يا مقيمين سترحلون، يا غافلين عن الرحيل ستظعنون، يا مستقرين ما تتركون، أراكم متوطنين تأمنون المنون.