درر وفوائد

اعلم أن قول عائشة رضي الله عنها: (من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائماً فلا تصدقوه) إنما هو باعتبار علمها، وإلا فقد ثبت في الصحيحين من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائماً)، فلذلك فالصواب جواز البول قاعداً وقائماً، والمهم أمن الرشاش.
السلسلة الصحيحة 1/346

-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- تارة يكون بالقلب، وتارة باللسان، وتارة باليد، فأما القلب، فيجب بكل حال، إذ لا ضرر في فعله، ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن.
مجموع فتاوى ابن تيمية 28/127

منافع غض البصر
أحدها: أنه امتثال لأمر الله، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى.
الثاني: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
الثالث: أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية على الله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته، ويبعده من الله، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.
الرابع: أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.
الخامس: أنه يكسب القلب نوراً، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة.
السادس: أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل، والصادق والكاذب.
السابع: أنه يورث القلب ثباتاً وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة.
الثامن: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي.
الجواب الكافي 259– 261
خير الأيام عند الله؟
خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر.
قيل: إن يوم عرفة أفضل من يوم النحر. ما أدلتهم؟
هذا هو المعروف عند أصحاب الشافعي، قالوا: لأنه يوم الحج الأكبر، وصيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنوا فيه من عباده ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب القول الأول -أي يوم النحر- لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء يقاومه.
يوم الحج الأكبر
الصواب أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر.
الأدلة على أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر
قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ).
وثبت في الصحيحين أن أبا بكر وعلياً أذنا بذلك يوم النحر لا يوم عرفة.
وفي سنن أبي داود بأصح إسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يوم الحج الأكبر يوم النحر).
ويوم عرفة مقدمة ليوم النحر بين يديه، فإن فيه يكون الوقف والتضرع والابتهال والتوبة.
يوم النحر تكون الوفادة والزيارة، ولهذا سمي طوافه طواف الزيارة.
أي العشرين أفضل: عشر ذي الحجة أو العشر الأخير من رمضان؟
ليال العشر الأخير من رمضان أفضل من ليال عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، وبهذا التفضيل يزول الاشتباه.
ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضل باعتبار أيامه، إذ فيه يوم النحر، ويوم عرفة، ويوم التروية.
زاد المعاد 1/-5455-57-56

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *