حكم ومواعظ
كان يطيل النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات لأسباب منها:
لأن قرآن الفجر مشهود، يشهده الله تعالى وملائكته، وقيل: يشهده ملائكة الليل والنهار.
وأيضاً فإنه لما نقص عدد ركعاتها، جُعِلَ تطويلها عوضاً عما نقصته من العدد.
وأيضاً فإنها تكون عُقيب النوم، والناس مستريحون.
وأيضاً فإنهم لم يأخذوا بعد في استقبال المعاش، وأسباب الدنيا.
وأيضاً فإنها تكون في وقت تواطأ فيه السمع واللسان والقلب لفراغه وعدم تمكن الاشتغال فيه، فيفهم القرآن ويتدبره.
وأيضاً فإنها أساس العمل وأوله، فأعطيت فضلاً من الاهتمام بها وتطويلها.
زاد المعاد 1/209
بعض أقوال السلف في محاسبة النفس
قال عمر: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.
وقال الحسن: لا تلقى المؤمن إلا يحاسب نفسه: ماذا أردتِ تعملين؟ وما أردتِ تأكلين؟
وقال ميمون بن مهران: إن التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح.
وقال الحسن: المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا.
وقال مالك بن دينار: رحم الله عبداً قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم زمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائد.
وقال الحسن: رحم الله عبداً وقف عند همهِ، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
إغاثة اللهفان 1/91-92
يستدل على ما في القلوب
إذا أردت أن يستدل على ما في القلوب؛ فاستدل عليه بحركة اللسان، فإنه يطلعك على ما في القلب شاء صاحبه أم أبى، قال يحي بن معاذ: القلوب كالقدور تغلي بما فيها وألسنتها مغارفها.
فانظر الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك به مما في قلبه حلواً أو حامضاً.
الجواب الكافي 231
ما الذي ينبغي على العبد أن يحذره في هذه الدنيا أثناء سيره على الصراط المستقيم؟
لينظر إلى الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم، فإنها الكلاليب التي بجنبتَيْ ذاك الصراط، تخطفه وتعوقه عن المرور عليه.
مدارج السالكين 1/33
حكم ومواعظ
عن ابن عمرو رضى الله عنه قال: البر شيء هين: وجه طليق ولسان لين.
عن علي رضى الله عنه قال: أشد الأعمال ثلاثة: إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ فى المال.
عن صالح بن عبد الكريم قال: مثل القلب مثل الإناء إذا ملأته ثم زدت فيه شيئاً فاض وكذلك القلب إذا امتلأ من حب الدنيا لم تدخله المواعظ.
عن عبد الله بن عمرو قال: أربع خلال إذا اعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا: حسن خليقة وعفاف طعمة وصدق حديث وحفظ أمانه.
عن ابى حازم قال: كل نعمة لا تقرب من الله عز وجل فهى بلية.
عن أبى العالية قال: أنتم أكثر صياماً وصلاة ممن كان قبلكم ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
قال ميمون بن مهران: الصبر صبران: فالصبر صبران: فالصبر على المعصية حسن وأفضل منه الصبر عن المعصية.
عن علي بن أبى طالب رضى الله عنه قال: من زهد في الدنيا هانت عليه مصائب الدنيا ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات.
قال طاووس رحمه الله: “إن من السنة أن نوقر أربعة العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد”.
قال يحى ابن معاذ الرازي: أعداء الإنسان ثلاثة: دنياه وشيطانه ونفسه فاحترس من الدنيا بالزهد فيها واحترس من الشيطان بمخالفته ومن النفس بترك الشهوات.
قال يحى بن معاذ رحمه الله: “الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل وعلامة التائب إسبال الدمعة وحب الخلوة والمحاسبة للنفس عند كل همة.
عن ابن لمبارك قال: أنه ليعجبني من القراء كل طلق مضحاك فأما من تلقاه بالبشر ويلقاك بالعبوس -كأنه يمن عليك بعمله- فلا اكثر الله فى القراء مثله.
عن بشر بن الحارث قال: ما من الناس إلا وهو مبتلى إما ابتلاء بنعمة لينظر كيف شكره وإما ابتلاء بنعمة لينظر كيف صبره.
وعن حفص بن حميد قال: إذا عرفت الرجل بالمودة فسيئاته كلها مغفورة وإذا عرفته بالعداوة فحسناته مردودة عليه.
وعن أحمد ابن إسحاق بن منصور قال: سمعت أبى يقول لأحمد ابن حنبل: ما حسن الخلق؟ قال: هو أن تحتمل ما يكون من الناس.