حكم ومواعظ

قال سفيان الثوري رحمه الله: عشرة أشياء من الجفاء:
أولها: رجل يدعو لنفسه ولا يدعو لأبويه وللمؤمنين والمؤمنات.
والثاني: رجل يتعلم القرآن ولا يقرأ في كل يوم.
والثالث: رجل يدخل المسجد ويخرج ولا يصلي ركعتين.
والرابع: رجل مرّ على المقابر ولا يسلم عليهم ولا يدعو لهم.
والخامس: رجل دخل يوم الجمعة بلداً ولا يصلي الجمعة.
والسادس: رجل نزل في محلتهم عالِمْ ولا يذهب إليه ويتعلم منه شيئاً من العلم.
والسابع: رجلان يترافقان ولا يسأل كلُ واحد منهما عن اسم صاحبه.
والثامن: رجل لا يجيب الدعوة إذا دعاه إخوانه.
والتاسع: رجل يضيّع شبابه وهو فارغ ولا يطلب العلم والأدب.
والعاشر : رجل شبعان وجاره جائع ولا يطعمه شيئاً من طعامه!!
من مواعظ الحسن البصري
كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز: اعلم أنّ التفكر يدعو إلى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه، وليس ما يفنى وإن كان كثيرا يعدل ما يبقى وإن كان طلبه عزيزا، فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها وغرت بغرورها وقتلت أهلها بأملها وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة، العيون إليها ناظرة، والنفوس لها عاشقة، والقلوب إليها والهة ولألبابها دامغة وهي لأزواجها كلهم قاتلة، فلا الباقي بالماضي مُعتبر، ولا الآخر بما رأى من الأول مُزدجر، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع…
قال: سلمة بن دينار رحمه الله: انظر أي رجل تكون إذا وقفت بين يدي الله عز وجل فسألك عن نعمه كيف رعيتها؛ وعن حججه عليك كيف قضيتها؛ ولا تحسبن الله راضيا منك بالتغرير ولا قابل منك بالتقصير، هيهات ليس كذلك.
قال سليمان الداراني رحمه الله: الثياب ثلاثة: ثوب لله، وثوب لنفسك، وثوب للناس وهو شر الثلاثة.
قال ابن القيم رحمه الله: كأن القلوب ليست منا، وكان الحديث يُعنى به غيرنا، كم من وعيد يخرق الآذانا.. كأنما يُعنى به سوانا.. أصمّنا الإهمال بل أعمانا .
درر وفوائد
أيام النحر
قال علي رضي الله عنه: أيام النحر: يوم الأضحى، وثلاثة أيام بعده.
وهو مذهب إمام أهل البصرة الحسن، وإمام أهل مكة عطاء بن أبي رباح، وإمام أهل الشام الأوزاعي، وإمام فقهاء الحديث الشافعي رحمه الله، واختاره ابن المنذر.
ولأن الثلاثة تختص بكونها أيام منى، وأيام التشريق، ويحرم صيامها، فهي إخوة في هذه الأحكام.
وفي هذه المسألة أربعة أقوال: هذا أحدها.
والثاني: أن وقت الذبح يوم النحر ويومان بعده، وهذا مذهب أحمد ومالك وأبي حنيفة رحمهم الله.
الثالث: أن وقت النحر يوم واحد، وهو قول ابن سيرين.
الرابع: قول سعيد بن جبير، وجابر بن زيد ، أنه يوم واحد في الأمصار ، وثلاثة أيام في منى.
زاد المعاد 2/291

أحكام وفوائد فقهية اشتملت عليها معركة أحد؟
منها: أن الجهادَ يلزمُ الشُّروع فيه.
ومنها: أنه لا يَجِبُ على المسلمين إذا طَرَقَهُمْ عدوُّهم في ديارهم الخروجُ إليه، بل يجوزُ لهم أن يلزمُوا دِيارهم، ويُقاتلوهم فيها إذا كانَ ذلك أنصرَ لهم على عدوِّهم.
ومنها: جوازُ سُلُوكِ الإمام بالعسكرِ في بعض أملاك رعيَّته إذا صادفَ ذلك طريقَه، وإن لم يرضَ المالكُ.
ومنها: أنه لا يأذنُ لِمن لا يُطيق القِتَالَ من الصبيان غيرِ البالغين، بل يردُّهم إذا خرجوا.
ومنها: جوازُ الانغماس في العدو.
ومنها: أن الإمَامَ إذا أصابته جِراحة صلَّى بهم قاعداً، وصلُّوا وراءه قعوداً.
ومنها: جوازُ دعاءِ الرجل أن يُقتَلَ في سَبيل الله، وتمنيه ذلك.
ومنها: أن المسلِمَ إذا قتل نفسه، فهو من أهل النار.
ومنها: أن السُّنَّةَ في الشهيدِ أنه لا يُغَسَّل، ولا يُصلَّى عليه، ولا يُكَفَّن في غير ثيابه، بل يُدفَن فيها بدمه وكُلومه.
ومنها: أنه إذا كان جُنباً، غُسِّلَ كما غسَّلَتِ الملائكةُ حنظلةَ بن أبى عامر.
ومنها: أن السُّنَّة في الشهداء أن يُدفنوا في مصَارِعهم، ولا يُنقلوا إلى مكان آخر.
ومنها: جوازُ دفن الرجلينِ أو الثلاثة في القبر الواحد.
ومنها: أن شهيدَ المعركة لا يُصلَّى عليه.
ومنها: أن مَن عذره الله في التخلف عن الجهاد لمرض أو عرج، يجوز له الخروجُ إليه، وإن لم يجب عليه.
ومنها: أن المسلمين إذا قَتَلُوا واحداً منهم في الجهاد يظنُّونه كافراً، فعلى الإمام ديتُه مِن بيتِ المالِ.
زاد المعاد 3/189-196

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *