السعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله، فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله، وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافتهم، وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لا منهم.
مجموع الفتاوى 1/51
بعض الناس يقول (يا رب إني أخافك وأخاف من لا يخافك) فهذا كلام ساقط لا يجوز، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخاف أحداً ، فإن من لا يخاف الله أذل من أن يُخَاف ، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان ، فالخوف منه قد نهى الله عنه.
مجموع الفتاوى 1/58
غسل الجمعـة
اختلف العلماء، فحكي وجوبه عن طائفة من السلف وبه قال أهل الظاهر، وذهب جمهور العلماء من السلف والخلف وفقهاء الأمصار إلى أنه سنة ليس بواجب.
واحتج من أوجبه بظواهر هذه الأحاديث (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم).
واحتج الجمهور بأحاديث صحيحة:
منها: حديث الرجل “وهو عثمان” الذي دخـل وعمر يخطب وقد ترك الغسل، ووجه الدلالة: أن عثمان فعله وأقره عمر وحاضروا الجمعة وهم أهل الحل والعقـد، ولو كان واجباً لما تركه ولألزمـوه.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم (من توضأ فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل) حديث حسن في السنن مشهور.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم (لو اغتسلتم يوم الجمعـة) وهذا اللفـظ يقتضي أنه ليس بواجب، لأن تقديره: لكان أفضل وأكمل.
شرح النووي على صحيح مسلم 6/133
على ماذا يدل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا دخـل رمضان)؟
فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه البخاري والمحققون أنه يجوز أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة ، وفي هذه المسألة ثلاثـة مذاهب:
قالت طائفة: لا يقال رمضان على انفراده بحال، وإنما يقال شهر رمضان، هذا قول أصحاب مالك، وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد.
ثم ذكر المذهب الثاني، ثم قال:
والمذهب الثالث: مذهب البخاري والمحققين أنه لا كراهـة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينـة، وهـذا المذهب هـو الصـواب لحديث (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنـة وغلقت أبواب النار..).
شرح النووي على صحيح مسلم 7/187
حكم ومواعظ
قال مطرف: “فضل العلم أحب إليّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع”.
قال قتادة: “باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول”.
قيل لابن المبارك: إلى متى تكتب العلم؟ قال: “لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد.”
قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم؟ قال: بنفي الاغتمام، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.
قال محمد بن الفضل: ذهاب الإسلام من أربعة: لا يعملون بما يعلمون، ويعملون بما لا يعلمون، ولا يتعلمون ما لا يعلمون، ويمنعون الناس من العلم.
قال الجنيد: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب، والقلب إذا تعرى من الهيبة عري من الإيمان.
قال يحيى بن عمار: العلوم خمسة: علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو علم الكلام.
عن أبي الدرداء: لن تكون عالماً حتى تكون متعلماً، ولا تكون متعلماً حتى تكون بما علمت عاملاً، إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يُقال لي: “ما عملت فيما علمت”؟
قال حماد: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه طائعا، وكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله.
قال الأوزاعي: عليك بآثار من سلف وإن ردك الناس، وإيّاك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.
قال أبو عبيد: “المتبع السنة كالقابض على الجمر، هو اليوم عندي أضل من ضرب السيف في سبيل الله”.
قال أبو سليمان الداراني: “لولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، ولربما رأيت القلب يضحك ضحكا”.
قال طلق بن حبيب: إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله أكثر من أن تحصى، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين.
قال الحسن: “ابن آدم ترك الخطيئة أهون عليك من معالجة التوبة، ما يؤمنك أن تكون أصبحت كبيرة أغلق دونها باب التوبة فأنت في غير معمل.
قال إبراهيم بن أدهم: من أراد التوبة فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد.