درر وفوائد
هديه صلى الله عليه وسلم في الطعام
لا يردُّ موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً، فما قرّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه، فيتركه من غير تحريم، وما عاب طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه.
وكان معظم طعامه يوضع على الأرض في السفرة.
وكان يأكل بأصابعه الثلاث.
وكان لا يأكل متكئاً.
وكان يسمي الله تعالى في أول طعامه ويحمده في آخره.
وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه.
وكان أكثر شربه قاعداً.
وكان إذا شرب ناول من على يمينه، وإن كان من على يساره أكبر منه.
زاد المعاد 1/142- 144
أنواع البكاء
أحدها: بكاء الرحمة والرقة، والثاني: بكاء الخوف والخشية، والثالث: بكاء المحبة، والرابع: بكاء الفرح والسرور، والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله، والسادس: بكاء الحزن، والسابع: بكاء الخور والضعف، والثامن: بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه، كبكاء النائحة بالأجرة، والعاشر: بكاء الموافقة، وهو أن يرى الناس يبكون لأمر ورد عليهم، فيبكي معهم، ولا يدري لأي شيء يبكون.
زاد المعاد 1/177
المراد بالتعذيب في قوله تعالى: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهم كَافِرُون).
قال الحسن البصري: يعذبهم بأخذ الزكاة منها والإنفاق في الجهاد واختاره ابن جرير.
وقالت طائفة: تعذيبهم بها أنهم يتعرضون بكفرهم لغنيمة أموالهم، وسبي أولادهم، فإن هذا حكم الكافر، وهم في الباطن كذلك.
والصواب -والله أعلم- أن يقال تعذيبهم بها هو الأمر المشاهد من تعذيب طلاّب الدنيا ومحبيها ومؤثريها على الآخرة، بالحرص على تحصيلها والتعب العظيم في جمعها، ومقاساة أنواع المشاق في ذلك، فلا تجد أتعب مَنْ الدنيا أكبر همِّه، وهو حريص بجهده على تحصيلها.
إغاثة اللهفان 1/40
(إذا قام الإمام في الركعتين، فإن ذكر قبل أن يستوي قائماً فليجلس، فإن استوى قائماً فلا يجلس..).
هذا يدل على أن الذي يمنع القائم من الجلوس للتشهد إنما هو إذا استتم قائماً، فأما إذا لم يستتم قائماً فعليه الجلوس، ففيه إبطال القول الوارد في بعض المذاهب أنه إذا كان أقرب إلى القيام لم يرجع، وإذا كان أقرب إلى القعود قعد، فإن هذا التفصيل مع كونه مما لا أصل له في السنة، فهو مخالف للحديث، فتشبث به.
السلسلة الصحيحة 1/576
حكم ومواعظ
مدائح العوام
المحنة العظمى مدائح العوام، فكم غرت؟ كما قال علي: ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئاً، ولقد رأينا وسمعنا من العوام أنهم يمدحون الشخص فيقولون: لا ينام الليل، ولا يفطر النهار ولا يعرف زوجة.. ذلك مبلغهم من العلم، ولو فقهوا علموا أن الدنيا لو اجتمعت في لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ويخبر بشريعته، كانت فتوى واحدة منه يرشد بها إلى الله خيراً وأفضل من عبادة ذلك العابد باقي عمره.
صيد الخاطر 73
كيف يحصل اليقين؟
قال ابن تيمية رحمه الله: وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء:
أحدها: تدبر القرآن.
والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآيات التي تبين أنه حق.
والثالث: العمل بموجب العلم.
كلام الله
ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة والهدى، وشفاء القلوب، والبركة، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام، لا نظماً، ولا نثراً.
سبب من أسباب النجاة من الفتن
فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل، فيكون حبه لله ولما يحبه الله وبغضه لله ولما يبغضه الله.
مفاسد سؤال المخلوقين
سؤال المخلوقين فيه ثلاث مفاسد:
1- مفسدة الافتقار إلى غير الله وهذا نوع من الشرك.
2- مفسدة إيذاء المسؤول وهي نوع من ظلم الخلق.
3- وفيه ذل لغير الله، وهو ظلم للنفس. فهو مشتمل على أنواع الظلم الثلاثة.
هل تريد أن تأنس بالله؟
قال ابن القيم: والإنس بالله حالة وجدانية تقوى بثلاثة أشياء: دوام الذكر، وصدق المحبة، وإحسان العمل.
علاج نافع لأمراض النفس
من أنفعها أن يجلس الرجل عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثم يجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على أن لا يعاود الذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظ استيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً من تأخير أجله حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة، ولا سيما إذا أعقب ذلك بذكر الله واستعمال السنن التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أراد الله به خيراً وفقه لذلك.