درر وفوائد

حديث: (لا يشربن أحد منكم قائماً) (زجر عن الشرب قائماً)
وظاهر النهي في هذه الأحاديث يفيد تحريم الشرب قائماً بلا عذر، وقد جاءت أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائماً، فاختلف العلماء في التوفيق بينها، الجمهور على أن النهي للتنزيه والأمر بالاستقاء للاستحباب، وخالفهم ابن حزم فذهب إلى التحريم، ولعل هذا هو الأقرب للصواب.
السلسلة الصحيحة 1/289

الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع، لم يبق فيها فضل للسنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث.
اقتضاء الصراط المستقيم 392

معنى أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: الماحي، الحاشر، المقفي، نبي التوبة، نبي الملحمة، الفاتح، الأمين، الضحوك القتال، البشير، النذير
الماحي: هو الذي محا الله به الكفر، ولم يُمحَ الكفر بأحد من الخلق ما مُحي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الحاشر: الحشر هو الضم والجمع، فهو الذي يُحشر الناس على قدمه، فكأنه بعث ليحشر الناس.
المقفي: هو الذي قفّى على آثار من تقدمه، فقفى الله به على آثار من سبقه من الرسل.
نبي التوبة: هو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض، فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله.
نبي الملحمة: هو الذي بعث بجهاد أعداء الله، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته.
الفاتح: هو الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مُرْتجاً، وفتح الله به الأعين العمي، والآذان الصم، والقلوب الغلف، وفتح الله به أمصار الكفار، وفتح به أبواب الجنة، وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح، ففتح به الدنيا والآخرة، والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار.
الأمين: هو الله على وحيه ودينه، وهو أمين من في السماء، وأمين من في الأرض.
الضحوك القتال: اسمان مزدوجان، لا يفرد أحدهما عن الآخر، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين، غير عابس، ولا مقطّب، ولا غضوب، ولا فظ، قتال لأعدائه، لا تأخذه فيهم لومة لائم.
البشير: هو المبشر لمن أطاعه بالثواب، والنذير: المنذر لمن عصاه بالعقاب.
زاد المعاد 1/91-94
كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلاة على وجوه:
الأول: الاقتصار على التسليمة الواحدة.
الثاني: أن يقول عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله، وعن يساره: السلام عليكم.
الثالث: مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في الثانية أيضاً: ورحمة الله.
الرابع: مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى: وبركاته.
وكل ذلك ثبت في الأحاديث.
السلسلة الصحيحة 1/566

حكم ومواعظ
نور النبوة
فإذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن، وحدثت البدع والفجور، ووقع الشر بينهم.
أهمية الزمن
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة.
ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: “نية المؤمن خير من عمله”.
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات. فنقل عن عامر بن عبد قيس أن رجلاً قال له: كلمني، فقال له: أمسك الشمس.
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني دعني، فإني في وردي السادس.
ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له.
فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته.
فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفاً، وغرس غرساً، وأجرى نهراً، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له. أو أن يصنف كتاباً من العلم، فإن تصنيف العالم ولده المخلد.
وأن يكون عاملاً بالخير، عالماً فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به.
فلذلك الذي لم يمت.
قد مات قوم وهم في الناس أحياء.
عليك بالإخلاص
الزم الإخلاص في جميع أفعالك وطاعتك وتصرفاتك لأن الله تعالى يقول: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أخلص العمل يكفيك القليل منه).
وطالب نفسك بالصدق في إخلاصك وفي جميع تصرفاتك فإن كل حال خلا من الصدق فهو هباء قال الله تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدق يهدي إلى البر).
عبودية التوبة
إن عبودية التوبة من أحب العبوديات إلى الله وأكرمها عليه فإنه سبحانه يحب التوابين ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه؛ فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة.
الخوف والرجاء
ينبغى للقلب أن يكون الغالب عليه الخوف فإن غلب عليه الرجاء فسد.
أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف وغلبة الحب فالمحبة هي المركب؛ والرجاء حاد والخوف سائق والله الموصل بمنه وكرمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *