درر وفوائد

وهم في حج النبي صلى الله عليه وسلم خمس طوائف
الطائفة الأولى: التي قالت: حج حجاً مفرداً لم يعتمر معه.
الثانية: من قال: حج متمتعاً تمتعاً حل منه، ثم أحرم بعده بالحج.
الثالثة: من قال: حج متمتعاً تمتعاً لم يحل منه لأجل سوق الهدي ولم يكن قارناً.
الرابعة: من قال: حج قارناً قراناً طاف له طوافين، وسعى سعيين.
الخامسة: من قال: حج حجاً مفرداً، واعتمر بعده من التنعيم.

غلط في إحرام النبي صلى الله عليه وسلم خمس طوائف
إحداها: من قال: لبى بالعمرة وحدها، واستمر عليها.
الثانية: من قال: لبى بالحج وحده واستمر عليه.
الثالثة: من قال: لبى بالحج مفرداً، ثم أدخل عليه العمرة، وزعم أن ذلك خاص به.
الرابعة: من قال: لبى بالعمرة وحدها، ثم أدخل عليها الحج في ثاني الحال.
الخامسة: من قال: أحرم إحراماً مطلقاً لم يعين فيه نسكاً، ثم عينه بعد إحرامه.
زاد المعاد 2/117
المخلص لا يمكن أن يتعلق بغير الله
قال تعالى: عن يوسف (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) فامرأة العزيز لما كانت مشركة وقعت فيما وقعت فيه مع كونها ذات زوج، ويوسف عليه السلام لما كان مخلصاً لله تعالى نجا من ذلك مع كونه شاباً عزباً غريباً مملوكاً.
إغاثة اللهفان 1/54.
العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلّت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه ويكمل إسلامه.
ولذا تجد مَن أكثر مِن سماع القصائد لطلب صلاح قلبه، تنقـص رغبته وهمته في سماع القرآن حتى ربما كرهه.
ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها: لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنّة.
ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذلك الموقع.
ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم، لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام.
اقتضاء الصراط المستقيم 327
حديث: (معقبات لا يخيب قائلهن، أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاث وثلاثون تسبيحة…).
الحديث نص على أن هذا الذكر يقال عقب الفريضة مباشرة، سواء كانت الفريضة لها سنة بعدية أو لا، ومن قال من المذاهب يجعل ذلك عقب السنة؛ فهو مع كونه لا نص لديه بذلك؛ فإنه مخالف لهذا الحديث وأمثاله مما هو نص في المسألة.
السلسلة الصحيحة 1/162
حكم ومواعظ
مجانبة الحقد
قال هلال بن العلاء: جعلت على نفسي ألا أكافئ أحدا بشر ولا عقوق اقتداء بهذه الأبيات:
لما عـفوت ولم أحـقد على أحـد *** أرحت نفسي من غم العداوات
إني أحيي عدوي حيــن رؤيتـه *** لأدفـع الشــر عـنـي بالتحــيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضـه *** كأنــه قد حشـي قلـبي مسرات
قال أبو العتاهية:
ياعجـبا للنـاس لـو فــكروا *** وحاسبوا أنفســهم أبصروا
وعبـروا الدنـيا إلى غيرها *** فإنــمـــا الدنــيا لهــم معـبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى *** غـدا إذا ضمـهم المحـــشـر
ليعلــمن النــاس أن التــقى *** والبر كانا خــير ما يدخــر
عجبت للإنسان في فخره *** وهـو غـدا فـي قبـره يقـبر
مــا بـال من أولــه نطــفة *** وجـــيفــة آخــره يفـــجـــر
أصبـح لا يملك تقــديم ما *** يرجو ولا تأخير مـا يحذر
وأصبح الأمر إلى غـيره *** في كل ما يقضي وما يقدر

قال ابن مسعود لأصحابه: أنتم أكثر صلاة وصوماً، وجهاداً من أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهم كانوا خيراً منكم، قالوا: كيف ذلك؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب منكم في الآخرة.
المخلص
إن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه عن عبوديته لغيره؛ ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه عن محبة غيره؛ إذ ليس عند القلب السليم أحلى ولا ألذ ولا أطيب ولا أسر ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله ومحبته له وإخلاص الدين له؛ وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله فيصير القلب منيبا إلى الله خائفا منه راغبا راهبا كما قال تعالى: “من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب” (ق:33).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *