حكم ومواعظ

من روائع الحكمة لابن حزم
شتان بين لذة ولذة
لذة العاقل بتمييزه، ولذة العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطئ بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر.
سرور في عاجل وآجل
إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك، وانتهيت في آخر فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا، والحقيقة هي العمل للآخرة فقط، لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن، إما بذهابه عنك، وإما بذهابك عنه، ولا بد من أحد هذين الشيئين، إلا العمل لله عز وجل؛ فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل، أما العاجل فقلة الهمّ بما يهتم به الناس، وإنك به معظم من الصديق والعدو، وأما في الآجل فالجنة.
– لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله عز وجل في دعاء إلى حق، وفي حماية الحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك تعالى، وفي نصر مظلوم.
– باذل نفسه في عَرَض دنيا، كبائع الياقوت بالحصى.
– لا مروءة لمن لا دين له.
– العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة.
– العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل بل هذا باب العقل، والراحة كلها.
– من قدر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون.
بين الفضائل والرذائل
ليس بين الفضائل والرذائل ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس، وأنسها فقط. فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات، ونفر من الرذائل والمعاصي، والشقي من أنست نفسه بالرذائل والمعاصي، ونفرت من الفضائل والطاعات، وليس هاهنا إلا صنع الله تعالى وحفظه.
طالب وطالب
طالب الآخرة متشبه بالملائكة، وطالب الشر متشبه بالشياطين، وطالب الصوت والغلبة متشبه بالسباع، وطالب اللذات متشبه بالبهائم، وطالب المال لعين المال لا لينفقه في الواجبات والنوافل المحمودة أسقط وأرذل من أن يكون له في شيء من الحيوان شبه!
أي فخر وأي سرور
من سرّ بشجاعته التي يضعها في غير موضعها لله عز وجل فليعلم أن النمر أجرأ منه، وأن الأسد والذئب والفيل أشجع منه، ومن سرّ بقوة جسمه ليعلم أن البغل والثور والفيل أقوى منه جسماً، ومن سرّ بحمله الأثقال فليعلم أن الحمار أحمل منه، ومن سرّ بسرعة عدوه فليعلم أن الكلب والأرنب أسرع عدواً منه، ومن سرّ بحسن صوته فليعلم أن كثيراً من الطير أحسن صوتاً منه، ..فأي فخر وأي سرور في ما تكون فيه هذه البهائم متقدمة عليه.

تسلية وترويح
على من غضَبُك؟
اشترى البلاغي بطيخة لزوجته، فوجدتها غير صالحة، فغضبت منه، فقال لها: على من غضبك؟ على الزارع؟ أم على البائع؟ أم على المشترى؟ أم على الخالق؟
إن كان غضبك على الزارع، فلو عليه فإنه يحب أن يزرع أفضل الثمار.
وإن كان غضبك على البائع، فلو عليه فأنه يحب أن يبيع أجود الثمار.
وإن كان غضبك على المشتري، فهو يحب آن يشتري أجود الثمار.
فلم يبقى إلا غضبك على الخالق، فاتقي الله واستغفريه و لا تغضبي.
نيته حسنة ولفظه خطأ‏
ذهب بصر عمرو بن هذاب فدخل عليه إبراهيم بن مجاشع فقام بين يديه فقال‏:‏ يا أبا أسيد لا تجزعن من ذهاب عينيك وإن كانتا كريمتان عليك، فإنك لو رأيت ثوابهما في ميزانك تمنيت أن يكون الله قد قطع يديك ورجليك، ودق ظهرك وأدمى ظلفك، قال‏:‏ فصاح به القوم وضحك بعضهم فقال عمرو‏:‏ معناه صحيح ونيته حسنة وإن كان قد أخطأ في اللفظ‏.‏
ذكرني وجع ضرسي
قال أحمق لغلامه‏:‏ إذا مررنا بالطبيب فذكرني وجع ضرسي حتى أسأله عن الدواء فقال‏:‏ يا مولاي إن كان ضرسك يوجعك فسوف تذكره‏.‏
لجام الفرس السابق لي‏
أجرِيتِ خيل فطلع منها فرس سابقٌ، فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر، فقال له رجل إلى جانبه‏:‏ أهذا الفرس لك قال‏:‏ لا، ولكن اللجام لي‏.‏
لأربعين ليلة خلت من جمادى الأوسط
كتب بعضهم إلى أبيه:‏ ‏كتابي إليك يوم الجمعة عشية الأربعاء لأربعين ليلة خلت من جمادى الأوسط، وأعلمك أني مرضت مرضة لو كان غيري كان قد مات‏.‏
فقال أبوه‏:‏ أمك طالق ثلاثاً لو مت لما كلمتك أبداً‏.‏
ارتفع بفعله وما بقي للأب
تقدم رجل إلى معلم ابنه فسأله أن لا يعلمه سوى النحو والفقه، فعلمه مسألتين من النوعين‏:‏ ضرب زيد عمراً، ارتفع زيد بفعله، وانتصب عمرو بوقوع الفعل عليه، والأخرى من الفقه: رجل مات وخلف أبويه، فلأمه الثلث، ولأبيه الباقي، فقال له‏:‏ أفهمت؟ قال‏:‏ نعم، فلما انصرف إلى البيت قال له أبوه‏:‏ ما تقول في ضرب عبد الله زيداً قال‏:‏ أقول‏:‏ ارتفع بفعله وما بقي للأب‏.‏
نجمة التيس
قال منجم لرجل من أهل طرسوس‏:‏ ما نجمك قال‏:‏ التيس فضحك الحاضرون وقالوا‏:‏ ليس في النجوم والكواكب تيس قال‏:‏ بلى قد قيل لي وأنا صبي منذ عشرين سنة‏:‏ نجمك الجدي فلا شك أنه قد صار تيساً منذ ذلك الوقت‏.‏
في التعزية قولان‏
عن ابن أخي شعيب بن حرب قال‏:‏ سمعت ابن أخي عمير الكاتب يقول وهو يعزي قوماً‏:‏ آجركم الله وإن شئتم أجركم الله كلاهما سماعي من الفراء‏.‏

أضف إلى معلوماتك
القسم
الوحيد الذي أقسم الله بحياته في القرآن الكريم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: “لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ” (الحجر)، يقول ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.
صحابيان
هناك صحابيان عاش كل واحد منهما 60 سنة في الجاهلية، 60 سنة في الإسلام وماتا بالمدينة عام 54هـ وهما حكيم بن حزام وحسان بن ثابت رضي الله عنهما.
4لم تحمل
هناك 4 لم تحمل بهم أنثى وهم: آدم وحواء وكبش فداء إسماعيل وناقة صالح (حيث خرجت من الصخرة).
البصر
كثير من الصحابة رضي الله عنهم كُفت أبصارهم في أواخر حياتهم ومنهم عبد الله بن عباس، وكعب بن مالك، وعبد الله بن عمرو، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم، وقد قيل لسعد بن أبي وقاص: لم لا تسأل ربك أن يعيد إليك بصرك وأنت مستجاب الدعاء؟ قال: بلغني أن الله تعالى قال في الحديث القدسي “من أفقدته حبيبتيه (عينيه) وصبر فله الجنة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *