وليس للقلوب سرور، ولا لذة تامة، إلا في محبة الله والتقرب إليه بما يحبه، ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذه حقيقة: لا إله إلا الله.
الفتاوي 28/32
وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها، للأمر بذلك، والأصل فيه للوجوب إلا لقرينة، كما هو مقرر في الأصول، والقرينة هنا تؤكد الوجوب؛ وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (أو ليخالفن الله بين قلوبكم). فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب كما لا يخفى.
السلسلة الصحيحة 1/4
إن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن، فتجد أكثر هؤلاء العاكفين على القبور معرضين عن سنة ذلك المقبور وطريقته، مشتغلين بقبره عما أمر به ودعا إليه.
اقتضاء الصراط المستقيم 493
كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل؟
هذا التخلف له عدة أسباب:
أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين، ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال وأبطلها.
وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه إحياء الموتى عياناً بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبة شهادة.
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم عدم استحضاره، أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده، وانضم إلى ذلك تقاضي الطمع، وغلبات الهوى، واستيلاء الشهوة، وتسويل النفس، وغرور الشيطان، واستبطاء الوعد، وطول الأمل، ورقدة الغفلة، وحب العاجلة…
الجواب الكافي 74
من أعظم الغلط: الثقة بالناس، والاسترسال إلى الأصدقاء، فإن أشد الأعداء وأكثرهم أذى الصديق المنقلب عدواً، لأنه قد اطلع على خفي السر.
صيد الخاطر 235
ما السر في قول الله عقب أمر الله المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم (الله نور السماوات والأرض)؟
سر هذا الخبر: أن الجزاء من جنس العمل، فمن غض بصره عما حرم الله عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله.
إغاثة اللهفان 1/55
ما أفضل ما يُسأل الرب تبارك وتعالى؟
أفضل ما يُسأل الرب تبارك وتعالى: الإعانة على مرضاته، وهو الذي علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فقال: يا معاذ! والله إني لأحبك، فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
فأنفع الدعاء: طلب العون على مرضاته، وأفضل المواهب: إسعافه بهذا المطلوب.
مدارج السالكين 1/100
حكم ومواعظ
تحسر السلف على فوات الطاعة
لما بلغ ابن عمر حديث فضل شهود الجنازة قال: لقد فرطنا قراريط كثيرة.
قال إبراهيم بن أدهم: دخلنا على عابد مريض وهو ينظر إلى رجليه ويبكي.
فقلنا: ما لك تبكي؟ فقال: ما اغبرت في سبيل الله.
بكى أحد السلف فقيل له: ما يبكيك؟ قال: على يوم مضى ما صمته وعلى ليلة ما قمتها.
عاقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه حين فاتته صلاة العصر في جماعة بأن تصدّق بأرض قيمتها مائتي ألف درهم.
كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة.
وفاتت ابن أبي ربيعة ركعتا سنة الفجر فأعتق رقبة.
الخوف من الله
وقال أبو القاسم الحكيم: الخوف على ضربين: رهبة، وخشية.
فصاحب الرهبة يلتجئ إلى الهرب إذا خاف، وصاحب الخشية يلتجئ إلى الرب.
قال الأستاذ أبو علي الدقَّاق، رحمه الله: الخوف ألاَّ تعلل نفسك بعسى وسوف.
وقال محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا القاسم الدمشقي يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: الخوف، سراج القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر.
وقال أيضا: سمعت أبا القاسم الدمشقي يقول: سمعت أبا عمر الدمشقي يقول: الخائف، من يخاف من نفسه أكثر مما يخاف من الشيطان.
وقال ابن الجلاء: الخائف، من تؤمنه المخوفات.
وقيل: ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه، إنما الخائف من يترك ما يخاف أن يعذب عليه.
وقيل للفضيل، مالنا لا نرى خائفاً؟ فقال: لو كنتم خائفين لرأيتم الخائفين، إن الخائف لا يراه إلا الخائفون، وإن الثكلى هي التي تحب أن ترى الثكلى.
وقال يحيى بن معاذ: مسكين ابن آدم، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لدخل الجنة.
وقال شاء الكرماني: علامة الخوف: الحزن الدائم.
وقال أبو القاسم الحكيم: من خاف من شيء هرب منه، ومن خاف من الله عزَّ وجل هرب إليه.
وسئل ذو النون المصري رحمه الله، متى يتيسر على العبد سبيل الخوف؟ فقال: إذا أنزل نفسه منزلة السقيم، يحتمي من كل شيء؛ مخافة طول السقام.
وقال بشر الحافي: الخوف من الله ملك لا يسكن إلا في قلب متق.
وقال أبو عثمان الحيري: عيب الخائف في خوفه السكون إلى خوفه لأنه أمر خفي.
وقال الواسطي: الخوف حجاب بين الله تعالى وبين العبد.