حكم ومواعظ

حكم ومواعظ
عن وهب بن منبه قال: الإيمان قائد والعمل سائق النفس فإن فَتَرَ قائدها حادت عن الطريق ولم تستقم لسائقها؛ وإن فتر سائقها صرفت ولم تتبع قائدها، فإذا اجتمعا استقامت طوعاً أو كرهاً ولا تستقيم أبدا إلا بالطوع. (الحلية 4/31).
قال اليحيى بن معاذ الرازي: يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرد عليك الفوت، ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت. (الشعب 1/236) .
عن قتادة قال: الصبر من الإيمان بمنزلة اليدين من الجسد، من لم يكن صابرا على البلاء لم يكن شاكرا على النعماء، ولو كان الصبر رجلا لكان كريما جميلا. (الصبر 163).
قال مسلم بن جعفر: صُم عن الدينار وليكن فطرك الموت، وكن كالمداوي جرحه صبراً على الدواء خشية طول البلاء احتمالاً للبلاء يلتمس بذلك طول الراحة. (الزهد لأحمد/427).
عن سفيان الثوري قال: احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، واحذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئا من الدنيا فلا تجده، أن تسخط على ربك” (السير 7/244).
عن أبي عون قال: كان أهل الخير إذا التقوا يوصي بعضهم بعضا بثلاث، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض: من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح فيما بينه وبين الله كفاه الله الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته. (المصنف 7/162).
عن أبي حازم قال: أكتم حسناتك أكثر مما تكتم سيئاتك. (المصنف 7/195).
التقى سفيان الثوري الفضيل بن عياض فتذاكرا فبكيا، فقال سفيان إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة، فقال له الفضيل: لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤما، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت لي، وتزينت لك؟ فبكى سفيان حتى علا نحيبه؛ ثم قال: أحييتني أحياك الله. ( الحلية 7/64).
عن الفضيل بن عياض قال: لو قيل لك: يا مرائي غضبت وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا وتصنعت، وقصرت ثيابك وحسنت سمتك حتى يقال: عابد فيكرمونك، وينظرونك ويقصدونك ويهدون إليك. (السير 8/4739).

درر وفوائد
لماذا حض النبي صلى الله عليه وسلم على الفطر على التمر والماء؟
إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة؛ أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به، ولا سيما القوة الباصرة، فإنها تقوى به، وحلاوة المدينة التمر، ومرباهم عليه، وهو عندهم قوت، وأُدُمٌ، وَرُطَبُه فاكهة.
وأما الماء، فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإذا رطبت بالماء؛ كمل انتفاعها بالغذاء بعده.
هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب.
زاد المعاد 2/48

الصوم شرط في الاعتكاف
القول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف: أن الصوم شرط في الاعتكاف، وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية.
ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطراً قط، بل قالت عائشة: (لا اعتكاف إلا بصوم).
زاد المعاد 2/83
لو قال الذي يرد السلام: عليك السلام، بحذف الواو، هل يكون صحيحاً؟
قالت طائفة، منهم المتولي وغيره: لا يكون جواباً، ولا يسقط به فرض الرد، لأنه مخالف لسنة الرد، ولأنه لا يعلم: هل هو رد، أو ابتداء تحية؟ فإن صورته صالحة لهما، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم) فهذا تنبيه منه على وجوب الواو في الرد على أهل الإسلام.
وذهبت طائفة أخرى: على أن ذلك ردٌ صحيح، كما لو كان بالواو، ونص عليه الشافعي رحمه الله في الكبير.
زاد المعاد 2/385-386
طغيان “أنا”، “ولي”، “وعندي”
ليحذر كل الحذر من طغيان “أنا”، “ولي”، “وعندي”، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون.
(فأنا خير منه) لإبليس. و(لي ملك مصر) لفرعون، و(إنما أوتيته على علم عندي) لقارون.
زاد المعاد 2/434
فوائد محاسبة النفس
في محاسبة النفس عدة مصالح:
منها: الاطلاع على عيوبها، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه من إزالته.
ومنها: أنه يعرف بذلك حق الله تعالى عليه، ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدي عليه، وهي قليلة المنفعة جداً، فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله تعالى على العبد.
إغاثة اللهفان 1/100

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *