لماذا هذا الإصرار على بث الأفلام المكسيكية المدبلجة؟ كفى من نشر الرذيلة في بيوت المغاربة

لقد تطورت حملات الإعلام الهدَّام للأخلاق والفضائل مستهدفة بيوت المسلمين رامية إلى هدم مؤسسة الأسرة، ذلك الصرح العظيم والحصن الحصين الذي استعصى على أعداء الأمة الإسلامية فتحه طيلة قرون من الزمن, ولكن للأسف الشديد لما استطاع المستغربون أن يقصوا العلماء من ثغور الدفاع، وتضييق الخناق على ألسنتهم وأقلامهم، تمكن أعداء الدين والهوية من التسلل إلى بيوت المسلمين عبر وسائل الإعلام التي استولى عليها العلمانيون.

ولم يحصل هذا عبثا بل جاء بعد سيطرت القوم على وسائل الإعلام المكتوبة, فلو نظرت في جرائد ومجلات القوم تجدها قد ملأت بكل صور العري والمجون -التي لو قمت بإحصائها لبلغت الملايين في السنة الواحدة-, والدعوة إلى هدم كل القيم وإلى حياة العبث.
وما اكتفى هؤلاء بأنفسهم بل يريدون أن ينشروا هذا العفن المليء بالخيانة والنخاسة والعري والعهر واللواط والسحاق, والكلبنة “DOGGING” – وهي ممارسة الزنا في مكان عمومي أمام الملأ كالكلاب, فهل يريد القوم أن نصبح جِرَاءً لهؤلاء الكلاب؟ ولكن “واحر قلباه ممن قلبه شبم”, ووجهه صفيق- فينا وذلك من خلال أخطر الوسائل انتشارا وأكثرها ذيوعا وأهمها اختراقا للبِيُوتَات, وأبرز الأسلحة الهجومية لهذا السقط الغربي – بنو علمان- ألا وهي التلفاز وذلك عبر ما يسمى بـ “الأفلام المدبلجة” وعند العامة “الأفلام المكسيكية” فتجد هذه الأفلام تبث بكثرة عبر قنواتنا، وهي تقارب في بعض الأحايين العشرة يوميا، وهذا فقط في القناتين الأولى والثانية باستثناء باقي القنوات العربية, لبث هذا العفن الاجتماعي بكل ما يحتويه من جراثيم القيم ومكروبات أخلاق و.., مع ضعف المضاد الحيوي الديني.
فما في هذه الأفلام من نشر للرذيلة, وتوطيد للفحش والتفحش, وترسيخ لماجن الأخلاق وأميعها, وتعويد على الخيانة وتعليم لطُرُقِها, لا يخفى على من له مثقال حبة خرذل من عقل, إلا أن تكون عين بصيرته قد أصيبت بالحَوَل والعياذ بالله.
وتعتبر هذه الأفلام دعوة صريحة للعشق المحرم والزنا واتخاذ الأخذان..، ناهيك عن الملابس الفاضحة والقبلات المحرَّمة والتصرفات المخلة بالحياء، بل وبالعقيدة الإسلامية, لتصبح سببا في التفرق والتشردم الأسري, فلقد أصبح من أسباب الطلاق هذه الأفلام, ذلك بأن تعجب المرأة بالبطل فلا تطيق العيش مع زوجها, أو تقوم بخيانته على الطريقة المكسيكية, وكذلك الزوج عندما يشاهد تلكم الحسناوات فيقارنهن بزوجته فيظهر له البون شاسع والفرق كبير فلا يجد مناصا من الطلاق، أما لبس الصلبان والتعميد فأمر لا تخلو منه حلقات تلك المسلسلات.
ففي والوقت الذي نجد فيه بعض الدول قد منعت بث هذه الأفلام, كما أكد ذلك ممثلو الإعلام البحريني أنه تم إيقاف الأفلام المكسيكية المدبلجة منذ سنتين, وذلك بعد لمس خطر هذه الأفلام على الهوية والدين والأخلاق, فمتى يستيقظ القوم في بلدنا، ويمسكوا عنا هذه النفايات الغربية بكل نتن وعفن وأوبئة لا تفتك بالبدن وحسب بل تفتك بالروح والقلب فيصبح الإنسان بلا روح ولا قلب يهديه, وهذا مكمن الداء الذي ابتلين به من تزايد الإجرام, ومن قطع طريق, وقتل أنفس, واغتصاب, وسرقة, ورشوة, وبغاء, ولواط, وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه الدين والوطن والأمة جمعاء.
ومع ذلك أيضا فهذا أهون مما فعلوه وسنوه من سنة “الإرهاب الثقافي” الذي جعل ألفاظ “القديم” و”الجديد” و”التقليد” و”التجديد” و”التخلف” و”التقدم” و”الجمود” و”التحرر” و”ثقافة الماضي” و”ثقافة العصر” سياطا ملهبة بعضها سياط حث وتحريف لمن أطاع وأتى, وبعضها سياط عذاب لمن خالف وأبى.
والله المستعان على كل بلية, وهو المسؤول أن يكشفها بمشيئته, رحمة بأمة مسكينة، وغفرانك اللهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *