مجلة “سيتادين” تطمئن آكلي لحم الخنازير إبراهيم الوزاني

منذ أعلن عن ظهور داء أنفلونزا الخنازير والمغرب كسائر بلدان العالم اتخذ تدابير كبيرة خوفا من ظهوره أو استقطابه عن طريق الأجانب، خصوصا وأنه ظهر في اسبانيا القريبة من المغرب، حتى سجلت هذه الأيام الحالة الأولى في مدينة فاس وقيل حالة ثانية بالدار البيضاء.
وعلم المغاربة أن المغرب قد أوقف منذ الأيام الأولى استيراد لحوم الخنازير، كما علم كثير منهم للمرة الأولى أن لحم الخنزير يباع في بعض المراكز التجارية، وأن بعض الضيعات تربي الخنازير، يشتغل فيها مغاربة مسلمون..
لكن الأمر الذي يستنكر هو السكوت العام عن حكم تربية وأكل وبيع لحم الخنزير، المعلوم ضرورة من ديننا أنه حرام أكله وثمنه..، ومن غريب القوانين المعمول بها في حماية الغابات في المغرب، منع قتل الخنازير البرية التي تهلك الحرث والنسل وتعيث في محاصيل الفلاحين فسادا، مع أنه مرغب في قتلها شرعا..
وقد حكى الإمامان النوويّ وابن قدامة إجماع المسلمين على تحريم تناول أي جزء من الخنزير، وقال ابن حزم: “أجمَعَت أقوال العلماء على حرمته، فلا يَحلّ أكلُ شيء منه، سواءٌ في ذلك لحمُه أو شحمُه أو عصبُه أو غضروفُه أو حُشْوَتُه أو مخُّه أو أطرافُه أو غيرُ ذلك منه”، وهذا الكلام يبين أن مستخلصاته وما تستعمل فيه لها حكم الحرمة.
كما أن بيعه حرام فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام” رواه البخاري.
ومن عجيب الصحافة العلمانية في بلدنا ترويجها لعدم الخوف من الإصابة بفيروس “إتش 1 إن 1” عن طريق أكل لحم الخنزير، فهذه المجلة النسوية “سيتادين” التي تشرف على برنامج “خميسة” لتكريم النساء، تنشر مقالا في عددها 29 بتاريخ: يونيو 2009م، تحت عنوان: “لا خطر من “إتش 1 إن 1” عبر تناول لحم الخنزير”، تذكر فيه أن منظمات الصحة والأغذية العالمية أصدرت بيانا يؤكد أن فيروس أنفلونزا الخنازير لا ينتقل من الخنازير إلى البشر من خلال تناول اللحوم أو المنتجات المشتقة منه.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا ننشر هذا الخبر في المغرب مع الإعراض عن حكم أكل لحم الخنزير؟
وكيفما كان الحال فهذا الخبر لا يخدم إلا تجارة محرمة في ديننا، إذ أكل لحمه أو بيعه واستغلال ثمنه من أكبر الكبائر والذنوب.
وفي العدد نفسه من المجلة المذكورة نشرت مقالا بعنوان “أشهر سفاحات العالم”، لكنها لم تعرج على ذكر “كولداميير” رئيسة الكيان الصهيوني سابقا، و”تسيبي ليفني” وزيرة خارجيته السابقة، اللتين أكثرتا القتل في الشعب الفلسطيني، بل واستعملتا في قتلهم جيشا من أقوى الجيوش في العالم ترسانة وأسلحة، لتكون النتيجة الآلاف من القتلى والجرحى، في حين ذكرت عسكرية في النظام النازي لأنها كانت تعذب وتقتل اليهوديات في “الهولوكست” المزعومة، فهل هذا هو العمل الصحفي الهادف، أم أن إعلامنا صار حليفا لأجندات الغرب وعميلا للوبي الصهيوني؟؟
من يتأمل في الإشهارات التي تحظى بها المجلة يدرك الجواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *